بيروت: تعقد جمعية المصارف التي تضم ممثلين عن البنوك اللبنانية اجتماعا طارئا مغلقا قبل ظهر الاثنين على خلفية التفجير، على ان يصدر عنها بيان في وقت لاحق، بحسب مصدر في الجمعية.

وتحت عنوان "ترهيب المصارف... الرسالة وصلت ولا تغير شيئا"، اعتبرت صحيفة النهار، المقربة من فريق 14 اذار المناوئ لحزب الله، ان هناك "موقفا ثابتا حيال القانون الاميركي والتزام تطبيقه".

وكتبت الصحيفة "اذا كان المنفّذون اختاروا مساء الاحد ووقت الافطار لتجنّب سقوط ضحايا، فان الهدف بدا جليا بتوجيه رسالة الى المصارف".&

الأكثر تشددًا

وأشارت في الوقت ذاته إلى أنّه "ربما وقع الاختيار على بنك لبنان والمهجر لانه الاكثر تشددا في تطبيق قانون العقوبات الاميركي ضد حزب الله، كمحاولة للايقاع بين القطاع بمجمله والحزب الذي رفع حدة خطابه ضد المصارف في الاسبوعين الاخيرين".

واصدر بنك لبنان والمهجر بيانا صباح الاثنين اكد فيه انه "لم تمس أي أوراق أو مستندات للبنك"، وهو مستمر "بتقديم كافة خدماته المصرفية في جميع فروعه".

ويعد بنك لبنان والمهجر واحدا من اكبر المصارف اللبنانية، ويرد اسمه الى جانب ثلاثة مصارف لبنانية اخرى على قائمة فوربس لأقوى مئة مؤسسة في العالم العربي. والتزم المصرف منذ البداية بالتعميم الصادر عن المصرف المركزي في مايو حول ضرورة تنفيذ مضمون القانون الاميركي الذي اقره الكونغرس في ديسمبر ويفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله.

ومنذ صدور هذا التعميم، تسيطر حالة من التوتر بين حزب الله والقطاع المصرفي. وقد اتهم الحزب حاكم مصرف لبنان رياض سلامه في الثاني عشر من مايو بـ"الانصياع" لطلبات واشنطن واعتبر ان القانون "يؤسس لحرب الغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف".

ودعا بيان الحزب سلامة إلى "اعادة النظر في تعاميمه الأخيرة" مطالبا الحكومة "بإتخاذ الاجراءات المناسبة لتلافي (...) التداعيات الخطرة التي ستنجم عنها".&

وأوضح تنال صباح، المدير العام للبنك اللبناني السويسري لوكالة فرانس برس "عندما يصدر تعميم من مصرف لبنان، تصبح كل المصارف مجبرة على الالتزام به". وأضاف "المصارف من دون ان تصرح ملتزمة بهذا القرار"، مشيرًا إلى أن "الليرة لن تتأثر وبعد تعميم مصرف لبنان لم نر اي تحرك على الليرة".&

وكتبت صحيفة المستقبل التابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري "اهتزت بيروت مساء امس بدوي رسالة متفجرة استهدفت بنك لبنان والمهجر (...) سبقتها رسائل اعلامية والكترونية متواصلة وضعت حزب الله في دائرة الاتهام".

وعنونت صحيفة "لوريان لو جور" الصادرة بالفرنسية "بنك لبنان والمهجر مستهدفا، رسالة الى القطاع المصرفي؟". واعتبرت الصحيفة ان التفجير "يتضمن اكثر من عامل واحد يربط بين دخول العقوبات الاميركية ضد حزب الله حيز التنفيذ وخيبة ظن الاخير" كما بدا ظاهرا وفق الصحيفة خلال لقاءات الاسبوعين الماضيين بين مسؤولين في الحزب والقطاع المصرفي.

فتنة

أما الصحف المقربة من حزب الله فرات في التفجير محاولة لاشعال "الفتنة في البلاد".&

وعنونت صحيفة الاخبار، والتي تقع مكاتبها في المبنى المقابل لمكان وقوع الانفجار، "الارهاب يضرب بنك لبنان والمهجر: محاصرة المقاومة بالعقوبات والفتنة".

وكتبت الصحيفة "ليس خافياً على أحد أن حزب الله دخل في مواجهة مع بعض القطاع المصرفي، بعدما قرر جزء من هذا القطاع تنفيذ قانون العقوبات الأميركية على الحزب"، مضيفة ان "في هذه اللحظة، قرّر طرف ما أن يدخل على الخط، بتفجير إرهابي استهدف بنك لبنان والمهجر، ليضع المقاومة في خانة الاتهام، ومحاولة محاصرتها بالفتنة بعد العقوبات".

وعنونت صحيفة السفير من جهتها "تفجير لبنان والمهجر: الفتنة.. عدا ونقدا". وكتبت "ليس هناك أسهل من الافتراض الفوري، كما فعل البعض، بأن حزب الله يقف وراء التفجير بهدف تحذير المصارف من الغلو في تطبيق قانون العقوبات المالية الأميركية بحقه".

ولم يصدر عن حزب الله اي بيان او تعليق رسمي.