فيما كشف رئيس الوزراء العراقي عن تغيير خطط تحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش، اكد انه سيبدأ جولة مباحثات مع القوى السياسية لترشيح بدلاء عن الوزراء الذين ألغت المحكمة العليا تعيينهم.

إيلاف من بغداد: حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من نشوب حرب خطيرة في حال تدخل تركيا في معركة تحرير الموصل، حيث يوجد لها في المنطقة أربعة آلاف عسكري مزودين بالاسلحة والاعتدة بشكل كامل.
&&
وعن قرار المحكمة الاتحادية بعدم شرعية جلسة مجلس النواب التي انتخبت في 26 أبريل الماضي خمسة وزراء جدد من التكنوقراط، اكد العبادي انه يحترمه وسيعمل مع جميع الوزراء العائدين أو الجدد. واكد انه ليس مصراً على تغيير الوزراء لأن الأهم لديه هو تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ العاشر من يونيو عام 2014. &

واوضح بالقول: "لست مصرًّا على تغيير الوزراء، والاهم عندي مواجهة الازمة الاقتصادية والحرب ضد داعش". واشار العبادي في جلسة حوارية مع قنوات تلفزيونية عراقية وتابعتها "إيلاف" الليلة الماضية، الى أن التعديل الوزراي جزء صغير من عملية الاصلاح .. وقال: "انا احترم قرار المحكمة الاتحادية وسأعمل مع جميع الوزراء العائدين أو الجدد"، مشددًا على ضرورة عودة مجلس النواب للانعقاد قائلاً: "لست مرتاحًا لعدم توافقه".

واضاف العبادي قائلاً: "لسنا مصرين على التغيير الوزاري لأننا نحتاج إلى استقرار سياسي وسنبدأ جولة مباحثات مع القوى السياسية من اجل ترشيح بدلاء عن بعض الوزراء الذين قدموا استقالاتهم، ولا يرغبون بالاستمرار في العمل". واشار الى انه لا يرى بالضرورة أن يكون بدلاء الوزراء ليسوا من السياسيين، طالبًا من القوى السياسية أن ترشح بدلاء تتوفر فيهم المواصفات الممكنة للعمل المشترك.

وجاء كلام العبادي هذا في وقت ينتظر خمسة وزراء عراقيين أقالهم البرلمان في 26 ابريل الماضي العودة الى مناصبهم، اثر قرار للمحكمة الاتحادية العليا اتخذته الثلاثاء ببطلان اقالتهم، الامر الذي أحرج العبادي المطالب باتخاذ اجراءات لتنفيذ القرار، وسط حالة من الارباك تعيشها وزاراتهم التي تولى الوزراء الجدد لمسؤولياتهم فيها قبل ذلك.

فقد أبطلت المحكمة الاتحادية العراقية العليا الجلسة التي اقر النواب فيها تعديلاً وزاريًا جزئياً، واعتبرتها غير دستورية، لتقوض بذلك أهم مكاسب رئيس الوزراء العبادي في الأزمة السياسية الممتدة منذ أشهر. وجاء الحكم ليمثل ضربة لمحاولة العبادي تعيين وزراء من التكنوقراط بدلا من سياسيين كانوا قد اختيروا لتحقيق توازن بين الانتماءات الحزبية والعرقية والطائفية. &

وقد جرد قرار المحكمة الوزراء الخمسة الجدد من مناصبهم الوزارية، ما يتحتم على العبادي تقديم ترشيحات جديدة للبرلمان للتصويت عليها. &

تحذير&

وحذر العبادي من تدخل تركي في عملية تحرير الموصل المرتقبة، وقال انه قد تؤدي الى حرب هائلة، مشيرًا الى وجود قوات تركية في الاراضي العراقية حيث سبق وأن اتهمت بغداد أنقرة بانتهاك السيادة العراقية إثر عملية تبديل لقواتها الموجودة هناك منذ أكثر من عام، وهو الأمر الذي تنكره تركيا مؤكدة أن هذه القوات موجودة بعلم وموافقة وطلب الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق.

وقال العبادي إن "مخاوفنا من المطامع التركية حقيقة، وأي تمدد أو تدخل تركي في الموصل سيؤدي الى حرب هائلة غير حرب داعش".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال الاسبوع الماضي إن بلاده مستعدة للمشاركة في العملية العسكرية الهادفة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، رغم ان السلطات العراقية كانت وجهت العديد من رسائل التحذير إلى تركيا بضرورة عدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي .

وتملك القوات التركية قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة القريبة من مدينة الموصل، حيث يتواجد فيها حوالي 4 آلاف من الجنود الأتراك المزودين بالعتاد الكامل، كما تم في هذا المعسكر تدريب قوات الحشد الوطني، وهم متطوعون عراقيون من أبناء محافظة نينوى، وذلك من أجل إشراكهم في عملية استعادة المدينة.

تغيير الخطط&

واشار الى أن القيادة العسكرية قد غيّرت خطط تحرير المواصل بعد تسريبات لها وتصريحات من بعض النواب لتفاصيلها .. مؤكدًا بالقول "إن عملية تحرير شمال بيجي بدأت من دون إعلان ولا تزال مستمرة".

وجدد التأكيد بأن "تحرير مدينة الموصل سيتم هذا العام كما وعدنا العراقيين".

واشار الى ان خسائر داعش في الفلوجة واطرافها كانت كبيرة جدًا، موضحاً بالقول "إن "رتلاً ارهابيًا كان يحاول الهروب من قواتنا في الصحراء ليل امس وتم القضاء عليه بواسطة الطائرات".

يذكر انه رغم مرور ثلاثة اشهر على الاعلان عن بدء عمليات تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، الذي يحتلها منذ يونيو عام 2014 الا ان هذه العمليات تواجه صعوبات كبيرة ولم تحقق الا انجازات متواضعة من خلال تحرير قرى صغيرة بجنوب المدينة، حتى تم اصدار اوامر عسكرية قبل ايام بايقاف العمليات الحربية هناك خلال الساعات الاخيرة نتيجة تطورات سلبية خطيرة طرأت على الوضع هناك. وجاء القرار ايضًا بحسب تلك المصادر عقب اكتشاف القيادة العسكرية العراقية لعمليات تسريب لبعض الخطط الحربية التي وصلت الى تنظيم داعش. &
&