بيروت: اكد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الجمعة ان المعركة في محافظة حلب في شمال سوريا هي "المعركة الاستراتيجية الكبرى" في سوريا، متعهدا زيادة عديد قواته هناك.

وبعد تأكيده على تواجد كبير لحزب الله في محافظة حلب حيث يخوض منذ اسابيع معارك عنيفة ضد الفصائل الاسلامية، قال نصر الله في خطاب بمناسبة الذكرى الاربعين لمقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا "لدينا مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب، نحن سوف نزيد من حضورنا في حلب، المطلوب من الجميع ان يحضر، لان المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي المعركة في مدينة حلب ومنطقة حلب". 

وتدور معارك عنيفة منذ اسابيع في ريف حلب الجنوبي بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها وبينهم حزب الله من جهة والفصائل الاسلامية وبينها جبهة النصرة من جهة اخرى.

وفي اعلان نادر منذ بدء تدخل حزب الله في سوريا في العام 2013، اقر نصر الله بمقتل "26 شهيدا من حزب الله منذ الاول من حزيران/يونيو الى اليوم واسر واحد ومفقود واحد"، مشيرا الى ان "عددنا الموجود في منطقة حلب كبير وليس عددا متواضعا (...) عدد مقاتلينا وكوادرنا وقياديينا".

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في 18 حزيران/يونيو عن مقتل 25 عنصرا من حزب الله في معارك ريف حلب الجنوبي، وهي اكبر حصيلة في معركة واحدة منذ العام 2013.

واكد نصر الله "قبل اشهر كان واضحا ان هناك حراك كبير جدا دولي واقليمي، اقليمي يعني تركيا والسعودية، يوظف باستقدام المزيد من الجماعات المسلحة (...) تم المجيء بالآلاف وادخلوا عن طريق تركيا الى حلب". 

واضاف ان "الهدف هو اسقاط ما تبقى من محافظة حلب ومدينة حلب، السيطرة على مدينة حلب، وقطع الطريق على حلب، ومن حلب تندفع القوات الى حماة وحمص وصولا الى دمشق".

وقال "نحن امام موجة جديدة او مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا تخاض الآن في شمال سوريا، وبالتحديد في منطقة حلب".

وشدد على ان "القتال دفاعا عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا (...) لذلك وجب ان نكون في حلب فكنا في حلب وسنبقى في حلب".

وكانت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله شنت في شباط/فبراير الماضي هجوما ضخما في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وفك حصار الفصائل المقاتلة عن بلدتي نبل والزهراء، الا انه في 27 من الشهر ذاته فرضت الولايات المتحدة وروسيا اتفاقا لوقف الاعمال القتالية في مناطق عدة في سوريا يستثني تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

وقال نصر الله في هذا الصدد "كاد ان ينهار المحور الآخر فتدخلت اميركا ومجلس الامن الدولي وضغطوا على روسيا والمجتمع الدولي لفرض وقف اطلاق النار"، الامر الذي استفادت منه الفصائل المقاتلة حسب قوله.

وحزب الله من ابرز حلفاء النظام السوري ويشارك الى جانبه في محاربة الفصائل المقاتلة والجهاديين بشكل علني منذ العام 2013.

وقد خسر الحزب مئات من عناصره فضلا عن عدد من كبار قادته في سوريا، كان آخرهم مصطفى بدر الدين الذي اتهم حزب الله "جماعات تكفيرية" بقتله عبر استهداف احد مقراته قرب مطار دمشق الدولي.

أموال حزب الله تأتي من ايران ولا تمر عبر المصارف

أكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة ان تمويل حزبه يأتي بالكامل من ايران ولا يمر عبر المصارف التي التزمت في لبنان بنص قانون اميركي يفرض عقوبات على البنوك التي تتعامل مع هذا الفريق.

وخلال خطاب لمناسبة الذكرى الاربعين لمقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا، قال نصرالله "نحن ليس لدينا مشاريع تجارية وليس لدينا مؤسسات استثمارية تعمل من خلال البنوك"، مضيفا "نحن وعلى المكشوف (...) وعلى رأس السطح نقول موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه واكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الاسلامية في ايران".

وشدد على ان "المقرر لنا يصل الينا وليس عن طريق المصارف".

واقر الكونغرس الاميركي في 17 كانون الاول/ديسمبر قانونا يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله او تقوم بتبييض اموال لمصلحته، وبناء عليه اصدر المصرف المركزي في لبنان في بداية ايار/مايو تعميما حول ضرورة تنفيذ مضمون هذا القانون.

ومنذ صدور هذا التعميم واقدام بعض المصارف على اقفال عدد من الحسابات، سادت حالة من التوتر بين حزب الله والقطاع المصرفي.

واكد نصرالله مجددا ان "هذا القانون مرفوض"، مشيرا في الوقت ذاته انه "حتى لو طبقته المصارف اللبنانية وبالغت في تطبيقه، فبالنسبة لنا كحزب، كبنية تنظيمية وجهادية، هذا القانون لا يقدم ولا يؤخر، ونحن لن نتضرر ولن نتأثر".

واعتبر نصرالله ان التأثير الوحيد لهذا القانون على حزب الله هو "الضغط المعنوي"، موضحا ان "ما حذرنا منه هو الناس والبيئة والجمهور، هذا الذي نحن خائفون عليه".

وبحسب نصرالله فان الذي حصل هو ان بعض "المصارف في لبنان ذهبت بعيدا" في تطبيق القانون، ووسعت دائرة تنفيذه لتستهدف "مؤسسات واسماء لم يشملها هذا القانون الاميركي".

واضاف "هناك مؤسسات خيرية وجمعيات خيرية لم يرد اسمها في القائمة الاميركية، قامت مصارف بحذف حساباتها".

وتابع "هذا اعتداء على ناسنا وجمهورنا وعائلاتنا ونرفض هذا الاعتداء (...) ولن نسمح بهذا الاعتداء"، متسائلا "هل الاعتداء على شريحة واسعة من اللبنانيين يحمي الاقتصاد اللبناني او يدمر الاقتصاد اللبناني؟".

وخلص ان "من يدمر النظام المصرفي في لبنان هو التصرف اللا مسؤول من قبل بعض المصارف في لبنان".

واكد ان الحوار متواصل مع الاطراف المعنية للتوصل الى حل لمعالجة هذا الملف.