إيلاف من دبي: "المكان" الريفيرا الفرنسية، أحد أهم معاقل السياحة في العالم، "الزمان" الإثنين الماضي الذي وافق أول أيام شهر رمضان، أما الحدث فهو توجيه الشتائم والضرب على الوجه لنادلة فرنسية "من أصول تونسية" لأنها تقدم المشروبات الكحولية في شهر رمضان، والفاعل هو مهاجر مسلم كان برفقته صديق له، حيث قاما بتوجيه الشتائم للنادلة والتعدي عليها بالضرب، وتم رفع شكوى من جانب المعتدى عليها للشرطة مشفوعة بتسجيل فيديو لما حدث.

العار

صحيفة "التلغراف" اللندنية نقلت عن مصادر فرنسية تفاصيل الواقعة، وما قالته النادلة الفرنسية البالغة 30 عاماً، وهي تونسية مسلمة أيضاً، حيث تروي تفاصيل ما حدث قائلة: "كنت بمفردي في الحانة، فإذا بشخصين من المارة يشيران إلى زجاجات المشروبات الكحولية، وقال أحدهم بالعربية ألا تشعرين بالعار لأنك تقدمين هذه المشروبات في شهر رمضان؟، لو كان الأمر بيدي لقمت بشنقك".

ربي يحاسبني

وجاء رد النادلة قائلة: "لست ربي لكي تحاسبني"، ليرد عليها "أيها العاهرة القذرة"، وتطور الموقف فيما بعد، حيث قام أحدهما بصفعها على وجهها وطرحها أرضاً، وتدخل مالك الحانة ويدعى نسيم مؤكداً أن كل ما حدث تم تصويره بكاميرات موجودة في المكان، ليتم رفع شكوى للشرطة، وتم التعرف على الشخصين مما يسهل من إعتقالهما.

هذا عملي

وتتابع النادلة "أشعر بالخوف، أشعر بالإهانة، ولا أعلم لماذا حدث لي كل ذلك، لقد كنت أقوم بعملي، وهذا هو نفس ما كنت أفعله في تونس، ولم أتعرض هناك لهذا الموقف المخيف، وتلك الأهانة التي بلغت حد صفعي على وجهي، ولكنني أتعرض لذلك في فرنسا بلد الحرية، إنه أمر غريب ومثير للدهشة".

أصولية ضد الحرية

وأثارت الواقعة ردود فعل غاضبة في فرنسا، فقد وصف سياسيون ما حدث بأنه قضية أمن قومي، وتصرف من شأنه أن يقوض القيم الأساسية للمجتمع الفرنسي، كما أنه مؤشر على المعاناة من الأصولية الدينية التي تنتشر في فرنسا، وتقوم بتصرفات وضربات قاسية ضد القيم الفرنسية.