بيروت: أعلن الجيش السوري الجمعة مقتل طيار كانت سقطت طائرته في وقت سابق في منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف دمشق، واتهم فصيل "جيش الاسلام" بقتله، وفق ما نقل الاعلام الرسمي.

وجاء في بيان للجيش السوري نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "المجموعات الارهابية المسلحة ترتكب جريمة نكراء تمثلت بقتل الطيار البطل الشهيد المقدم نورس حسن الذي هبط بالمظلة في منطقة يسيطر عليها ارهابيو ما يسمى جيش الاسلام بعد تعرض طائرته لخلل فني أثناء تنفيذ مهمة تدريبية".

واضاف البيان ان "هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها ارهابيو ما يسمى جيش الاسلام لن تمر دون حساب عسير"، مؤكدا ان "الجيش العربي السوري مستمر في ضرب الارهاب وملاحقته حتى القضاء عليه واعادة الامن والاستقرار الى ربوع الوطن".

وكان "جيش الاسلام"، الفصيل الابرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق، اعلن على تويتر اسر الطيار بعد اسقاط طائرته في منطقة القلمون الشرقي.

الا انه ما لبث ان اتهم في وقت لاحق جبهة النصرة بقتل الطيار. وقال "جيش الاسلام" في بيان "فوجئنا بقيام عنصر من جبهة النصرة بقتل الطيار الذي قمنا باسقاط طائرته بعد ان تعهدوا بتسليمه لنا".

وطالب "جيش الاسلام" بتسليم جثة الطيار له.

ونشر المتحدث باسم "جيش الاسلام" اسلام علوش على تويتر صورة الطيار وقد ظهر انه اصيب في رأسه.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان الطيار قفز بمظلته فوق بلدة جيرود (66 كيلومترا شمال شرق) والتي تتواجد فيها فصائل مقاتلة عدة.

وهذه ليست المرة الاولى التي تسقط فيها طائرة حربية سورية ان كان بسبب عطل فني او نتيجة اسقاطها من قبل الفصائل المقاتلة. وكانت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، اسقطت في 6 نيسان/ابريل طائرة حربية في شمال البلاد.

25 قتيلا مدنيا

في سياق متصل، قتل 25 مدنيا على الاقل الجمعة في قصف جوي لقوات النظام السوري وآخر للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مدينتين في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

ووثق المرصد السوري في البداية "مقتل 11 مدنيا على الاقل، بينهم اطفال، في غارات نفذتها طائرات حربية لقوات النظام على حي طريق الباب" في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب.

وافاد في وقت لاحق عن "مقتل خمسة مدنيين آخرين في قصف جوي لقوات النظام على حي الشيخ سعيد".

وقال مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية ان القصف الجوي على طريق الباب استهدف سوقا شعبيا للمواد الغذائية عادة ما يكون مكتظا بالمواطنين، مشيرا الى ان المدينة شهدت هدوءا طوال النهار قبل قصف طريق الباب.

وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك بين الاحياء الشرقية والاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتستهدف قوات النظام بالغارات والصواريخ والبراميل المتفجرة الاحياء الشرقية فيما تطلق الفصائل المقاتلة عشرات القذائف على الاحياء الغربية.

وانهار اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في سوريا في نهاية شباط/فبراير الماضي في مدينة حلب بعد حوالى شهرين على تطبيقه، ما دفع الولايات المتحدة وروسيا راعيتا الاتفاق الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.

كذلك افاد المرصد السوري عن "مقتل مدنيين اثنين جراء قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لأماكن في منطقة جامع الرحمن وحيي السبيل والخالدية" في الجزء الغربي من حلب.

وفي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي وحيث تدور منذ تسعة ايام اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة الاسلامية وقوات سوريا الديموقراطية، اسفر قصف للتحالف الدولي، وفق المرصد، عن مقتل "تسعة مدنيين هم شقيقتان وسبعة من اطفالهما".

ويدعم التحالف الدولي معركة اطلقتها قوات سوريا الديموقراطية في 31 ايار/مايو لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة منبج، ونجح هذا التحالف من فصائل عربية وكردية في تطويق المدينة بالكامل ودخلها في 23 حزيران/يونيو.

وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات عنيفة في المدينة بين الطرفين دون ان تحرز قوات سوريا الديموقراطية تقدما ملحوظا.