إيلاف من بغداد: دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني المقاتلين في جبهات القتال ضد تنظيم داعش الى انقاذ المدنيين في مدينة الفلوجة والمناطق الاخرى تحت سيطرته بكل الوسائل، معتبرًا ذلك اهم من استهداف العدو، داعيًا الى "رعاية أسر الشهداء وايتامهم واراملهم والاهتمام بأسر الجرحى والمصابين".

وشدد السيد أحمد الصافي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف"، على المقاتلين في جبهات القتال&

الذين يخوضون معارك تحرير الفلوجة من قبضة تنظيم داعش توفير الحماية للمدنيين الأبرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة.&

انقاذ المدنيين&

وقال الصافي: "نؤكد على المقاتلين الابطال بضرورة توفير الحماية للمدنيين الابرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة، واعلموا أن إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم وأعظم من استهداف العدو، فابذلوا قصارى جهدكم لانقاذ المدنيين وإبعاد اذى الارهاب عنهم &بكل الوسائل".

واكد أن العراق يشهد في هذه الايام خوض ابناء القوات المسلحة في الجيش والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين وابناء العشائر معارك ضارية لدحر الارهاب الداعشي عن مناطق أخرى من العراق، وهو ما يستوجب تحية هؤلاء الميامين بإكبار واجلال على الانتصارات والتضحيات التي يتصفون بها وتفانيهم في الدفاع عن شعبهم وبلدهم ومقدساتهم .. مشددًا بالقول "انكم حقًا الاجل قدرًا والاعظم أجرًا وثوابًا من غيركم".&

واضاف: "الشهداء من هؤلاء المقاتلين هم احياء عند ربهم يرزقون، وأن لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، اما الجرحى والمصابون والمعاقون في المنازلة مع الارهابيين فإن أجرهم مرتين الاولى على جهادهم وقتالهم والأخرى على صبرهم على ما نالهم من أذى في تضحياتهم". وشدد على "ضرورة العمل لتخفيف معاناة هؤلاء والعناية بأرامل وايتام وعوائل الشهداء".

الآلاف قتلوا واضعافهم اصيبوا

واشار معتمد السيستاني الى أن سنتين قد مرتا على هبة العراقيين دفاعًا عن شعبهم وبلدهم امام الهجمة الداعشية، "فقدموا آلاف الشهداء واضعافهم من الجرحى والمصابين، لكنهم لم يتوانوا عن منازلة الارهابيين وما زالوا صامدين في الجبهات مصرين على جهادهم الدفاعي حتى تطهير آخر شبر من أرض الوطن من الظلاميين". وقال: "إن جميع العراقيين يشاركون في هذا الجهاد كبارًا وصغارًا، نساءً ورجالاً، حيث ساهم قسم ببدنهم في سوح القتال وقسم آخر بالمال من خلال توفير ما يحتاجه المقاتلون من مؤن ومتطلبات أخرى".

واشار معتمد السيستاني الى أن "مواطناً عراقياً لديه 11 ابنًا استشهد خمسة منهم في جبهات القتال ضد تنظيم داعش، وأمر الستة الآخرين بالالتحاق بتلك الجبهات، وأبلغهم أن عليهم إما يعودون اليه شهداء ايضًا أو يجلبوا النصر معهم".&

والاربعاء الماضي، اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم السماح بأي تجاوز على أرواح اهل الفلوجة، واكد أن توجيهات مشددة الى كل القطعات العسكرية المشاركة في عملية التحرير بشتى صنوفها والى جميع المقاتلين المشاركين في معركة الفلوجة تؤكد على حماية المدنيين وتوفير الممرات والملاذات الآمنة لهم وتأمين احتياجاتهم الإغاثية الاساسية وتوخي اقصى درجات الحيطة والحذر عند دخول المدينة لضمان تجنيب المدنيين مخاطر نيران القوات المحررة.&

وتخوض القوات العراقية منذ فجر الاثنين الماضي معارك ضارية ضد تنظيم داعش في مدينة الفلوجة، وهي أول مدينة عراقية تقع في أيدي التنظيم في يناير عام 2014، أي قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم المتشدد مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة. وتقع الفلوجة على نهر الفرات، وعلى بعد 60 كيلومتراً غرب بغداد، وكان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 300 ألف شخص.

كما اكدت بعثة الامم المتحدة في العراق أن الوكالات الإنسانية على الأرض قد أبدت مخاوف من أن المدنيين في الفلوجة معرضون للخطر الشديد ونفاد المساعدات المقدمة لهم. وقالت البعثة إنها تتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين المحاصرين داخل الفلوجة الذين يحاولون الفرار منها إلى بر الأمان، ولكنهم لا يتمكنون من ذلك .. ودعت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، في بيان صحافي تسلمته "إيلاف"، جميع "أطراف النزاع الى الالتزام باحترام القانون الإنساني الدولي، وبذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدات المنقذة للحياة".
&