احتفلت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية في فرنسا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معلنة أن"الشعب البريطاني لم يلقِّن الأوروبيين فحسب درسًا قاسيًا في الديمقراطية، بل لقنه للعالم أجمع". مؤكدة أن "أوروبا جديدة ستظهر". &

إيلاف من باريس: تؤكد لوبان أنها إذا انتُخبت رئيسة ستجري استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي في غضون ستة أشهر. وأظهر استطلاع في مايو أن 53 في المئة من الفرنسيين يؤيّدون إجراء مثل هذا الاستفتاء، بينما كشف استفتاء جديد آخر أن 45 في المئة من الفرنسيين قالوا إنهم سيؤيّدون البقاء. وتشير الاستطلاعات إلى أن لوبان ستخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام المقبل بكل تأكيد. &

اضطراب موقت
وصرحت لوبان بأن الاستفتاء البريطاني هو أول خطوة ملموسة نحو تحقيق رؤيتها، وأن المسألة الأوروبية ستصبح قضية مركزية في الحملة الانتخابية. &
ونفى فلوريان فيليبوت، نائب لوبان، في تصريح للصحافيين، أن يكون بإمكان خروج بريطانيا أن يلحق أضرارًا أكبر بفرنسا الأقوى اندماجًا بالاتحاد الأوروبي، وأن تداعيات الاستفتاء ستؤثر في الرأي العام الفرنسي. &

وقال فيليبوت لمجلة نيويوركر إن "هذه دعاية يبثها المؤيدون للاتحاد الأوروبي"، متوقعًا أن يكون اضطراب أسواق المال بسبب خروج بريطانيا موقتًا. &أضاف أن مؤيدي الاتحاد الأوروبي "ليس لديهم شيء آخر يقولونه سوى تخويف الناس". ودعت لوبان مع فيليبوت إلى "مشروع أوروبي جديد" يضم دولًا "مستقلة" وذات سيادة.&

وإذا كشف استفتاء بريطانيا أن النظام السياسي البريطاني هشّ على نحو يثير الدهشة، فإن لدى الفرنسيين سببًا وجيهًا للقلق. ذلك أن بريطانيا كانت دائمًا متقدمة بالنمو الاقتصادي على فرنسا خلال السنوات الماضية، ونسبة البطالة نصف نسبتها في فرنسا، ناهيكم عن وقوع هجومين "إرهابيين" كبيرين على التراب الفرنسي في غضون عام واحد، مع هجمات أصغر قوّضت ثقة الفرنسيين بحكومتهم. وعلى سبيل المثال فإن 85 في المئة من الفرنسيين لا يريدون أن يرشح الرئيس فرانسوا هولاند لولاية ثانية. &

بين تطرفين
وحذر مدير الاستخبارات الداخلية الفرنسية باتريك كالفار في إفادة أمام لجنة برلمانية أخيرًا من أن فرنسا تقف على "حافة حرب أهلية". وقبل أسابيع على ذلك قال كالفار في الجمعية الوطنية إن هجومًا أو هجومين آخرين ينفذهما "جهاديون" يمكن أن يطلقا حملة عنف يشنها اليمين ضد المسلمين في فرنسا. &وأشار كالفار إلى أن التطرف بمختلف أشكاله يتصاعد في أوروبا، وأن بعض المتطرفين اليمنيين "يتلهفون" على المواجهة.

والتقت لوبان مع مؤسسة الحكم في اتفاق نادر عندما أعلن هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس أنه من الضروري الآن "اختراع أوروبا أخرى". لكنّ الطرفين يختلفان بالطبع على ما يجب أن يكون عليه شكل أوروبا الجديدة التي يدعوان إليها. &

ويتطلع بعض الناخبين الشباب وغيرهم من الفرنسيين، الذين فقدوا ثقتهم بالأحزاب التقليدية، إلى إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد المعروف بصراحته ومواقفه الجذرية. وكان ماكرون أطلق حركة بقيادته في إبريل الماضي ببرنامج يهدف إلى تجاوز الانقسام بين اليمين واليسار وإصلاح اقتصاد السوق ودعم المبادرة الفردية والوحدة الأوروبية.

الانقسام مشترك
وأعلن ماكرون في ندوة عامة أخيرًا أنه "من الواضح أن هناك بريطانيتين، بريطانيا راضية عن العولمة وأوروبا، وأخرى لا تستطيع أن تجد ذاتها"، مشيرًا إلى أن الانقسام نفسه موجود في فرنسا. وقال ماكرون: "نحن لم نعد نعرف لماذا قررنا بناء كيان مشترك، ولهذا لدينا أوروبا التي فقدت طموحها، في حين أن للمشروع الأوروبي معنى هو أن نكون أقوى بوحدتنا". واقترح ماكرون حلًا يبدو ثوريًا في سياق قصر النظر الذي تعاني منه الطبقة السياسية هو الحوار. وقال إن هذا ما تعنيه السياسة. &

لوبان تفهم موقف ماكرون، وكانت أذكى من خصومها في إيصال أفكارها. ومن المستبعد أن تفوز حقًا بغالبية من الأصوات، وأن تجري استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، ولكن على من يختلف معها، أن يباريها في إيصال أفكاره&إلى المواطن الفرنسي.&

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن صحيفة نيويوركر
يمكنكم قراءة المادة الأصل على الرابط:

http://bit.ly/298MQdX