بيروت: دخل "جيش سوريا الجديد" وهو فصيل معارض جديد مدعوم من واشنطن الساحة السورية قبل ايام حين شن هجوما ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شرق البلاد، من دون ان يحقق نجاحا ملموسا كونه لا يزال ينقصه العتاد والعديد.

تأسس "جيش سوريا الجديد" في نوفمبر 2015، وتدرب عناصره على يد عسكريين اميركيين وبريطانيين في معسكر تابع للتحالف الدولي بقيادة واشطن في الاردن. ويؤكد هذا الفصيل المعارض انه يركز جهوده حاليا للسيطرة على معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية في محافظة دير الزور.

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ يونيو 2014 على مدينة البوكمال المقابلة لمدينة القائم في الجانب العراقي. ولمعبر البوكمال اهمية استراتيجية اذ يستخدمه "الجهاديون" لنقل التعزيزات العسكرية بين مناطق سيطرتهم في الدولتين.

ويقول الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات شارلز ليستر ان "البوكمال يعد المعبر الاكثر قيمة لتنظيم الدولة الاسلامية". وبعكس تنظيم الدولة الاسلامية الذي يضم عشرات آلاف المقاتلين، لا يتجاوز عدد عناصر "جيش سوريا الجديد" الـ150 مقاتلا، وفق ليستر.

ويقول المتحدث باسم "جيش سوريا الجديد" مزاحم السلوم "نحن تدربنا تدريب قوات خاصة على يد الاميركيين والبريطانيين"، مشيرا الى ان وزارة الدفاع الاميركية تقوم بتسليحهم وتجهيزهم. ويقدم "جيش سوريا الجديد" نفسه على انه فصيل معارض للنظام السوري الا انه يقاتل حصريا اليوم تنظيم الدولة الاسلامية.

-يفتقد القوة الضرورية-

ويتخذ "جيش سوريا الجديد" من قرية التنف الحدودية ايضا مع العراق، والتي تبعد حوالى 200 كيلومتر جنوب البوكمال، مقرا لمقاتليه الذين يتحدرون بشكل رئيس من محافظتي دير الزور وحمص (وسط).

وشنّ هذا الفصيل الثلاثاء، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، هجوما ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتمكن من دخول محافظة دير الزور والتقدم حتى مسافة خمسة كيلومترات من البوكمال. الا ان الجهاديين سرعان ما صدوا الهجوم واجبروا مقاتلي "جيش سوريا الجديد" على التراجع والخروج نهائيا من المحافظة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "الامر يحتاج للمزيد من التخطيط والتسليح فضلا عن اعداد اكثر من المقاتلين".
ويؤكد السلوم بدوره "انسحبنا باتجاه صحراء البوكمال بعدما انهينا المرحلة الاولى من العملية المتمثلة باستهداف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في محيط مدينة البوكمال. ونحن نحضر حاليا للمرحلة الثانية، ولكن علينا ان ننتظر".

ويعتمد تنظيم الدولة الاسلامية دائما التكتيك ذاته في المناطق الصحراوية اذ يفسح المجال امام اعدائه للتقدم قبل ان يشن هجوما مضادا لطردهم. ويقول الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه من جامعة ادنبره ان ارسال "قوة صغيرة الى قلب منطقة تنظيم الدولة الاسلامية كانت فكرة غبية ومن الطبيعي ان تفشل".

ويضيف ان "جيش سوريا الجديد لا يزال ضعيفا جدا وهو غير قادر على القيام بعمليات خطيرة من هذا النوع". ويخلص الى القول "يبدو انه ليس لدى الولايات المتحدة اي اعتبار لحياة عناصر المجموعات التي ترعاها".

ويؤكد "جيش سوريا الجديد" ان هدفه على المدى البعيد هو استعادة كامل محافظة دير الزور التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كامل باستثناء المطار العسكري واجزاء من المدينة التي تحمل الاسم نفسه. وينسق "جيش سوريا الجديد"، على حد قوله، مع "مقاتلي العشائر وقوات مكافحة الارهاب التابعة للحكومة العراقية على الجانب الآخر من الحدود" والتي تسعى بدورها الى استعادة معبر القائم من تنظيم الدولة الاسلامية.

ويؤكد ليستر بدوره انه "ليس لدى جيش سوريا الجديد اليوم القوة اللازمة للاقدام على مجازفات من هذا النوع"، مشيرا الى ان "الاندفاع باتجاه البوكمال لم ينتج منه سوى التفريط بارواح" مقاتلين.