أولت بعض الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتمامًا بالحديث عن مستقبل العراق بعد أي يُطرد مسلحو ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، حيث تحرز القوات الحكومية بمساندة قوات الحشد الشعبي والعشائر تقدما في معركة تحرير الفلوجة، إضافة إلى أنباء عن تقدمها باتجاه الموصل لاستعادتها من التنظيم المتشدد.

ودعا بعض الكتاب الدولَ العربية الأعضاء في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، بعدم السماح لإيران بالتدخل في العراق بعد طرد مسلحي التنظيم.

عراق ما بعد تنظيم الدولة

في صحيفة الشروق الجزائرية، توقع حسين لقرع هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق وليبيا قبل نهاية العام، وقال إن التنظيم "بات في موقع دفاعي واضح وهو يخسر معاركه يوما بعد يوم في البلدان الثلاثة، ويخسر معها المزيد من الأراضي والبلدات والقرى وحتى المدن، وآخرها الفلوجة".

إلا أن الكاتب حذر من أنه إذا استطاع الغرب هزيمة التنظيم في عامين من المواجهة المباشرة، "فسيتعيّن عليه أن يحاربه سنواتٍ طويلة كتنظيم سرِّي دون أن يُنهي وجوده بالضرورة، وأمامنا مثال "القاعدة" التي وعدت أمريكا مراراً بالقضاء عليها، ولكنها لاتزال موجودة إلى اليوم".

وفي صحيفة الدستور الأردنية، دعا ياسر الزعاترة الدول المشاركة في التحالف الدولي "من العرب ومعهم تركيا أن يكون لهم دور في فرض ترتيبات الوضع اللاحق، وألا يكرروا أخطاء ما بعد الغزو حين تركوا الساحة لإيران تعبث بها كما تشاء"

ويقول الزعاترة إن "التعويل على أمريكا هنا لا يبدو مجديا، فهي تجامل إيران أكثر من العرب، بخاصة في العراق".

وحذر الكاتب من أن "تكرار الخطأ يعني أن المأساة ستتواصل بأشكال شتى، من بينها تحوّل تنظيم الدولة إلى تنظيم سري يواصل حرب العصابات، مع بقاء حاضنة شعبية تؤيده بسبب غياب الخيارات الأخرى".

من ناحية أخرى، ناشد عبدالله الهدلق من صحيفة الوطن الكويتية وسائلَ الإعلام العربية من قنوات وصحف أن تخصص "مساحات معقولة ومستمرة عن دعم التوجه العربي في العراق".

ودعا الكاتب إلى عقد مؤتمر إعلامي "يجمع إعلاميي السعودية ودول الخليج العربي والعراق من أجل تقديم برامج وخطط إعلامية تواجه الحملات الإعلامية الطائفية الشيعية والفارسية التي تريد أن تسقط هوية العراق العربية"، على حد قول الهدلق.

الخروج من الأزمة

من ناحية أخرى، رحب بعض المعلقين المصريين بحكم محكمة مجلس الدولة الذي ألغى اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية حيث وصف بعض الكتاب الحكم بأنه "انتصار لمصر وقضائها".

وقالت صحيفة الجمهورية الحكومية في افتتاحيتها إن حكم محكمة القضاء الإداري جاء "رداً عملياً وجاداً يؤكد أن قضاة مصر بخير.. وأنه قضاء شامخ وعظيم ونزيه بما لا يدع مجالا لأي شك أن في مصر قضاء مستقل".

وأضافت الصحيفة: "لا يجب النظر للحكم علي أنه انتصار لفريق علي آخر.. فالحقيقة أنه انتصار حقيقي لمصر وقضائها.. وسوف يتقبل الشعب الطعن علي الحكم كما رسمه القانون.. والحكم النهائي الذي سوف تصدره المحكمة الإدارية العليا".

وفي صحيفة الشروق الجديد، تساءل رئيس التحرير عماد الدين حسين "إذا كان الكثير من المصريين قد فرحوا بهذا الحكم ــ ولهم كل الحق ــ فكيف سيتصرفون إذا جاء حكم محكمة الدرجة الأعلى ــ أي الإدارية العليا ــ مخالفا للحكم الأول.. هل سوف يقبلونه باعتباره أيضا عنوانا للحقيقة أم ماذا؟!"

ويكرر حسين ما سبق أن اقترحه من قبلُ للخروج من الأزمة، وهو أن تترك الحكومة والرئاسة وسائر أجهزة الدولة البرلمان "يناقش بحرية كاملة الاتفاقية، ولا تمارس عليه أي ضغط من أي نوع".

ويضيف حسين: "الآن وبعد هذا الحكم فإن الفرصة مهيأة أكثر لتجريب هذا السيناريو".

ويتمنى الكاتب أن تتعامل الحكومة مع هذه القضية "بمزيد من التعقل والهدوء وأن تحسب كل خطوة بدقة، وألا تنجرف كما فعلت عندما فاجأت الرأي العام أوائل أبريل الماضي ووقعت الاتفاقية بطريقة فاجأت الجميع".

ويختم مقاله بالقول: "نحن نحتاج إلى ممارسة السياسة حتى نتجنب الخسائر المجانية".