إيلاف من لندن: قالت الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي التي تضم ناشطين عراقيين وعرب واجانب ان الحملة العسكرية على الفلوجة مدينة المآذن لم تكن لتشبهها حملة على أي مدينة عراقية أخرى رغم أن غرض الهجوم واحد وهو تحرير المدينة ومن بقي فيها مضطرا من قبضة تنظيم الدولة داعش.

وأشارت الحملة في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاثنين إن من الصعب القناعة بمصداقية الحملة الراهنة باعتبارها حرب على الإرهاب بينما يتولى نوري المالكي "رئيس الوزراء السابق" المسؤول الاول عن أحياء الارهاب بعد ان كان قضي عليه عام 2008 قيادة مليشيات الحشد الطائفي.

الخطاب الطائفي التحريضي يعيق القضاء على الارهاب

وتساءلت بالقول "كيف يمكن أن يُقضى على الارهاب والخطاب الطائفي التحريضي لازال هو الطاغي بكل ما يولده من تطرف وتشدد وهذا إلى جانب التنسيق العملياتي عالي المستوى بين الادارة الاميركية وإيران بكل ما يعنيه من شبهات؟.. بل أيضا في المشاركة واسعة النطاق لأربعة ألوية من مليشيا بدر تحت غطاء الشرطة الاتحادية إلى جانب دخول إيران على الخط بشكل علني صارخ سواء بمشاركة قائد فيلق القدس قاسم سليماني أو الخبراء ألستون في اختصاصات قتالية من بينها استخدام الأسلحة الكيمياوية والطائرات المسيرة هذا إلى جانب استخدام ترسانة عسكرية ضخمة من بينها صواريخ إيرانية تستخدم للمرة الاولى ذات قدرات تدميرية واسعة وهذا بالطبع إضافة إلى طيران التحالف".&

وأشارت الحملة إلى أنّ المدينة عاشت على مدى الأشهر الماضية وهي مختطفة بين سندان داعش من جهة ومطرقة القصف العشوائي من جهة أخرى وعاش الأهالي محنة حقيقية بين الخوف والموت والدمار بعد أن أُرغم الناس على البقاء حيث انعدمت فرص الخروج الآمن بينما وظّف تنظيم داعش الأهالي الذين عجزوا عن الخروج كدروع بشرية.&

وقالت انه ورغم المناشدات المستمرة للبحث عن وسيلة لإنقاذ المحاصرين فإن الهجمات تواصلت على المدينة المحاصرة ولم يسلم حي سكني ولا مسجد ولا مستشفى أو مدرسة بعد أن بات جميع ما على أرض الفلوجة وكأنه هدف ومشروع للقصف.. معتبرة ذلك يشكل دليلا يؤكد على أن غرض الحملة العسكرية على الفلوجة التدمير وليس التحرير وانما تسوية حسابات مع المدينة وأهلها وأرثها.

دعوة لتطهير الارهاب بكل أنواعه

وتوقعت الحملة ان تحقق الحملة العسكرية في الفلوجة أغراضها في النهاية لكنها تساءلت بالقول "ما قيمة أن تنجح العملية ويموت المريض.. وما قيمة أن يجري التخلص من إرهاب داعش ليحل محله إرهاب آخر والنتيجة واحدة والإرهاب هو الارهاب". واكدت انه لابد من تطهير الفلوجة من الارهاب مهما كان مصدره لكن في الوقت نفسه لا مجال للمساومة على سلامة المدنيين أو مستقبل المدينة.&

وقالت الحملة انها اذ تدين سياسة العقاب الجماعي وترفض ثقافة الثأر والانتقام تعلن عن تضامنها وتعاطفها مع المدنيين من أهالي الفلوجة فأنها تحذر من أن مجزرة وشيكة وتخريب للمرافق والبنى التحتية لا سابق لها من شأنها أن تغذي العنف كما أنها ستقضي على أية فرصة بقيت للتعايش الوطني بين العراقيين بكل ما ينطوي عليه ذلك من مضامين كارثية على مستقبل العراق.&

وطالبت الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي العرب والمسلمين والعالم أجمع بسرعة التحرك لتفادي الكارثة بدل انتظار وقوع المأساة دون تحريك ساكن بحسب قولها.&

عشرات الالاف من المدنيين عالقون في المدينة

وكانت القوات العراقية بدأت قبل اسبوع الاستعداد لعملية واسعة لتحرير الفلوجة في محافظة الانبار الغربية واعلنت صباح الاثنين اقتحام هذه المدينة من ثلاث نقاط فيما حث تقدم القوات العراقية بعض المدنيين على الفرار من مشارف المدينة التي يوجد فيها حوالي 50 الف مدني محاصرون.

ويؤمن المجلس النروجي للاجئين الذين يدير العديد من المخيمات في عامرية الفلوجة المأوى والمساعدات لحوالي ثلاثة الاف شخص هربوا في الاسبوع الماضي حيث تكشف شهاداتهم الظروف الصعبة التي يعاني منها الالاف الذين لا يزالون عالقين في المدينة شبه المعزولة عن سائر العراق منذ اشهر.

ويضم قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له اكثر من نصف مليون نسمة وينحدر أغلب سكان الفلوجة من العشائر الكبيرة في العراق وهي عشائر الدليم بكل فروعها : البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد والجميلة ، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعزة والجنابيين وزوبع وقبيلة بني تميم بفروعها : العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى وكما يوجد بها مجموعة من الأكراد.

ويطلق على المدينة أيضا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها والتي يصل عددها إلى 550 مسجد وكانت من ابرز معاقل تنظيم القاعدة بعد تغيير النظام العراقي عام 2003 واحتلها تنظيم داعش مطلع عام 2014. وقد تضررت الفلوجة كثيرا من هجومين شنتهما القوات الأميركية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004.