قالت الإعلامية اللبنانية ليليان داوود، لـ"إيلاف"، إن قوات الأمن المصرية، التي داهمت منزلها في القاهرة، لترحيلها إلى بيروت، هددتها بـ"شدها من شعرها"، معتبرة أن ما حصل معها هو "تصرف لا يليق" بالسلطة الحاكمة في مصر.

إيلاف من القاهرة: بعد أقل من ساعات قليلة على إنهاء تعاقدها مع فضائية "أون تي في" المصرية، داهمت الشرطة المصرية منزل الإعلامية اللبنانية ليليان داوود، وتم اعتقالها وترحيلها إلى بيروت.

أستضيف الجميع
وفي تصريحات خاصة لـ"إيلاف"، وصفت داوود ما حصل بحقها، بأنه "تصرف لا يليق بسلطة تريد أن تقدّم نفسها على أنها ليست قمعية، بل راعية للحريات".

وحول ما إذا كانت تعتقد أنها دفعت ثمن وقوفها في صفوف المعارضة المصرية، قالت: "لست سياسية حتى أقف في صفوف المعارضة، بل كنت أقدم برنامجًا تلفزيونيًا يستضيف شخصيات معارضة، كما يستضيف شخصيات أخرى من الموالاة". وأضافت: "دائمًا ما كانت أجهزة الدولة ممثلة في برنامجي، وعمري ما فتحت أي ملف من دون أن تكون كل أطرافه ممثلة في الحلقة".

وأشارت إلى أنها لا تحسب نفسها على المعارضة المصرية، وقالت: "ليليان داوود ليست معارضة، بل تشير فقط إلى ما تراه مواطن خلل أو مشكلات" في أوضاع مصر. وقالت: "كنت أقوم بشغلي فقط".

أجواء ممهدة
وردًا على الانتقادات التي تعرّضت لها في السابق، ووصلت إلى حد مطالبة الإعلامي أحمد موسى بترحيلها من مصر، قالت: "إن تلك الأجواء مهدت للمشهد الختامي البشع، الذي أعيش فيه الآن، بداية من أخذي من بيتي بطريقة سيئة، وترحيلي وإبعادي عن ابنتي".

وروت "ليليان داوود لـ"إيلاف"، تفاصيل مداهمة منزلها، وقالت: "هاجموا بيتي، ولم يمنحوني أية مهلة لجمع ملابسي، ولم يسمحوا لي بأن أكلّم ابنتي، ورفضوا أن أتحدث إلى السفارة أو أكلم المحامي". وكشفت أنها تعرّضت للتهديد بالجرّ من شعرها، وقالت: "هددوني أنني في حال لم أنزل من بيتي بالذوق، سوف يشدونني من شعري، وينزلونني بالعافية".

وأوضحت أن الضابط المسؤول عن القوة الأمنية التي اعتقلتها، قال لها: "تعاقدك انتهى مع "أون تي في"، وبالتالي ليس هناك سبب لبقائك في مصر". أضافت: "قلت له إني أم لطفلة مصرية، وتدرس هنا، لكن لم يشفع لي ذلك". وأشارت إلى أنها حاولت التواصل مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، مالك القناة السابق، ولكنه "قافل تليفونه" على حد قولها. وأعلنت أنها سوف تبحث الطرق القانونية للعودة إلى "ابنتي في مصر".

المعارضة: نهج انتقامي
أثار ترحيل الإعلامية اللبنانية الكثير من الغضب في مصر، لاسيما في صفوف المعارضة. فقال التيار الشعبي، الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، إن "إبعاد ليليان داوود كان متوقعًا".&

أضاف في بيان له: "ظلت ليليان داوود وفريق برنامج (الصورة الكاملة) على مدار السنوات الماضية صوتًا جادًا وحرًا، ولكن تغييرات حصلت للإجهاز على ما تبقى من مساحات حرة ومهنية في القنوات المصرية، وفي إطار هجمة أوسع وأشمل على حرية الصحافة والإعلام والتعبير".

ووصف ما حدث بـ"المنهج الانتقامي"، وقال: "هناك منهج انتقامي واضح في ما جرى من تعامل مع داوود، فلم يتوقف عند إسكات صوتها، وإغلاق مساحتها الإعلامية، بل وصل إلى سرعة ترحيلها من مصر، بحجج قانونية لا تبرر الأسلوب المهين، الذي جرى به الأمر، ولا السرعة المذهلة في تنفيذ القرار، الذي يبدو أنه كان سابق التجهيز والإعداد، ليكشف بوضوح عن استمرار افتقاد شرف الخصومة والتحول إلى منطق الانتقام وتصفية الحسابات".&

خنق الإعلام
بينما اعتبر المرصد العربي لحرية الإعلام أن ترحيل داوود يأتي في سياق "حملة واسعة لقمع حرية الصحافة في مصر، وتحويلها إلى مجرد أبواق دعاية للسلطة الحاكمة، ومنع أي أصوات ناقدة أو مستقلة من الظهور".

أضاف أن السلطة في مصر "تسعى إلى نقل ملكيات بعض المؤسسات الإعلامية إلى جهات أكثر التصاقًا بالنظام القائم، سواء كانت جهات أمنية أو تجارية".

للتذكير، داهمت قوة من الشرطة المصرية منزل الإعلامية اللبنانية ليليان داوود مساء الاثنين الماضي في القاهرة. وألقت القبض عليها، واقتادتها إلى مطار القاهرة، وتم ترحيلها إلى بيروت في اليوم نفسه. جاءت عملية القبض على داوود بعد إنهاء تعاقدها مع قناة "أون تي في" المصرية، التي كانت مملوكة &من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس، واشتراها أخيرًا رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.