تأتي المبادرات لبعث محادثات السلام بينما تتواصل أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائليين

تناولت الصحف العربية جهود إحياء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في ظل المبادرة الفرنسية التي تدعو إلى إقامة مؤتمر سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأبدى كتاب عرب شكوكاً في نجاح المبادرة الفرنسية.

يذكر أن السلطة الفلسطينية رحبت بالمبادرة غير أنها قوبلت برفض إسرائيلي متكرر.

المبادرة "تتسم بالتواضع"

قال يوسف رزقة في موقع فلسطين أون لاين الداعم لحركة حماس "إنه سواء أكانت المبادرة حية أم ميتة، فإنها تستهدف خدمة حكومة تل أبيب، ويبدو أن (الرئيس الفلسطيني) عباس يشعر بقلق مما يجري في بعض العواصم العربية التي تتصل بتل أبيب من خلف ظهره، ومن خلف شعوبها أيضاً".

أضاف الكاتب: "لقد أعلن شعبنا، وفصائله الحية عن رفضه للمبادرة العربية، وهو يرفض المبادرة الفرنسية، ويرفض أن يعيش تحت تأثير المخدرات التي تجري في أروقة الجامعة العربية. ولن يصح في النهاية غير الصحيح، والصحيح هو ما يقرره الشعب لا وزراء الخارجية".

رفض الإسرائيليون مبادرة الرئيس الفرنسي هولاند

وفى نفس السياق، يرى علي بردى في جريدة النهار اللبنانية أن التكهنات في شأن مبادرة فرنسا لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "تتسم بالتواضع الآن. بيد أن نتائجها يمكن أن تكون استراتيجية. تأتي بعدما أصيبت الرباعية بالخمول، وفي ظل تلاشي الآمال في مبدأ حل الدولتين".

كتب خيرالله خيرالله في صحيفة المستقبل اللبنانية: "صعب الحديث عن احتمال حصول تقدّم من أيّ نوع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أقلّه في المرحلة القريبة المقبلة. يصعب ذلك على الرغم من الانكشاف الكامل لبنيامين نتنياهو أمام العالم كلّه، بما في ذلك أمام الإسرائيليين أنفسهم، خصوصاً أمام المؤسسة العسكرية".

وأوضح خيرالله وجهه نظره قائلاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي [نتنياهو] "لا يريد القيام بأي جهد من اجل السلام. العالم بالنسبة إليه أبيض وأسود".

وتساءل الكاتب: "هل ينجح [نتنياهو] في فرض سياسته في المدى الطويل مستفيداً من الغياب الأمريكي وحال الهلهلة الفلسطينية والوضع العربي، فضلاً عن الحلف غير المعلن القائم بين متطرفي اسرائيل وحماس؟"

مبادرة الرئيس المصري

أما غازي السعدي فقد تناول في جريدة الرأي الأردنية تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي ترمى إلى حل القضية الفلسطينية قائلاً: "التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي ركز فيها على حل القضية الفلسطينية، ليصبح السلام أكثر دفئاً، فإعطاء الأمل للفلسطينيين بحل قضيتهم، والأمل للإسرائيليين، بفتح صفحة جديدة يمكن أن تزيد عما تم إنجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل".

وأضاف السعدى أن تصريحات السيسي جاءت "وسط معركة إسرائيلية داخلية" لتوسيع الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتانياهو وأن الأمور جاءت "عكسية" و تصريحات السيسي "لم تلعب دورا".

ويرى الكاتب أن "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بحاجة إلى ثلاثة عوامل: الأول عن طريق القوة العسكرية وهذا غير متوفر، والثاني عن طريق الضغط الأميركي والدولي الحقيقي وهذا غير متوفر أيضاً، أما الثالث فهو العمل على تغيير الرأي العام الإسرائيلي باتجاه السلام، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وليتوصل الإسرائيليون إلى قناعة، أنهم دون السلام، سيستمرون في أزماتهم الأمنية والعسكرية والحروب حتى إشعار آخر".

قال عماد حسين في جريدة الشروق المصرية إن السيسي كان عليه أن ينظر إلى القضية الفلسطينية في "سياقها العام وليس بصورة جزئية منفصلة عما حولها".

وأضاف حسين أن "العرب للأسف الشديد لا يملكون أي أوراق للضغط على إسرائيل غير الأماني والإغراءات المستقبلية".

وأختتم الكاتب مقاله قائلاً: "نتمنى أن تعود الحقوق العربية كاملة. ونخشى أن يكون القادم أسوأ في ظل وجود منطقة عربية مفككة ومنهكة، مع بلطجة وعربدة إسرائيلية غير مسبوقة".