اسطنبول: قد يحصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على استفتائه الخاص بعد ان اطلق فكرة استشارة الاتراك حول جدوى الاستمرار في عملية الانضمام للاتحاد الاوروبي، على غرار الاستفتاء البريطاني الخميس.

وهاجم اردوغان بشدة اوروبا وبعد ان كان يردد ان الانضمام الى الاتحاد الاوروبي هدف استراتيجي لتركيا، قال للمرة الاولى ان انقرة يمكن ان تنظم استفتاء مشابها لاستفتاء البريطانيين حول البقاء في الاتحاد او مغادرته.

واوضح في كلمة في ساعة متاخرة الاربعاء "يمكننا ان نستفتي الشعب كما يفعل البريطانيون".

واضاف "سنطرح السؤال +هل يجب ان نستمر في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي او وضع حد لها؟+" و "اذا قال الشعب +نستمر+ فاننا سنواصل".

واتهم اردوغان الاتحاد الاوروبي بغالبيته المسيحية بعدم الرغبة في انضمام تركيا "البلد ذي الغالبية المسلمة" وتساءل مخاطبا قادة الاتحاد الاوروبي "لماذ المماطلة"؟ تعبيرا عن القلق حيال تباطؤ المفاوضات.

ويتعثر اتفاق مهم بين انقرة وبروكسل حول المهاجرين مع عدم اعفاء الاتراك من التاشيرة في رحلاتهم القصيرة الى فضاء شنغن. 

وقال اردوغان متهما "انتم لا تفون بوعودكم" واضاف "هذا وجهكم القيبح. وحين يكشف اردوغان وجهكم القبيح تصابون بالجنون".

"ليس تهديدا"

كما تحدث وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو الخميس ايضا عن استفتاء وقال "نحن نتعرض ايضا لضغط كبير من شعبنا الذي يسالنا ماذا نفعل في مكان يحوي كل هذا الكم من المشاعر المناهضة للاتراك. يريدون منا المزيد من العمل وعند الضرورة اذا وصلنا طريقا مسدودا، اعادة النظر" في علاقاتنا.

واضاف "هذا ليس تهديدا ولا ابتزازا. ستستشير تركيا شعبها حين تتخذ قرارا بهذه الاهمية".

واظهرت استطلاعات انه بعد ان كان الاتراك يؤيدون بكثافة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قبل عقد من الزمن فان اقل من نصفهم يؤيد هذا حاليا.

وتقدمت تركيا بترشحها العام 1987 وتفاوض بصعوبة منذ 2005 في عملية انضمام لا تجد حماسة كبيرة من الدول المهمة في التكتل الاوروبي.

واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان انضمام تركيا "ليس على جدول الاعمال" وان هذه المفاوضات تجري "مع نهاية مفتوحة" على كل الاحتمالات.

واستبعد رئيس المفوضية الاوروبية جون كلود يونكر اي توسيع للاتحاد قبل 2020 وصرح كاميرون ان انضمام تركيا يمكن لا يحدث "قبل العام 3000"، مثيرا بذلك حساسية الاتراك.

وقال مارك بيريني المحلل في مؤسسة كارنيغي ان الاستفتاء في تركيا لن يكون الا "اداة تكميلية (...) بالنظر الى عدم التطابق التام لمعايير الانضمام للاتحاد الاوروبي وضرورات النظام الرئاسي" التي تتضمن قمع العديد من الحريات.

واضاف ان تنظيم استفتاء في تركيا "في الظرف الحالي سيؤدي الى فوز +لا+ وبالتالي تعزيز التوجهات الشعبوية".

وتاتي تصريحات اردوغان في الوقت الذي ستفتح فيه تركيا في 30 حزيران/يونيو فصلا جديدا في مفاوضات الانضمام يتعلق بمسائل الميزانية والمالية.

وقال وزير الخارجية التركي الخميس "سنذهب الى بروكسل للتباحث مع نائب رئيس المفوضية الاوروبية فرانز تمرمان وبحث المازق بشان (..) الاعفاء من التاشيرة وذلك لمناسبة فتح فصل جديد في المفاوضات".

واضاف "على الاتحاد الاوروبي ايضا ان يفي بوعوده".

واضاف انه "في الظروف الحالية" لا يمكن لتركيا التي تواجه تصاعدا في التمرد الكردي ان تراجع تشريعاتها في مجال مكافحة الارهاب، كما يطلب الاوروبيون.