بينما قررت النيابة العامة إخلاء سبيل خمسة متهمين في قضية تعرية سيدة قبطية في الشارع، ومع إستمرار مساعي التصالح وعقد جلسة عرفية، لإنهاء القضية، قال نشطاء أقباط إن غياب القانون وراء تكرار حالات الاعتداء عليهم.

إيلاف من القاهرة: كشف ناشط قبطي لـ"إيلاف" عن تعرض سيدة مسيحية أخرى للتحرش أثناء الحادث، متهماً محافظ المنيا ومدير الأمن بالتورط في الحادث، ووصف دور المجلس القومي للمرأة ومؤسسة بيت العائلة التي يترأسها شيخ الأزهر والبابا بـ"المخزي للغاية".

وقال إبرام لويس، عضو &الشبكة المصرية للمشاركة العامة، إن تغييب القانون وراء تكرار الحوادث الطائفية بحق الأقباط، مشيراً إلى أنه "يتابع الحادث منذ البداية وقبل الإعلان عنه".

وأوضح لـ"إيلاف" أن هناك وقائع تحرش بسيدة قبطية أيضاً ضمن هذا الحادث، وقال: "تم التحرش بسيدة أخرى من القرية، وبالنسبة للسيدة سعاد هي الوحيدة من قاموا بتجريدها من ملابسها".

مخزٍ للغاية

كما كشف لويس أن ثمة واقعة تجريد وقتل حدثت في الصعيد أيضاً، وقال: "هناك واقعة تجريد من الملابس حدثت بشكل غير مشابه من قبل، ففي مركز ديروط &بمحافظة أسيوط، تم قتل والد شاب، أشيع أنه أقام علاقة مع امرأة مسلمة، وقام الجناة بربط جثته بأحد أعمدة الإنارة".

وأضاف أن "تكرر الأحداث يأتي نتيجة، لعدم تطبيق القانون على الجناة، وإنهاء الأمور من خلال عقد جلسات الصلح العرفية"، ووصف دور "بيت العائلة" بـ"المخزي للغاية".

ويعتبر بيت العائلة مؤسسة رسمية أسسها الأزهر والكنيسة، ويترأسها شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبطريرك الأقباط الأرثوذكس، البابا تواضروس الثاني، وتقوم بمهمة حل الأزمات ذات الطابع الطائفي، ونشر روح المحبة والتسامح بين الناس.&

وأوضح لويس أن "وفداً من بيت العائلة حضر إلى المنيا، من دون الترتيب مع أسقف الكنيسة، لحل الأزمة ودياً، ولهذا رفض الأسقف لقاء الوفد، وصرح أنه لن يتم عقد الجلسات العرفية قبل تطبيق القانون، ولا للتحرك المجتمعي قبل معاقبة القيادات والمقصرين في حماية الأقباط".

ولفت إلى أن محافظ المنيا ومدير الأمن وغالبية القيادات متورطون في الحادث، بطريقة أو بأخرى، من خلال الصمت ومحاولة تبسيط الأمور، والضغط على الضحايا للتنازل عن القضية أو الخضوع للجلسات العرفية.

ووصف لويس "التعامل الرسمي مع الحادث" بأنه "مضلل"، وقال: صرح مدير الأمن، بأن الأمر حادث عادي، وتأخرت قوات الأمن عن الوصول إلى مكان الحادث، رغم علمه قبلها بيومين. وكذلك الأمر نفسه مع محافظ المنيا الذي قال إن الحادث بسيط وسيتم حله بالطرق الودية، وبعض القيادات بالمحافظة متورطة في الحادث"، مضيفاً: "ولا أعلم سبب تضليلهم للرأي العام".

وذكر أن "ردود الفعل على تلك التصريحات، هي من دعت السيدة سعادة ثابت للظهور في وسائل الإعلام، وكشف الحقيقة".

تطبيق القانون

وأشار إلى أن &"تأخر ردود فعل أجهزة الدولة على الحادث والتعامل معه بجدية، أعطى فرصة لكافة وسائل الإعلام الغربية بالحديث عنه"، متوقعاً أن "تطول الأزمة، في ظل عدم المكاشفة وإعلان أسماء المتورطين الحقيقيين في الحادث، وعرض مجريات التحقيق على الرأي العام المصري أولاً، ثم الرأي العام الغربي، لأن الأمر لا يتعلق بكون السيدة مسيحية، ولكن يتعلق بانتهاكات حقوقية"، على حد قوله.

كما وصف لويس دور المجلس القومي للمرأة في مصر بـ"المخزي"، وقال: "كان الأولى به أن يتبنى القضية ويتحدث ويتواصل مع أجهزة الدولة".

وأضاف أنه رغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إنه سيتم تنفيذ القانون على المتهمين في الحادث، إلا أن أحداً لم ينصت إلى ذلك.

ونبّه إلى أن الكنيسة لا تطلب سوى تطبيق القانون على الجناة، وتقديمهم للمحاكمة، ورفض أية تحركات تسعى إلى إنهاء القضية بالطرق العرفية، وتضليل الرأي العام، والقول إن "الوضع تمام، وكل الأهالي أخوة".

وبينما يصر الأقباط على تفعيل القانون ومحاسبة المتهمين باحراق سبعة منازل وتعرية سعاد ثابت والدة الرجل المسيحي الذي تقول الشائعات إنه يرتبط بعلاقة جنسية مع امرأة مسلمة، قررت النيابة العامة في مصر إخلاء سبيل خمسة متهمين في القضية، بكفالة تقدر بألف جنيه. وشمل قرار إخلاء السبيل زوج المرأة المسلمة، وابنه وشقيقه.

وفي السياق ذاته، دافعت المرأة المسلمة نجوى رجب، عن نفسها في قضية اتهامها بإقامة علاقة عاطفية مع الرجل المسيحي، وقالت لـ"إيلاف"، إنها فوجئت بالزج بها في هذه القضية، مشيرة إلى أنها بريئة من إقامة أية علاقة بأي شكل مع الرجل القبطي.

وأضافت أن زوجها يقف وراء إطلاق هذه الشائعات، بسبب خلافات زوجية بينهما، موضحة أنها تعاني من معاملة قاسية معه، وطالبت بالطلاق أكثر من مرة، لافتة إلى أنه يرفض تطليقها إلا بعد التنازل عن كافة حقوقها، والتنازل عن حضانة الأطفال، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينهما.

ولفتت إلى أنها لم تكن تتوقع أن يتطور الخلاف إلى حد الطعن في شرفها، والتسبب في هذه المشكلة الكبيرة، على حد قولها.

وكان الأسقف العام لإبراشية المنيا، الأنبا مكاريوس، أعلن أن "مجموعة يقدر عددها بـ300 شخص، خرجوا الجمعة الماضية، يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، وقاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، وتجريد سيدة مسيحية مسنة، تُدعى سعاد ثابت، من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، على خلفية اندلاع شائعة في قرية الكرم التي تبعد مسافة أربعة كيلو مترات من مدينة الفكرية بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، بوجود علاقة بين مسيحي ومسلمة".
&