أنقرة: أعلنت مجموعة "صقور حرية كردستان" المتطرفة القريبة من حزب العمال الكردستاني تبنيها الجمعة للاعتداء بالسيارة المفخخة الذي اوقع 11 قتيلا في منطقة سياحية في اسطنبول الثلاثاء، ووجهت تحذيرا الى السياح الاجانب.

واوضحت المجموعة في بيان نشرته على موقعها "في صباح السابع من حزيران/يونيو، نفذنا هجوما ضد شرطة مكافحة الشغب... انتقاما للحرب القذرة" التي تشنها القوات التركية في الجنوب الشرقي التركي ذي الغالبية الكردية. وتابع البيان "نحذر السياح الاجانب في تركيا او الذين يريدون التوجه اليها: لا نستهدف الاجانب لكن تركيا لم تعد بلدا امنا لهم".

وينفي حزب العمال الكردستاني اي علاقة له بمجموعة صقور حرية كردستان التي نشأت قبل حوالى 10 سنوات نتيجة انشقاق في صفوفه ثم ذاع صيتها عبر هجمات دامية استهدفت مواقع سياحية. لكن السلطات تعتبر هذه المجموعة واجهة للتمرد يستعين بها عند استهداف مدنيين.

واتهمت المجموعة حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ برئاسة الرئيس رجب طيب اردوغان الذي يقود البلاد منذ عام 2002 بانه "مسؤول عن الخسائر المدنية" لانه "فرض حربا وحشية على الشعب الكردي"، وذلك في رد منها على الهجوم الذي تشنه قوات الامن التركية في جنوب شرق البلاد ضد المتمردين الاكراد.

وادى تفجير ثان بسيارة مفخخة الاربعاء استهدف مديرية الشرطة في مديات في جنوب شرق تركيا، الى مقتل 6 اشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، وتبناه حزب العمال الكردستاني. 

استبعاد الحوار 

واستبعد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أي حوار مع حزب العمال الكردستاني بعد هذين الهجومين في تركيا التي شهدت هذا العام سلسلة هجمات مرتبطة بالجهاديين او باستئناف النزاع الكردي ادت الى مقتل عشرات الاشخاص واضعاف السياحة التي تعتبر قطاعا رئيسيا في الاقتصاد.

وصرح يلديريم مساء الاربعاء في انقرة "في الايام الاخيرة بلغتنا معلومات من التنظيم الارهابي (حزب العمال الكردستاني) بشكل مباشر وغير مباشر مفادها نريد التفاوض وتسليم السلاح، لنبدأ حوارا". وتابع "(...) ليس هناك ما نتفاوض بشأنه"، وفق ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول. 

وتم تعيين يلديريم على رأس الحكومة الشهر الماضي بعد استقالة رئيس الوزراء السابق احمد داود اوغلو الذي كان منفتحا على استئناف الحوار مع الانفصاليين الاكراد. لكن يلديريم التزم نهج اردوغان المتشدد. 

وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع من ان "مكافحتنا للارهاب ستتواصل حتى النهاية، حتى يوم القيامة"، وذلك في خطاب القاه اثر الاعتداء بالسيارة المفخخة الثلاثاء في اسطنبول.

ويعيش جنوب تركيا الشرقي على وقع معارك يومية بين قوات الامن التركية والمتمردين الاكراد منذ ان استأنف حزب العمال الكردستاني عملياته المسلحة ضد الحكومة المركزية التركية في الصيف الماضي، بعد فشل عامين من محادثات السلام مع انقرة. واسفر النزاع الكردي عن مقتل اكثر من 40 الف شخص منذ 1984.