المعارك الأخيرة أثارت المخاوف بشأن عشرات الآلاف من النازحين الذين يقيمون في مخيمات قريبة من مواقع القتال

سيطر مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية على قرى عديدة بعد أن شنوا هجوما على قوات من المعارضة السورية بالقرب من الحدود مع تركيا.

وتقدم مسلحو التنظيم بعد هذا الهجوم ليقتربوا بضعة كيلومترات من بلدة أعزاز شمالي حلب وقطع الإمدادات إلى بلدة "مارع" الواقعة في منطقة أبعد إلى الجنوب ومعقل آخر للمعارضة شمالي حلب.

وأثارت هذه المعارك المخاوف بشأن عشرات الآلاف من النازحين الذين يقيمون في مخيمات قريبة من مواقع القتال. وبدأت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية إخلاء مستشفى في المنطقة.

وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم مساء الخميس. وبحلول الجمعة، كان التنظيم سيطر على ست قرى شرقي أعزاز من بينها "كلجبرين"، ليعزل قوات المعارضة في مارع عن جيب أعزاز.

وحوصرت قوات المعارضة، التي تضم مقاتلين من المعارضة المعتدلة بينها الجيش السوري الحر بالإضافة إلى بعض الفصائل الإسلامية المتشددة، بين تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق والقوات ذات الغالبية الكردية في الغرب والجنوب بينما تفرض تركيا قيودا على تدفق البضائع والأشخاص عبر الحدود.

وأعلنت وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية عن التقدم الذي حققه مسلحو التنظيم، مشيرة إلى أن التنظيم سيطر على ست قرى من قوات المعارضة الأخرى.

وذكرت أطباء بلا أحدود أن فريقها بدأ إجلاء المرضى والأطقم الطبية من مستشفى السلامة التي تديرها في أعزاز، بعد أن أصبح الخط الأمامي للقتال على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من المستشفى.

وأوضحت المنظمة أنها ستبقي على فريق صغير للاطمئنان على صحة المرضى وإحالتهم إلى منشآت طبية أخرى في المنطقة.

وقال بابلو ماركو مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط إن "أطباء بلا حدود اضطرت لإجلاء معظم المرضى والموظفين من المستشفى الذي نديره لأن الخطوط الأمامية (للقتال) أصبحت قريبة جدا. إننا قلقون للغاية بشأن مصير المستشفى والمرضى الذين نعالجهم وما يقدر بنحو 100 شخص محاصرين بين الحدود التركية وخطوط القتال"، حسبما نقلت عنه وكالة أسوشيتد برس.

وأضاف ماركو: "لا يوجد مكان للناس للفرار إليه مع اقتراب القتال."

وتقع أعزاز، التي تضم عشرات الآلاف من النازحين في الداخل، إلى الشمال من مدينة حلب، التي تقع أجزائها الشرقية تحت سيطرة المعارضة بينما تسيطر الحكومة على الغرب.

وعلى صعيد متصل، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة من "زيادة" في أعداد العراقيين الذين يحاولون الفرار إلى سوريا من مدينة الموصل العراقية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت ميليسا فلمنغ المتحدثة باسم المفوضية: "فقط تخيل هذا، لدينا لاجئين يفرون إلى سوريا"، التي دخلت الآن في العام السادس من الحرب الأهلية.

وأوضحت المفوضية أن نحو 4300 شخص وصلوا إلى مخيم "الحول" في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي سوريا في مايو/أيار الجاري.

وبدأت المفوضية يوم الخميس عملية نقل جوي لكميات من الخيم والبطاطين والفرش وغيرها من المستلزمات إلى مدينة القامشلي الواقعة بمحافظة الحسكة على أمل تقديم المساعدة لنحو 50 ألف شخص.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في مارس/آذار عن خطة لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق"، لكنها لم تسيطر حتى الآن سوى على عدد قليل جدا من القرى القريبة من المدينة.