قدم حزب العمال البريطاني المعارض عبر وزيرة خارجية الظل إميلي ثورنبيري اعتذارًا إلى السفير الإسرائيلي في لندن مارك ريجيف، بعد تصريحات لزعيم الحزب جيرمي كوربن، قارن فيها إسرائيل بتنظيم (داعش). 

إيلاف من لندن: تعرّض رئيس حزب العمال البريطاني إلى انتقادات لاذعة بسبب تعليق اعتبرته أوساط يهودية وإسرائيلية "مقارنة مثيرة للغيظ بين إسرائيل وداعش".

ووصف يائير لبيد عضو الكنيست ورئيس حزب (يش عتيد) تصريح رئيس حزب العمال البريطاني بأنه معاد للسامية وغير مقبول، مضيفًا "أنها مقارنة مثيرة للغيظ، ودليل على جهله، إنها معاداة واضحة للسامية"، داعيًا حزب العمل في إسرائيل إلى قطع علاقاته مع نظيره البريطاني.

وكان كوربين قال يوم الخميس 30 يونيو خلال اجتماع مخصص لمراجعة معاداة السامية داخل الحزب: "أصدقاؤنا اليهود ليسوا مسؤولين عن أفعال إسرائيل أو حكومة نتنياهو، مثل أصدقائنا المسلمين الذين ليسوا مسؤولين عن داعش".

وكان مسؤولون في فريق زعيم الحزب قالوا إن كوربن كان يشير في ملاحظاته إلى بلدان، مثل باكستان وإيران، وليس إلى (داعش)، ولكن الزعماء الدينيين اليهود لم يقبلوا مثل هذا الزعم. 

كوربن ينفي
بعد ردود الفعل الغاضبة، سارع زعيم حزب العمال البريطاني إلى نفي مقارنته بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو و(داعش)، موضحًا أن "الفكرة أنه لا ينبغي أن تسأل شخصًا عن رأيه في إسرائيل لمجرد أنه يهودي، والشيء نفسه ينطبق على المسلمين، عندما يطلب رأيهم عن الأفعال الشريرة التي ينفذها أشخاص يسيئون إلى الإسلام بما يفعلونه"، إلا أن هذا التفسير لم يوقف جدلًا متصاعدًا بهذا الشأن، وصل إلى داخل حزب العمال، حيث طالب عدد من أعضائه باستقالة كوربن.

النائبة العمالية روث سميث محتجة 

ووصفت روث سميت وعضو حزب العمال البريطاني في تصريح لقناة (سي إن إن) ما صدر من كوربن بأنه مقارنة مهينة وغير لائقة، مضيفة "هو يقول إنه ليس تشبيهًا، لكن عندما تتحدث عن اليهود وإسرائيل، ثم تتحدث عن المسلمين والدولة الإسلامية، من الواضح أن هذه مقارنة ليس هناك شك. هل قصد ذلك؟، هذا سؤال آخر، نأمل أن يكون لم يقصد ذلك، لأنه إن قصدها لكان أدرك كم هي ملاحظة غير لائقة ومهينة".

وقالت النائبة العمالية إن كوربن أظهر "فشلًا كارثيًا في القيادة"، وعليه أن يستقيل، ويفسح المجال "لمن لديه القدرة على مواجهة العنصرية ومعاداة السامية"، حسب ما أفادت صحيفة (تلغراف) البريطانية.

دعوة إلى الاستقالة
وأضافت سميث: "أدعو كوربن إلى الاستقالة فورًا. تحت قيادته الحزب لا يمكن أن يصبح مساحة آمنة للبريطانيين اليهود". ويشار إلى أن كوربن متهم من بعض الجماعات اليهودية وأعضاء من حزب العمال، بـ"التساهل إزاء معاداة السامية" داخل الحزب، علمًا أن رئيس الحزب، وهو من جناح اليسار داخله، يدعم بقوة الحملة المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية.

وكانت العلاقات بين الحزبين العماليين البريطاني والإسرائيلي توترت منذ مدة، وهدد حزب العمل الإسرائيلي في الشهر الماضي بقطع علاقاته مع حزب العمال البريطاني على خلفية اتهام عدد من أعضائه بمعاداة السامية.

زعيم حزب العمال كوربن

تعليق عضوية
وكان حزب العمال علّق عضوية أكثر من 50 من أعضائه، بسبب مواقفهم من معاداة السامية، بمن فيهم كين ليفنغستون، عمدة لندن السابق. هذا الإجراء اتخذ على مدى شهري مارس وأبريل الماضيين، بسبب تعليقات نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأثار تصريح لعمدة لندن السابق كين ليفنغستون ضجة وجدلًا في شهر مايو، قال فيه: "عندما فاز هتلر في انتخابات 1932 كانت سياسته هي أنه يجب نقل اليهود إلى إسرائيل. كان يدعم الصهيونية قبل أن يصاب بالجنون، وينتهي به الأمر إلى قتل ستة ملايين يهودي".

جاء هذا التصريح في معرض الدفاع عن النائبة العمالية ناز شاه، التي عُلقت عضويتها هي الأخرى، بسبب نشرها في فايسبوك العام 2014 مخططًا لإسرائيل داخل خارطة للولايات المتحدة مرفق بتعليق يقول: "حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني: "انقلوا إسرائيل إلى الولايات المتحدة (...) حلت المشكلة".