للأب أيضًا عيده في لبنان، حيث يُحتفل به في 21 يونيو من كل عام، ويبقى السؤال كيف يعايش من فقد والده هذه المناسبة وما هي الكلمات التي يتوجه بها إلى والده في غيابه؟.

بيروت: تختلف أيام الاحتفالات بعيد الأب حول العالم، ففي عدد من الدول العربيّة كسوريا ولبنان يُحتفل به في 21 يونيو من كل عام، وفي إيطاليا والبرتغال وبوليفيا يحتفل به في 19 مارس من كل عام، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في بلدان كالولايات المتحدة الأميركية. 

وقد عيّن الكونغرس الأميركي بشكل رسمي في عام 1913 يوم الأحد الثالث من يونيو، يوماً للآباء وهذا التاريخ استمر إلى يومنا هذا.

ثم اقترح الرئيس الأميركي كالفين كوليدج Calvin Coolidge أن يكون اليوم مشهودًا على المستوى الوطني، رغم أنه لم يُصدر أي توجيهات لفرض هذا، لكن كان ليندون جونسون Lyndon Johnson أول رئيس يصدر توجيهًا لجعل يوم الآباء يومًا رسميًا عام 1966، ولم يتم التوقيع على القانون الدائم حتى عام 1972 مع الرئيس ريتشارد نيكسون Richard Nixon.

إذن يحتفل لبنان اليوم بعيد الأب، وفي هذه المناسبة توجهت إيلاف إلى عدد من المواطنين فقدوا آباءهم فكانت الذكرى أليمة جدًا تحدثوا عنها بعبارات ملؤها التقدير والشوق.

الدعم والحنان

كمال فريحة فقد والده منذ 5 سنوات بحادثة سير، ويؤكد أنه منذ ذلك الحين وهو فاقد لكل ما يمكن أن يكون حنانًا ودعمًا له في حياته، يشير فريحة إلى أهمية الأم في الحياة لكن أهمية الأب تبقى أيضًا من خلال أنه يشكل الدعم والسند في حياتنا، ماذا يقول لوالده في مناسبة عيد الأب؟ يؤكد فريحة أن تلك المناسبة تبقى مؤلمة له كثيرًا خصوصًا أنه العام الماضي تخرج من كلية الهندسة وكان والده سيكون فخورًا جدًا به لو بقي على قيد الحياة، ثم يستطرد قائلاً :" حيث هو الآن يراني من بعيد ويفتخر بي وبأخوتي، تمامًا كما كان يفعل وهو لا يزال على قيد الحياة."

فقدان الأب

ليلى جمعة فقدت والدها عندما كانت صغيرة جدًا، وحُرمت حنان الوالد طيلة حياتها، لذلك تحاول مع زوجها اليوم أن تعوض على أولادها ما حرمت منه، من خلال البقاء دائمًا الى جانب أولادها ومتابعة مسيرتهم في الحياة من قبلها ومن قبل زوجها، تقول جمعة إنها كانت تفتقد جدًا وجود والدها إلى جانبها، لأنها لم تعرف يومًا ما يعني أن تنعم بدعم الأب وحنانه، رغم ذلك فقد عوضت لها والدتها خلال حياتها ما فقدته من حرمان أبوي، في هذه المناسبة تتوجه جمعة إلى جميع الآباء لتعايدهم ولتطلب لهم طول العمر وأن يبقوا إلى جانب أطفالهم يدعمونهم في مختلف حياتهم ونشاطاتهم.

لا يعوض

تانيا سركيس تتحدث عن والدها الذي تعتبره البطل الأول لطفولتها ولأحلامها ولكل حكاياتها الطفولية، وتقول إنها عندما فقدته إنما فقدت كل معاني حياتها، فالأب يبقى الشخص الوحيد في حياة ابنته الذي لم يجرحها ولم يؤلمها، بل بالعكس يكون دائمًا الدعم والسند والمحبة اللامتناهية، لم تستوعب سركيس حتى اليوم فقدان والدها وتعتبر أن أقسى ما يمكن أن يحصل للإنسان في هذا الحياة هو فقدان الأب أو الأم لأنهما لا يعوضان.

وتتوجه سركيس إلى كل الذين لا يزالون يعيشون مع آبائهم وأمهاتهم إلى تقدير تلك المناسبة وأن يقوموا بتعزيز وتكريم آبائهم طالما لا يزالون أحياء.

جيلبير طنوس لا يزال يتذكر أغلى الذكريات التي كانت تربطه بوالده، ويقول إنها تبقى الأغلى على قلبه، لأن الأب يبقى السند المادي والمعنوي لأولاده حتى عندما يكبرون فهو يبقى ينبوع الحنان الدائم، ويتوجه طنوس إلى كل الآباء بالمعايدة وأن يحفظهم الله لأولادهم سندًا دائمًا ومعينًا في كل أوقات ضعفهم.