القاهرة: الثلاثة الموقوفون هم نقيب الصحافيين يحيي قلاش وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم ورئيس لجنة الحريات خالد البلشي، وقد اطلق سراحهم في ساعة متاخرة ليلة الاثنين، بعد توقيفهم لمدة 24 ساعة، بحسب ما اعلن كريم عبد الراضي محامي البلشي لوكالة فرانس برس.

والثلاثة متهمون "بايواء متهمين هاربين من العدالة في مقر النقابة، وبنشر اخبار كاذبة حول واقعة مداهمة النقابة"، بحسب المحامي عبد الراضي ومسؤولين في النيابة العامة.

أزمة المداهمة
وكانت الشرطة المصرية دهمت في مطلع مايو مقر نقابة الصحافيين المصريين، وقبضت على الصحافيين المعارضين عمرو بدر ومحمود السقا، ما فجر ازمة كبيرة بين النقابة ووزارة الداخلية، اصرت فيها النقابة على اعتذار الوزارة، وهو ما لم يحدث.&

واتهم رئيس النقابة النظام بـ"شن حرب على الصحافة"، مطالبا باستقالة وزير الداخلية. وتتهم منظمات حقوقية دولية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمحاولة اسكات كل اطياف المعارضة والقضاء على حرية الراي والتعبير.

وكانت النيابة في القاهرة استدعت المسؤولين النقابيين الثلاثة عصر الاحد، حيث خضعوا لتحقيق استمر اثنتي عشرة ساعة. ولا يزالون يلاحقون بتهمة "بث اخبار كاذبة". والصحافيان بدر والسقا مسجونان منذ توقيفهما بتهمة "التحريض على التظاهر والدعوة الى التجمهر والدعوة الى قلب نظام الحكم والتحريض على مؤسسات الدولة".

حملة "دراكولية"
اثار التحقيق مع نقيب الصحافيين المصريين ردودا دولية غاضبة. واعتبرت منظمة العفو الدولية الامر بمثابة "قمع غير مسبوق لحرية الإعلام" في مصر.&

وقالت المنظمة في بيان الاثنين ان "توقيف الشخصيات الرئيسة في نقابة الصحافيين يشير إلى تصعيد خطير في حملة السلطات المصرية +الدراكولية+ على حرية التعبير، ويدل على استعداد السلطات لاتخاذ تدابير متطرفة من أجل إحكام القبضة الحديدية على السلطة".

تاتي هذه الازمة استمرارا لازمة مداهمة الشرطة للنقابة، ما دفع نقابة الصحافيين الى عقد جمعية عمومية طارئة اثر ما سمته "هجمة بربرية واعتداء صارخا على كرامة الصحافة والصحافيين".

ووافق مئات الصحافيين حينها على قرار من مجلس النقابة نص على "الاصرار على مطلب اقالة وزير الداخلية باعتباره المسؤول الاول عن الازمة وتقديم الرئاسة اعتذارا واضحا الى جموع الصحافيين"، قبل ان يتم التراجع عن تقديم الرئاسة اعتذارا.

وحلت مصر في المرتبة الثانية بعد الصين على قائمة الدول التي فيها اكبر عدد من الصحافيين المسجونين، بحسب تقرير للجنة حماية الصحافيين الدولية التي احصت 23 صحافيا مسجونا في مصر بنهاية ديسمبر 2015.&
&