يدخل لبنان عامه الثالث بلا رئيس للجمهورية، في ظل تخبّطه بأزمات سياسيّة كثيرة، وقد ضرب لبنان الرقم القياسي في الفراغ الرئاسي الذي بات يهدّده بعواقب اقتصاديّة واجتماعيّة ودستوريّة كثيرة.

إيلاف من بيروت: أطفأ اللبنانيون شمعة العام الثاني للفراغ الرئاسي في لبنان، وولجنا في العام الثالث لهذا الفراغ، وقد لا يكون الأخير من تفريغ لبنان من رئاسة الجمهورية، حيث إنه ضرب الرقم القياسي في العالم في الفراغ الرئاسي وفي تخبّطه في الأزمات السياسيّة على الرغم من أنه يعيش حالة من الإستقرار الأمني والسياسي النسبي، ولكنه يعيش، نتيجة للفراغ الرئاسي، في معمعة اقتصادية واجتماعية ودستورية.

فهل يستمر الفراغ الرئاسي إلى ما لا نهاية وما هي عواقبه؟

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أنه من الواضح أن فريق 8 آذار، بما فيه حزب الله، يصرّ على إبقاء لبنان في الفراغ الرئاسي، وهناك غاية من وراء ذلك.

عن التدخل الخارجي للحدّ من الفراغ في لبنان يقول طعمة ما يحدث في لبنان لا ينفصل بطريقة أو بأخرى عما يجري إقليميًا، والبلد للأسف ساحة للصراعات الإقليميّة والدوليّة، ولا شك أن دول الخارج ستتدخل رغم إصرارها الدائم بأن الاستحقاق الرئاسي هو شأن داخلي يخص اللبنانيين وحدهم، والكل يتدخل بطريقة ما، وعندما يقرر الخارج تنتظم الأمور في لبنان.

عواقب خطيرة

بدوره يقول النائب السابق مصطفى هاشم (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" إن عواقب استمرار الفراغ الرئاسي من الناحية الميثاقية خطيرة، لأنه يتم من خلال الفراغ تهميش أحد أركان النسيج الوطني اللبناني، الذي أسس كيان لبنان في العام 1920، أي الطرف المسيحي، وهذا الموقع، أي رئاسة الجمهورية، هو الموقع المسيحي الوحيد في المنطقة ككل، وبالتالي هي الضربة الأولى للميثاق الوطني، ومن ناحية أخرى في ظل الظروف المحيطة بلبنان، أن يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية هو أمر خطير أيضًا، وهذا يعني أننا قاصرون وبحاجة إلى وصاية، وثالثًا هناك الانعكاس الأمني، رغم السعي إلى تحييد لبنان عن الصراعات، غير أنه مع استمرار الفراغ الرئاسي سيكون هناك خطورة أمنية، ففي العام 1988 عندما وصلنا إلى الفراغ مع مجيء حكومتين الأولى يرأسها ميشال عون والثانية سليم الحص، شاهدنا حينها الأزمة الأمنيّة التي مرت على لبنان، وأيضًا في العام 2008 مع ما حصل في 7 مايو بعد الفراغ الرئاسي حينها أيضًا.

ويضيف: "رغم أن الجميع يعي اليوم خطورة الأمر لكن الاضطراب الأمني وارد، ومن الناحية الاقتصادية مع عدم ثقة الدول بالوضع اللبناني، فكيف يتحمس المغتربون والسياح العرب إلى المجيء للبنان في ظل فراغ رئاسي حاصل ومستمر؟".

أما النائب نبيل نقولا (تكتل التغيير والإصلاح) فيؤكد لـ"إيلاف" أن العواقب تبقى ميثاقية، مع استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان.

عن الانتخابات النيابية ومصيرها في حال استمرار الفراغ الرئاسي، يقول نقولا إن هذه النقطة خطرة، إذ في حال لم يكن هناك قانون انتخاب جديد، سنصل إلى الفراغ النيابي أيضًا.

ويلفت نقولا إلى أن الاستقرار الأمني من المفروض ألا يواجه أي اهتزاز في حال استمرار الفراغ الرئاسي.
&