في أول لقاء بعد قطيعة "إسقاط السوخوي"، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه نظيره التركي جاويش أوغلو، عن أمله بأن يمهّد اللقاء الطريق الصحيح لاتخاذ تدابير عملية لتطبيع العلاقات بين البلدين.

إيلاف من موسكو: بعد الاجتماع الذي امتد 40 دقيقة يوم الجمعة في سوتشي، قال لافروف: "نأمل أن تمهد هذه الاتصالات الهاتفية، بعد استلام الرئيس فلاديمير بوتين رسالة من الرئيس رجب طيب أردوغان الطريق لاتخاذ خطوات عملية لتطبيع علاقاتنا".

ويعدّ هذا اللقاء الأول على المستوى الرفيع بين ممثلي روسيا وتركيا، بعد اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إسقاط الطائرة الحربية الروسية فوق الأراضي السورية يوم 24 نوفمبر 2015.

كما إنه أول لقاء للافروف وجاويش أوغلو منذ 3 يناير الماضي، عندما التقيا على هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في بيلغراد.

لا اختلافات&
وأضاف لافروف: على وجه العموم لا توجد اختلافات بين روسيا وتركيا في ما يخص من هو "إرهابي" في سوريا، وأنهما مهتمتان في فصل المعارضة عن "الإرهابيين" في سوريا، مؤكدًا استئناف التعاون الثنائي في مجال محاربة "الإرهاب".

تابع لافروف قائلًا إن الجانب التركي يشاطر موسكو موقفها حول ضرورة انسحاب قوات المعارضة السورية من المناطق الخاضعة لسيطرة "الإرهابيين".&وأكد وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماع منظمة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي في مدينة سوتشي في جنوب روسيا أن: "على أولئك الذين لا يريدون أن يتضرروا بسبب الضربات الجوية، أن ينسحبوا من المواقع التي يحتلها الإرهابيون". وأضاف: "أكد الشركاء الأتراك أنهم يوافقون على هذا المنطق".&

الإرهاب والمعارضة البناءة&
ونوّه الوزير الروسي في هذا الخصوص بأنه كان سبق لروسيا أن اقترحت إدراج تنظيمي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" على القائمة الأممية للمنظمات "الإرهابية"، نظرًا إلى توفر شهادات حول خرق هذين التنظيمين لكل أعراف الحرب، لكن هذا الاقتراح لم يحظَ آنذاك بالتأييد بالإجماع في مجلس الأمن الدولي.

أضاف: "تهتم روسيا وتركيا على حد سواء بانسحاب المعارضة الوطنية البناءة، التي ما زالت تتمركز في المناطق الخاضعة لسيطرة "الإرهابيين"، من تلك المناطق، وإلا سنعتبر هؤلاء المعارضين كمتواطئين مع جبهة النصرة وداعش".

فريق العمل&
وأكد لافروف أنه اتفق مع جاويش أوغلو على استئناف اجتماعات فريق العمل الروسي- التركي المشترك الخاص بمحاربة الإرهاب، والذي علقت موسكو عمله منذ 7 أشهر، إثر حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في سماء سوريا من قبل سلاح الجو التركي.

وأعرب لافروف عن أمله في تطوير الاتصالات مع تركيا عبر القنوات الأخرى، بما في ذلك الاتصالات بين الجيشين الروسي والتركي. أضاف الوزير أن حكومتي البلدين ستجريان في القريب العاجل اتصالات حول تطبيع مجمل العلاقات الورسية - التركية. أضاف أنه تلقى خلال لقائه وزير الخارجية التركي تأكيدات على استعداد أنقرة لإتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان أمن السياح الروس في أراضي تركيا.

كلام جاويش أوغلو&
من جانبه، عبّر وزير الخارجية التركي، عن شكره للوزير لافروف لدعوته إلى مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود. وقال: "كما قلت، لقد تحدث رؤساؤنا هاتفًيا، لقد كانت المحادثات بناءة للغاية، وقد أعطونا تعليمات لمتابعة هذا الحوار، وتطبيع العلاقات وتحقيق المستوى المناسب من العلاقات".

وقال أوغلو، إنه سعيد بفرصة اللقاء مع لافروف، كما تبادل الوزراء المصافحة قبل تبادل كلمات الافتتاحية. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أبلغ في وقت سابق، أعضاء الحكومة الروسية، أنه بعد تلقي رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تتضمن اعتذاره بسبب حادث إسقاط الطائرة الحربية "سوخوي-24"، تم اتخاذ القرار بشأن بدء عملية تطبيع العلاقات مع أنقرة.

ويرى المراقبون أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيؤدي إلى استعادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وعودة السياح الروس إلى تركيا واستئناف العمل على مشاريع أنابيب الغاز الضخمة مثل "التيار التركي" وزيادة حجم الواردات الزراعية التركية إلى روسيا، فضلًا عن ظهور فرص جديدة في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، على رأسها التسوية في سوريا.