أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مؤخرًا، دراسة تفتي لقيادات وعناصر الجماعة بعدم طاعة الحاكم، وجواز استخدام كافة وسائل العنف ضده، وشنت الدراسة التي نشرها ما يسمى "هيئة علماء الثورة" التابعة للإخوان هجومًا على المؤسسات الدينية، وحرضت عناصر الإخوان على عدم الاستماع لفتاوى الأزهر.


أحمد حسن من القاهرة: بدأت جماعة الإخوان المصرية في شن حملة هجوم ضخمة على المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، بعدما ادعت عبر دراسة مطولة عدم جواز الاستماع لفتاوى علماء الأزهر.

كما شنت هجومًا عنيفًا على العلماء الأزهريين، وحرضت قيادات وعناصر الجماعة على عدم طاعة الحاكم وجواز استخدام كافة وسائل العنف ضده.

زعمت الدراسة التي نشرتها ما تسمى "هيئة علماء الثورة" التابعة للإخوان، وحملت عنوان "دراسة شرعية حول طاعة الحاكم"، أنه يجوز عدم طاعة الحاكم، وعدم الاستماع لفتاوى العلماء لعدم الاطمئنان إلى فتاواهم، كما حرضت الدراسة في الوقت ذاته على التصعيد بكافة السبل لعودة محمد مرسي، زاعمة أن مرسي هو الذي يجب أن يطاع.

رد الأزهر

في المقابل، رد الأزهر على دراسة الإخوان، بإصدار دراسة أخرى&تحت عنوان" البغاة والخوارج "، تحدث خلالها عن الموقف الشرعي من "الجماعات الإرهابية" مثل الإخوان، وغيرهم من "أنصار بيت المقدس"، وتنظيم "داعش"، وعلى أمثلتها من التنظيمات الإرهابية التي تدعو للعنف ولا تلتزم بطاعة ولي الأمر.

ذكرت الدراسة التي إطّلعت "إيلاف"على نصها، أنّ "هناك جماعة لا يؤمنون بالنصوص الداعية إلى الحفاظ على الوحدة من أجل السعي نحو تولي زمام السلطة أو بدافع يمت بصلة عصبية أو حزبية أو غيرها؛ مما يتخذ الدين ستارًا يبعد عنه التهمة ويخفي وراءه الحقيقة، وهؤلاء موجودون من قديم الزمان، وذكر أن الطائفة التي تحمل السلاح وتقتل النفس يطلق عليهم (المحاربون) الذي قال الله تعالى فيهم :"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا، أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"، وبناء عليه فالحاكم له الحرية في اختيار العقوبات الواردة في الآية لكل من حمل سلاحًا وقتل المدنيين ،والمراد بالنفي في قوله تعالى "أو ينفوا من الأرض" قيل هو الإبعاد من بلاد الإسلام إلى بلاد الشرك".

كما ذكرت الدراسة أنه: "بإصرار الجماعة الإرهابية على فكرها يجوز قتلها على قتال أهل البغي في عامة أحوالهم".

وأفتى البحث الأزهري بأنه "يجوز للحاكم أن يعاقب من يروج لفكرهم بما يراه من عقوبة لا تصل إلى القتل".

البحث عن الوجود

من جانبه، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن هجوم جماعة الإخوان على الأزهر والمؤسسات الدينية محاولة للبحث عن الوجود بعد سلسلة الانكسارات التي تعرضت لها الجماعة الإرهابية مؤخرًا، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن هذه الانتقادات "ليست لها أي نوع من التأثير على المؤسسات الدينية في مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف، فقيادات تلك المؤسسات وكذلك الشعب يدرك الهدف الخفي من وراء هذا الهجوم الإخواني".

وقال وكيل الأزهر: "الأزهر الشريف كان له دور ملموس في مساعدة الشعب على التخلص من حكم الإخوان الذي كان سيدمر البلاد والدعوة الإسلامية الوسطية، وشيخ الأزهر وجميع قيادات المؤسسات الدينية مستمرة في محاربة الفكر الإخواني دون النظر لأي رد فعل يخرج من تلك الجماعة وأنصارهم".

إستغلال الدين

وفي السياق ذاته، قالت آمنة نصير، عضو مجلس النواب والأستاذة بجامعة الأزهر إنّ الإخوان "يحاولون تطويع الفتاوى الدينية لخدمة مصالحهم، وهجومهم على الأزهر الشريف محاولة لتشويه أي منبر إسلامي تراه الجماعة لا يخدم مصالحها، ولكون الأزهر لعب دورًا كبيرًا في التخلص من حكم الإخوان، فقد حرصت الجماعة على تشويهه بنشر دراسات وتصريحات كاذبة عن قيادتهم".

تضيف: "الجماعات الإسلامية بشكل عام والإخوان بشكل خاص، تعتمد بشكل أساسي على استغلال الدين فى إصدار فتاوى لإباحة العنف الذي يرتكبونه ضد الشعب بحثًا عن تحقيق أهدافهم الدنياوية، حتى إذا كان ذلك يخالف الشريعة الإسلامية".

وأشارت نصير إلى أن الأزهر الشريف "يحمل وسطية الإسلام، ويمتلك أفضل وأعظم العلماء؛ ولذلك فجميع الفتاوى الصادرة عن تلك المؤسسة الدينية العريقة واجبة النفاذ، وجميع المسلمين في العالم ينظرون لعلماء الأزهر وفتواهم باحترام كبير، وبالتالي فأي هجوم من الإخوان على المؤسسات الدينية في مصر هو كالعدم ليس له أي تأثير خارجي أو داخلي"، على حد تعبيرها.