شددت الجزائر والولايات المتحدة الأميركية على ضرورة عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، واتفقتا على تعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب خلال لقاء جمع مسؤولين عسكريين أميركيين بمسؤولين سامين في الحكومة الجزائرية السبت والأحد.

إيلاف من الجزائر: احتضنت العاصمة الجزائر أشغال الدورة الثالثة للحوار الثنائي الإستراتيجي الجزائري الأميركي، برئاسة وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ومنسق كتابة الدولة الأميركية المكلف بمكافحة الإرهاب جوستين سيبريل.

وقال مساهل إن الاجتماع كان فرصة لتأكيد البلدين على "ضرورة" عودة السلم والاستقرار في ليبيا وفي مالي. وأضاف: "نحن متأكدون أنه من الضروري أن تعرف منطقتنا الاستقرار والسلم لاسيما في ليبيا ومالي".

ويعتقد مساهل الذي كان أول وزير عربي يزور طرابلس ويعلن دعم الجزائر لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج،&أنه " ينبغي استكمال مسار السلام الجاري في ليبيا وتمكين حكومة الوحدة الوطنية من القيام بدورها".&

الوضع الأمني

وشكل الوضع في ليبيا أيضًا محور المباحثات التي جمعت الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بقائد القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال دافيد رودريغاز، الذي يزور الجزائر أيضًا في إطار الدورة الثالثة للحوار الثنائي الاستراتيجي الجزائري- الأميركي.

وأفاد بيان &لمصالح الوزير الأول إن سلال ورودريغاز " تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل المرتبطة بالوضع الأمني بالقارة الأفريقية والمنطقة بصفة خاصة"، كما تطرقا إلى " آخر التطورات في منطقة الساحل خاصة في ليبيا، وكذا إلى الجهود المبذولة لإعادة السلم والاستقرار".

وقال الخبير الأمني عمر بن جانة في تصريح لـ"إيلاف"، إن اهتمام الطرف الأميركي باستشارة الجزائر في ملف حل الأزمة الليبية مرده مكانة الجزائر المحورية في المنطقة، باعتبارها دولة لها كلمتها في إيجاد حل للمشاكل التي تعانيها جارتها الشرقية.

واوضح بن جانة أن تجربة الجزائر والحدود التي تربطها بليبيا تجعلها دومًا محل استشارة من طرف شريكها الأميركي لإنهاء الأزمة في ليبيا، بالنظر إلى موقفها السياسي الداعم لحكومة السراج.

أمن الساحل

وأشار مساهل إلى أن الاجتماع تطرق أيضا إلى الوضع في تونس والصحراء الغربية وفي منطقة الساحل.&

وقال الوزير الجزائري إن الطرفين تناولا "التهديد الذي تشهده المنطقة بسبب التحالف الذي غالبًا ما نلاحظه في الميدان بين الإرهاب والجريمة المنظمة"، وأضاف: "تبادلنا وجهات النظر وتطرقنا &مطولاً إلى التجارب في مجال مكافحة الإرهاب".

وبعد أن عاد إلى تنظيم الجزائر لاجتماع حول القضاء على التطرف وآخر حول الجريمة الالكترونية والإرهاب الالكتروني، أعلن مساهل عن انعقاد اجتماع بالجزائر حول "الديمقراطية كعامل أساسي للقضاء على التطرف" في سبتمبر المقبل.&

و تابع يقول: "تبادلنا مع الشريك الأميركي وجهات النظر حول الإستراتيجية الدولية الشاملة لمكافحة الإرهاب الذي يعد تهديدًا شاملاً يتطلب ردًا شاملاً".

أما جوستين سيبيريل، فأشاد بدور الجزائر في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل ومكافحة ظاهرة الإرهاب.&

وقال إن "الجزائر تلعب دورًا رياديًا في المنطقة وتعمل دائمًا لصالح الاستقرار في هذه المنطقة"، لافتًا في الوقت ذاته إلى دورها "الريادي" في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى أنها "عضو مؤسس" للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب.&

ووصف سيبيريل محادثاته مع مساهل بـ "المثمرة جدًا"، كونها بحثت العديد من المواضيع والتطورات الحاصلة في المنطقة والتعاون "الوثيق" بين البلدين.&

وقال: "نريد تعميق وتطوير شراكة وطيدة في المستقبل مثلما فعلناه اليوم من خلال محادثات جد مثمرة". &

واعتبر بن جانة هذا التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب في حديثه مع "إيلاف" استمرارًا للتعاون بين البلدين الذي يعود إلى سنوات سابقة، وليس وليد اليوم.

&وأشار إلى أن الجزائر تحظى بمكانة بارزة في التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية في الحرب التي تخوضها هذه الأخيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وبالخصوص ما تعلق بشأن تبادل المعلومات في هذا المجال.

تعزية&

إلى ذلك، بعث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى نظيره الأميركي باراك أوباما إثر حادثة إطلاق النار التي استهدفت ملهى للمثليين في أورلاندو.

وقال بوتفليقة: "تلقيت ببالغ الحزن نبأ وقوع المجزرة التي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص بمدينة أورلاندو". وأضاف أن بلاده "تدين بشدة هذه الجريمة الشنعاء".&

وختم بوتفليقة برقية تعزيته قائلاً: "بهذه المناسبة الأليمة أقدم لكم ولعائلات الضحايا باسم الشعب والحكومة الجزائرية وبإسمي الشخصي تعازي الخالصة".


&