طرح زلزال تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، السؤال الأخطر وهو إذا كان &يعزز ذلك احتمال خروج دول أخرى من الاتحاد الذي يواجه انتقادات واسعة لعل أبرزها خضوع قراراته لبيروقراطيته العتيقة وعدم قدرته على إصلاح نفسه.&

تزامناً، مع إعلان نتائج الاستفتاء الذي جرى في 23 حزيران (يونيو) 2016 وهو يوم تاريخي مشهود، عن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد سارعت قوى يمينية "فاعلة" في أوروبا للمطالبة بإجراء استفتاءات في بلدانها على غرار ما جرى في بريطانيا.&

ومع انبعاث النزعات القومية في إطار الاتحاد الأوروبي (الكهل) والمتاعب الاقتصادية التي تعصف بكثير من الدول الأعضاء، فإن احتمال خروج دول من الاتحاد صار أمرا واردا، الأمر الذي يعني تفكك الاتحاد. &

لكن رغم ذلك، فإن قراء (إيلاف) يرون غير ذلك، ففي ردود على سؤال (استفتاء إيلاف) الذي تزامن مع إعلان نتائج الاستفتاء البريطاني، وكان: هل يؤدي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي إلى تفكك أوروبا؟، رأت نسبة 54 % (912 من المشاركين) أن تفكك الاتحاد غير وارد وهي أجابت بـ(لا).

وبالمقابل، فإن 774 من المشاركين وعددهم (1686) بالاستفتاء قالوا (نعم) لاحتمال تفكك الاتحاد بنسبة 64 %.

وإلى ذلك، فإنه واضح من مختلف ردات الفعل على "الزلزال البريطاني"، أن الحلم الأوروبي يتعرض راهناً لانتكاسة لم يشهدها من قبل، ويقف أمام أكبر تحدَ يواجهه.

وهذا يعني أن كل المكاسب التي جنتها الوحدة الأوروبية بالتمدد شرقا نحو دول كانت منضوية في الكتلة السوفيتية السابقة، خسرتها&بخروج بريطانيا وبتململ دول أخرى أمام تحديات الحاضر.

ولا تنحصر الخسارة اليوم في الخروج البريطاني وإنما بما سيلي هذا الخروج من تأثيرات في أوروبا كلها، ومهما حاول القادة الأوروبيون تسويق خطاب طمأنة وتهدئة الشعوب "فلن يكون كافيا لوقف الزلزال الذي أحدثته بريطانيا بخروجها المثير الذي ستكون له تداعياته على المدى الطويل".&