إيلاف من صنعاء: قلل المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية في اليمن، علي شائف الحريري، من محاولات تقدم ميليشيات الانقلاب جنوبًا نحو محافظة لحج ومن ثم عدن، مشيرًا إلى أن هذه الميليشيات تحاول منذ أشهر التقدم باتجاه مناطق التماس في الصبيحة وكرش في محافظة لحج، ويواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودًا بطيران التحالف العربي محاولة استعادة جبل (جالس) من سيطرة الميليشيات الانقلابية، فيما يقول مهتمون ومراقبون إن تقدم الميليشيات إلى الجنوب خط أحمر.

خسائر انقلابية

وتكبدت ميليشيات الانقلاب خسائر كبيرة خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي في محيط جبل (جالس) الاستراتيجي في منطقة القبيطة بمحافظة لحج.

ونشبت هذه المعاركة بعد اقل من يوم من سيطرة الميليشيات على الجبل المطل على قاعدة العند الجوية، أكبر القواعد العسكرية في اليمن، وقصف المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق مساء الثلاثاء، مواقع للمقاومة وقوات الجيش الوطني في منطقة كرش شمال محافظة لحج، مما أدى الى إصابة أحد المقاومين.

وقال بلاغ صادر عن قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية جبهة كرش – اطلعت عليه "إيلاف" - إن الحوثيين قصفوا بـ11 قذيفة هاوزر مواقع متفرقة للمقاومة، من أجل التقدم في تلك المناطق.

وأشار إلى أن الحوثيين نفذوا أكثر من 10 محاولات فاشلة للتقدم في جبهة كرش، وحين فشلوا في ذلك لجأوا لفتح طريق من الراهده إلى القبيطة، وبحسب البلاغ وصلت تعزيزات من المسلحين الحوثيين وقوات صالح، إلى مناطق الشريجة ومناطق المزارع والأشقب، فإنه تم استهداف تلك التعزيزات بمدفعية المقاومة.

ويعزو الحريري في حديثه لـ "إيلاف" السبب الرئيسي لمحاولات ميليشيات الحوثي اختراق الحدود إلى ضعف المقاومة الشمالية في تعز والمدن الواقعة شمالاً، الأمر الذي مكن الحوثيين من الاستقواء وشجعهم للهجوم المتكرر على حدود محافظة لحج الجنوبية. 

وطمأن متحدث المقاومة الجنوبية بأن الوضع العسكري في الحدود في منطقة القبيطة والصبيحة المتاخمة لتعز مطمئن جدًا، منوهًا بوجود قوة من المقاومة الجنوبية عالية التدريب مسنودة بطيران التحالف العربي تحرس الحدود، مؤكدًا أن العدو لا يستطيع التقدم مهما كرر المحاولات .

تحسين الموقف التفاوضي 

يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل الشبحي أن الحوثيين يسعون لتحقيق بعض الانتصارات في عدد من الجبهات لتحسين موقفهم التفاوضي في مشاورات الكويت، مشيرًا إلى أنهم يفاوضون في الكويت، بينما في الجبهات مستمرون عسكريًا مستغلين توقف الطلعات الجوية لنقل بعض الأسلحة والمعدات دون أن يأبهوا لفقدان كثير من أتباعهم .

وأضاف الشبحي في حديثه لـ"إيلاف": "يعلم الحوثيون ومن معهم أن الحدود الجنوبية لم تعد كما كانت في بداية العام 2015 عندما لم تكن في الجنوب أي قوة منظمة، على عكس ما هو حاليًا من تنظيم للمقاومة الجنوبية وامتلاكها أنواع الأسلحة المختلفة ومدربة ومعدة إعداداً عسكرياً عالياً، وتملك خبرة المواجهات وتتسلح بمعنوية الانتصار على قوات الحوثي وصالح بإمكانيات هي أقل مقارنة بما تملكه اليوم، ويعلم الحوثيون أن وجود طيران التحالف لن يسمح لهم بالتقدم نحو القاعدة الأهم والأكبر في الشرق الأوسط، والتي تتخذها قوات التحالف لتدريب جنود الجيش الوطني، وهي مغامرة غير محسوبة النتائج وتدل على لا مبالاة، فيما سيخسرونه من أفراد، رأينا جثثهم مقطعة بسبب القصف".

ويستطرد الكاتب والمحلل السياسي في حديثه قائلاً: "احتلوا جبل (جالس) سعيًا منهم للاقتراب من قاعدة العند التي كما ذكرنا بأن قوات المقاومة الجنوبية مدعومة بطيران التحالف لن تمكنهم من هذا الوصول الذي يهدد القاعدة، حيث أن سيطرتهم على هذا الجبل يعد تهديدًا مباشرًا لقاعدة العند، إذا استخدمت الصواريخ أو المدفعية لقصفها، حيث أن المسافة التي تبعد جبل جالس عن قاعدة العند تسمح عسكريًا لقذائف المدفعية بالوصول إليها".

وأشار الشبحي في ختام حديثه إلى أن الحوثيين يضحون بكثير من الأتباع في مقابل تحقيق بعض الانتصارات، حتى وإن لم تكن بتلك الأهمية العسكرية، ولكنهم إعلاميًا يطمئنون بها أتباعهم بأنهم مازالوا أقوياء، خصوصًا بعد الهزائم التي تلقوها في الجنوب صيف العام الماضي، وأيضا يضغطون بتلك الانتصارات سياسيًا على طاولة التفاوض.

نائب رئيس الأركان يحذر 

الى ذلك، دعا نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني اليمني اللواء ناصر الطاهري قوات التحالف العربي لمواصلة ضرباتها الجوية، رداً على مواصلة اختراق المتمردين للهدنة منذ اليوم الأول لانطلاقها وحتى اليوم.

وقال الظاهري في تصريح صحافي تداولته وسائل إعلامية يمنية: "نريد مواصلة عملنا بدلاً من توقفنا والالتزام بالهدنة، فيما الطرف الآخر يتمدد هنا وهناك٬ فالمشكلة أننا مقيدون بالتزامنا الهدنة، الأمر الذي أدى إلى سقوط مواقع إستراتيجية قريبة من قاعدة العند".

 وحذر الطاهري من خطورة الموقف قائلاً: "حالياً نحن مرابطون في مواقعنا وأماكننا، وإذا استمر الوضع بهذا الشكل فإنه سيكون أكثر خطورة، لأن الميليشيات الحوثية وقوات صالح تهاجم بشدة، وقد تحاول التمدد في أماكن أخرى٬ مثلما حدث في المواقع المجاورة للعند، إذا لم يتم ترتيب الأمور بالشكل المطلوب، وهذا يتطلب توفير الضروريات وتنظيم الجبهات، وإلا سيكون الموقف أكثر خطورة وتعقيداً، فنحن لسنا بحاجة لأكثر من ذخيرة فقط في الوقت الحالي، وسوف نواجههم بكل قوة".

الميليشيات تدمر السلام وتتحدى المجتمع الدولي 

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية ورئيس وفد الحكومة اليمنية لمشاورات الكويت عبدالملك المخلافي، انه ابلغ المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ ، بأن احتلال ميليشيا الحوثي وصالح لجبل جالس وتصعيدها العسكري في كل الجبهات يدمران أمل السلام ويمثلان تحدياً للمجتمع الدولي.

وأضاف المخلافي أن التصعيد العسكري للميليشيات شمل جبهات الجوف ونهم ومأرب والبيضاء وكرش وتعز بالإضافة الى القبيطة، وهو يكشف بجلاء عدم رغبتهم بالسلام، وأشار إلى ان مندوب اليمن في الأمم المتحدة سوف يحيط مجلس الأمن في اجتماعه اليوم بالتصعيد العسكري الجديد للمتمردين وجرائمهم في القبيطة واحتلال جبل جالس، وقال انه ابلغ ولد الشيخ أن ميليشيا الحوثي ينسفون جهوده ومساعيه الحميدة ويرسلون رسالة تحدٍ لمجلس الأمن قبل اجتماعه اليوم للاستماع لإحاطة المبعوث.