أكد مختصون عراقيون ان &تحرير الفلوجة سيغير خارطة الأحداث في المنطقة كلها وليس في العراق فقط، فيما اشار البعض الى ان تخليص المدينة من سيطرة عصابات داعش وعودتها الى حضن العراق سيسهم في الحفاظ على وحدة البلد.

إيلاف من بغداد: اعرب عدد من المختصين بالشأن السياسي العراقي ان تحرير مدينة الفلوجة ستكون له تأثيرات داخل العراق وخارجه، لاسيما ان هزيمة داعش &شكلت ضربة قاصمة لهذا التنظيم وبالتالي ستحد من قدرته على الحركة وتهديد بقية دول المنطقة، وان كان البعض يرى ان تحرير الفلوجة ليس هو من يغير خارطة الأحداث في المنطقة بشكل مباشر، إنما من يغيرها هو التعامل الجديد للدول الكبرى مع داعش.

وفي هذا الإطار، اكد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي الدكتور احسان الشمري ان واقعًا سياسيًا جديدًا سيفرض على المنطقة، وقال: "تحرير الفلوجة سيغير كثير من موازين القوى على مستوى الداخل العراقي (عسكرياً وسياسياً)، سيما وان تحرير الفلوجة أشار إلى بدء العد التنازلي لتواجد داعش على الارض العراقية".

واضاف: "سيكون لتحرير الفلوجة انعكاسات ايضا على خارطة الاحداث في المنطقة على مستويين، الاول: المستوى الامني، لان هزيمة داعش في الفلوجة شكل ضربة قاصمة لهذا التنظيم وبالتالي سيحد من قدرته على الحركة والتهديد لبقية دول المنطقة لانه كان يتخذ الفلوجة كقاعدة تتوازى من حيث الاهمية الرمزية واللوجستية &للرقة والموصل، اما المستوى الثاني : فسياسي، وهو قد يكون شاخصاً باعادة ترتيب المنطقة وفق واقع سياسي جديد فرض من خلال قوة المنتصرين على داعش الذي مثل تحدي للجميع".

وحدة العراق

اما النائب عن جبهة الاصلاح عبد الرحمن اللويزي &فقد اكد ان تحرير الفلوجة سيقوي موقف الحكومة العراقية، وقال: "اعتقد أن تحرير الفلوجة على صعيد الشأن العراقي سيساعد في الحفاظ على وحدة العراق".

وأوضح: "كان الحديث عن تاجيل تحرير الفلوجة ابتداءً والحديث عن تحرير الموصل, يستهدف تحرير الموصل مع ابقاء الحكومة العراقية ضعيفة وخاصرتها مهددة، وكان هذا الامر سيؤثر على موقف الحكومة تجاه قرارات استراتيجية تتعلق بمستقبل محافظة نينوى و مستقبل وجود الجيش التركي فيها، فضلاً عن أطماع الحزب الديمقراطي الكردستاني في اراضيها التي بدأ بضمها بالتدريج , مستغلا شعار التحرير".

واضاف: "تحرير الفلوجة كما تحرير الانبار والتركيز على تحرير الموصل سيقوي موقف الحكومة العراقية تجاه مستقبل الاراضي المحررة ووضعها الاداري مستقبلا".

من جهته اكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي ان هزيمة داعش في الفلوجة سيغير فعلا خارطة الاحداث الاقليمية والدولية، وقال تحرير مدينة الفلوجة سيمهد لتحديث معالم استراتيجية لتنظيم داعش في ارض التمكين وبالتالي سوف يؤثر على استراتيجيتهم خارج العراق وسوريا في انتخاب الاهداف وتحجيم عدد الخلايا والتخادم مع المخابرات الدولية من اجل التمويل والاستثمار.

واضاف: "بالتالي انا مع الرأي الذي يقول ان هزيمة داعش في الفلوجة سيغير خارطة الاحداث الاقليمية والدولية".

مفاجآت&

الى ذلك اكد الكاتب والمحلل السياسي علي رستم، ان هناك مفاجآت ستظهر بعد تحرير المدينة، وقال: "الفلوجة المدينة ارتبطت &في فترة التسعينيات &بظاهرة التدين المعلن، وبعد 2001 &انتشرت ظاهرة الفكر الوهابي بين أغلب مجتمعها من ضباط الحرس الخاص والأمن الخاص والمخابرات وشكلت الفلوجة حاضنة لاستقبال المتشددين من السلفيين &بعد 2003".

واضاف: "على الرغم من شكل الفلوجة المدني قبل التسعينيات وفيها مكونات من المسيحيين والشيعة والأكراد وهي منطقة قريبة على بغداد الا ان أغلب قيادات القاعدة وتنظيم دولة الشام والعراق وبعدها داعش أخذت من الفلوجة حاضنة شكلت من خلالها دفاعات محصنة من قبل أطراف مؤثرة في الفلوجة ومنها وجود الزرقاوي واستقراره لفترات طويلة".

وتابع: "في حال تحرير المدينة من سيطرة داعش وعودتها الى احضان العراق من قبل قوات الحكومة بالتأكيد ستنتهي أخطر معاقل داعش التي من خلالها يمر مسلحوها &إلى جزيرة سامراء وقطع الإمدادات مع الموصل عبر صلاح الدين".

وأوضح: "نهاية داعش في الفلوجة القضاء على أخطر حاضنة في المنطقة وسيكون اقتحام الموصل أسهل لأن هناك 2 مليون من أهالي الموصل يواجهون ظروفا صعبة ورفض لتنظيم داعش، حيث تعتبر الفلوجة أخطر حاضنة شكلت حماية عبر &إنفاق وقبول بعض الأهالي المؤثر على نمط العيش بالسيطرة على الفلوجة نهاية أكبر وأقوى حاضنة للتطرف في المنطقة".

وختم بالقول: "اعتقد ان تحرير الفلوجة سيكون له تأثير كبير على الصعيدين العراقي والاقليمي، واعتقد ايضا ان هناك مفاجأت تحمل متغيرات في الكثير من المواقف العربية والاقليمية".

الأب غير الشرعي

اما الكاتب والمحلل السياسي في جريدة (جورنال) محمود المفرجي &فله رأي مختلف، وقال: "ليس تحرير الفلوجة هي من تغير خارطة الأحداث في المنطقة، إنما من يغيرها التعامل الجديد للدول الكبرى مع داعش".

واضاف: "ان هذه الدول هي التي كانت الأب غير الشرعي لداعش الذي ولد من رحم عربي للأسف الشديد وبات بفضل هذه العلاقة غير الشرعية سيف مسلط من قبل الدول الكبرى وبمساعدة عربية على رقاب بعض الدول العربية الاخرى ومنها العراق، لهذا فان تحرير الفلوجة هو تحصيل حاصل وكذلك الموصل، لكن من بعد ماذا؟".

وأوضح: "الدول الكبرى، ومنها أميركا واسرائيل، دعمت داعش لترسيخ نفوذها في المنطقة وإعادة احتلال الدول المستهدفة من جديد وبطريقة جديدة، ولكن بعد ان رأت ان التنظيم تمدد ليصل الى قلب العواصم الغربية، أعادت النظر بالتعامل معه وقررت اجتثاثه بعد أن أدى الغرض الذي ولد من اجله".


&