دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني مقاتلي قوات بلاده ضد داعش إلى ضبط النفس، وعدم ممارسة أية عمليات انتقام أو تفجير منازل أو الاستيلاء على الأموال، كما طالب بعدم التمييز دينيًا ومذهبيًا وقوميًا في رعاية النازحين والمهجرين.

إيلاف من بغداد: شدد الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، على ضرورة العمل من أجل وحدة العراق والعراقيين، من خلال الاهتمام بالنازحين والمهجرين بدون تمييز ديني أو مذهبي أو قومي، في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.

التحلي بالمعايير الانسانية والاسلامية
واشار الى أن المقاتلين العراقيين وبمختلف تشكيلاتهم انما يقاتلون لتخليص اخوانهم من عصابة داعش الدخيلة فكرًا وممارسة، بافكارها الظلامية وممارساتها الاجرامية التي ترتكبها، والغريبة على العراقيين.&

وقال إن المقاتلين مهمتهم تخليص العراق من هذا البلاء العظيم، ولذلك عليهم التحلي بأعلى حالات الانضباط والمعايير الانسانية والاسلامية، وخاصة تجاه الشيوخ والنساء والاطفال، وحتى من يلقون السلاح من المقاتلين في الجانب الاخر.

عسكريان عراقيان يعتديان على مواطن

وشدد على تنشيط رعاية النازحين والمهجرين من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات الانسانية واخرى للمجتمع المدني من اجل تأمين المأوى المناسب لهم وكل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب ودواء، وان تكون هذه العناية لجميعهم، من دون النظر الى انتمائهم الديني أو المذهبي أو القومي، لانهم عراقيون جميعًا، لا تفرّقهم هذه الانتماءات.. مشيرًا الى ان هذه الرعاية ستترك اثرًا ايجابيًا في نفوسهم، يشعرهم بقوة الاخوة بين المواطنين، وبالشكل الذي يفوّت على تنظيم داعش زرع البغضاء والفرقة واثارة الطائفية بينهم. &&

تحريم الانتقام ودعوة الى ضبط النفس
اضاف الكربلائي أن المقاتلين الذين يسطّرون بطولات وتضحيات فريدة في تاريخ العراق الحديث، الغاية من قتالهم هو انقاذ المواطنين في المناطق التي سيطر عليها داعش، ولذلك يجب النظر اليهم كأخوة، والهدف هو تخليصهم من هذه الفئة الضالة، التي تكفر الآخرين، وتحل قتلهم، وتقوم بممارسات وحشية لا انسانية ولا اسلامية لم يشهد لها العراق مثيلاً.

وطالب المقاتلين بعدم ممارسة أي عمليات انتقام والتحلي بأعلى درجات الانضباط النفسي في مهمتهم القتالية، وأن لا يثيرهم مقتل قريب لهم أو أي غضب وانفعال من خلال قتل بريء أو الإجهاز على جريح أو تفجير منازل أو استباحة اموال الابرياء.

ودعاهم الى مراعاة الاسس الانسانية في التعامل والفرز بين المقاتل المعتدي والمواطن البريء، وليبقى الهدف من القتال هو الحفاظ على الهوية الوطنية العراقية، التي اراد تنظيم داعش محوها. واشار الى انه من اروع الصور هي رؤية مقاتل يحمل شيخاً ليوصله الى بر الامان او يطعم طفلاً جائعًا أو يقدم دواء الى امرأة مريضة.. وشدد بالقول "الله الله في حرمات عامة الناس الذين لم يقاتلوكم حتى من ذوي المقاتلين، حيث يحرم قتالهم أو التعرض لبيوتهم".

اضاف معتمد السيستاني قائلاً: "الله الله في اموال الناس.. الله الله في حرمات الناس كلها او التعرض لها". وكانت لجنة تحقيق عراقية قالت هذا الاسبوع إن مصير 643 نازحًا مفقودًا اختطفهم الحشد الشعبي في قاطع الفلوجة مازال غير معروف، مطالبة بالعمل على معرفة في ما اذا كانوا احياء ام لا، واكدت قتل الحشد 49 آخرين.&

قوات عراقية حول الفلوجة

واليوم الجمعة، وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اليوم الجهات المسؤولة لتكثيف جهود رعاية النازحين من المدينة وتوفير مستلزمات مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم الانسانية وتأمين ايوائهم.

ومنذ 23 من الشهر الحالي، بدأت القوات العراقية مدعومة بتشكيلات الحشد الشعبي الشيعي عمليات عسكرية واسعة لتحرير مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) من قبضة تنظيم داعش، الذي سيطر عليها في مطلع عام 2014، فيما نزح عشرات الآلاف من سكانها هربًا من الاقتتال، فيما وجهت اتهامات الى الحشد بقتل العشرات من النازحين واختطاف المئات الآخرين منهم، الامر الذي دعا العبادي الى تشكيل لجنة تحقيقية لإحالة مرتكبي هذه الجرائم على المحاكم العراقية.
&