إيلاف من بيروت: أحدث فوز لائحة “ قرار طرابلس” المدعومة من الوزير أشرف ريفي زلزالا سياسيا&في الإنتخابات البلدية في لبنان، قاطعا الطريق ليس فقط أمام لائحة “ لطرابلس” المدعومة من التحالف السياسي الطرابلسي، بل أمام كل المكونات السياسية في المدينة الشمالية&بدءاً من الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، والنواب محمد الصفدي، أحمد كرامي، سمير الجسر، محمد كبارة، روبير فاضل، والوزير السابق فيصل كرامي، إضافة الى الجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع.

في المقابل، لم يتمكن النائب السابق مصباح الأحدب من تأمين رافعة أصوات للائحته «طرابلس عاصمة»، ويمكن القول إن خروجه من المنافسة سريعاً، سينعكس ضعفاً على حضوره وتمثيله السياسي في مدينته، أقله في المرحلة الراهنة، مع الإشارة الى أن نسبة الإقتراع كانت متدنية، فجاءت بنسبة 27٪ لتجعل العملية الإنتخابية حصرا بمن يهمهم الأمر.

الشعبية الطرابلسية من الحريري الى ريفي

وتعيش مدينة طرابلس حالة من الاحتقان نتيجة عوامل عدة أبرزها الفقر والبطالة والحرمان والعسكرة والظلم الأمني والتوقيفات العشوائية التي تطال الشبان منذ سنوات طويلة، كما لا يخفى على أحد إنقلاب الرأي العام في المدينة ضد مختلف القيادات السياسية وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي لمس بنفسه البرودة الشعبية في زيارته الأخيرة الى طرابلس بعد عودته من الخارج، إضافة الى عدد من النواب الذين أدى التمديد لولايتهم الى غض النظر عن كثير من أزمات المناطق الشعبية.

وشكلت عملية تشكيل لائحة «لطرابلس» استفزازاً شعبياً كبيراً، بدءاً من «الفوقية السياسية» التي فرضتها، مروراً بتسمية أعضاء فيها غير معروفين ولا يمتلكون أي حيثية، وصولاً الى تجاهل المناطق الشعبية والأسواق الداخلية لجهة عدم تسمية ممثلين عنها وفرض أشخاص غير مرغوب فيهم عليها، وكذلك جمع الأضداد لجهة ضم مرشحين عن الجماعة والأحباش.

أمام هذا الواقع، خرج الناخبون&الى الانتخابات البلدية للمرة الأولى من أجل محاسبة قياداتهم على كل هذا التجاهل، ما زاد نقاط القوة عند ريفي، كما ان ما ضاعف من حجم الخسارة، هو أن الماكينات الانتخابية للتحالف السياسي كانت من دون فاعلية، فلم تجمع «بلوكات» الأصوات التي وعدت بها، ولم تنجح في الحد من التشطيب، فدفع المرشحون العلويون والمسيحيون الثمن وخسروا تمثيلهم البلدي بحسب الماكينات الانتخابية غير الرسمية، وذلك نظرا لضراوة المعركة بين الأكثرية السنية في المدينة التي غالبا ما تطيح تمثيل الأقليات.

المستقبل يترقب الموقف السعودي

يعيش تيار المستقبل مرحلة حرجة ويترقب بخوف الموقف السعودي إزاء ما حققه ريفي، حتى الآن لم تُعلن المملكة على لسان أحد من مسؤوليها نظرتها للمتغيّر الشمالي. فعشية الإنتخابات أظهر السعوديون مؤشرين لم يصبا لمصلحة ريفي. الأول: عدم دعوته إلى مأدبة العشاء التي أقامها السفير علي عواض العسيري يوم 20 الجاري. والثاني: إعلان السفير في اليوم التالي أن «دولته تنظر الى الرئيس الحريري على أنه زعيم السنة في لبنان». لكن بعدما قالت طرابلس كلمتها هل سيتبدل موقف الرياض؟

نتائج مغايرة في الميناء

وجاءت نتائج الانتخابات البلدية في الميناء مغايرة تماما عن طرابلس، فقد فازت لائحة «الميناء حضارة» برئاسة عبد القادر علم الدين بأكثرية الأعضاء (18 من أصل 21) وخرق مرشحان من لائحة «الميناء لأهلها» ومرشح واحد من لائحة «الميناء بيتنا».

وقد نجح علم الدين في تشكيل لائحة تضم ممثلين عن كل شرائح وطوائف الميناء، وفي إرضاء الناخبين الذين صوتوا للائحته التي حافظت على التمثيل المسيحي بخمسة مقاعد أرثوذكسية من أصل سبعة، حيث أبعدت عمليات الخرق التي تعتبر طبيعية في الميناء نظرا للتداخل العائلي المرشحيْن الماروني والأرمني. وتؤكد مصادر مطلعة على الأجواء الانتخابية أن العلاقة المتميزة لعلم الدين مع مختلف عائلات الميناء تجعله ضمانة للتمثيل المسيحي في بلدية الميناء، حيث يتمكن في كل مرة من إقناع ناخبيه بالتصويت للائحته كاملة، وهو كان قد واجه في الانتخابات الماضية تحالفاً سياسياً مماثلاً ونجح في إحداث خرقين له ولنائبه الدكتور ميشال فلاح.

ما لا شك فيه أن فوز ريفي سيقلب موازين المعادلة السياسية الداخلية وستمتد آثاره الى الدول المجاورة والخليجية حيث من الممكن أن تتبدل المواقف ويتم اعادة رسم الزعامات بطريقة مغايرة.