الامم المتحدة: حثت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط الجمعة اسرائيل والفلسطينيين على التخلي عن الاستيطان والعنف اللذين ينسفان حاليا فرص السلام بين الطرفين ويقوضان حل الدولتين.

وجاء في تقرير صادر عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، ان المستوطنات الاسرائيلية وتدمير منازل الفلسطينيين ومصادرة الاراضي من قبل اسرائيل "تنسف قابلية حل الدولتين على العيش" في اشارة الى قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل تتعايشان بسلام.

واضاف التقرير "هذا الامر يطرح اسئلة مشروعة حول نوايا اسرائيل على المدى الطويل التي تعززها تصريحات بعض الوزراء الاسرائيليين الذين يقولون ان الدولة الفلسطينية لا يجب ان تقوم على الاطلاق".

وجرى العمل على هذا التقرير المؤلف من ثماني صفحات طيلة اشهر عدة، وقد تمت مناقشته كلمة كلمة قبل اقراره، والهدف منه السعي لتحريك عملية السلام المتوقفة منذ نيسان/ابريل 2014.

ومنذ الخميس شن فلسطينيون اربع هجمات ادت واحدة منها الى مقتل فتاة اسرائيلية اميركية في ال13 من العمر في مستوطنة قرب الخليل.

وتضرب موجة من العنف الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي ما ادى الى مقتل 214 فلسطينيا و34 اسرائيليا واميركيين اثنين واريتري وسوداني، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.

لكن الرباعية اكدت ان 140 فلسطينيا على الاقل قتلوا منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي بينهم 60 قتلتهم قوات الامن الاسرائيلية خلال تظاهرات او عمليات عسكرية.

من جهة ثانية اعربت اللجنة الرباعية عن الاسف لان القادة الفلسطينيين "لا يدينون بشكل واضح ومنتظم الهجمات الارهابية المحددة" في حين تم اطلاق اسماء فلسطينيين ارتكبوا اعمال عنف على شوارع وساحات فلسطينية.

"قلق في واشنطن"

وتابع بيان الرباعية "على السلطة الفلسطينية ان تتحرك بشكل حاسم وان تتخذ كل الاجراءات الضرورية القادرة عليها لوقف التحريض على العنف وتعزيز الجهود القائمة لمحاربة الارهاب، ومن ضمنها ادانة كل اعمال الارهاب بشكل حازم".

واعتبر التقرير ان من العوامل "التي تنسف بشكل جدي آمال السلام، هناك العنف المتواصل والهجمات الارهابية على المدنيين والحض على العنف".

وبين توصياتها العشر تطلب الرباعية من اسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة وتدعو الى اعادة السلطة في القطاع الى السلطة الفلسطينية بينما هي حاليا بايدي حركة حماس.

واضاف التقرير "ان التسلح غير الشرعي والغياب المتواصل للوحدة الفلسطينية والوضع الانساني الدقيق في غزة، كلها امور تغذي عدم الاستقرار، وبالنهاية تعرقل الجهود توصلا الى حل تفاوضي".

وجاء في التقرير ايضا "ان اللجنة الرباعية تكرر القول ان حل الدولتين المتفاوض عليه هو الطريقة الوحيدة للتوصل الى سلام دائم يلبي حاجات اسرائيل في مجال الامن وتطلعات الفلسطينيين بدولة مستقلة وذات سيادة".

ويعيش حاليا نحو 570 الف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، في حين تؤكد الامم المتحدة ان المستوطنات غير شرعية وتتعارض مع القوانين الدولية.

في واشنطن قال مسؤول اميركي رفيع الجمعة انه اذا لم يغير قادة اسرائيل والفلسطينيون سياساتهم، فسيقضون على اخر امل بالسلام القائم على حل الدولتين.

واضاف المسؤول في وزارة الخارجية رافضا ذكر اسمه "رغم ان قادة الطرفين يؤكدون دعمهم لحل الدولتين، فان هذا الاحتمال سيصبح بعيد المنال اكثر فاكثر في حال مضوا قدما بما يقومون به حاليا".

وتابع ان نشر تقرير اللجنة الرباعية يشكل فرصة لاعادة اطلاقها.

واكد المسؤول الاميركي "نحن قلقون جدا لانه بدون تغييرات مهمة، فان حلا بدولة واحدة قد يصبح حقيقة، وهذا لا يفيد ايا من الجانبين".

وقال "ما نركز عليه الان هو الى اين نمضي من هنا. هدفنا الرئيسي ليس القاء اللوم على اي كان. انما ايجاد وسائل للتحرك نحو الهدف الذي يضعه الجميع نصب اعينهم (...) حل الدولتين عن طريق التفاوض"، اي اسرائيل ودولة فلسطينية تتعايشان سلميا.

وحذر المسؤول الاميركي من انه "لا يمكننا بكل بساطة الاستمرار في المسار المتبع حاليا".

وكان الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف اعلن لفرانس برس عشية نشر التقرير "آمل بان يكون هذا التقرير تحذيرا للقادة الاسرائيليين والفلسطينيين"، مضيفا "ان الاحتلال المتواصل هو الطريق الاكيد نحو الكارثة".

وكان السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر اعلن مساءالخميس ان اعضاء مجلس الامن ال15 اعربوا عن "دعمهم القوي" لاقتراح فرنسا عقد مؤتمر دولي للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام الحالي.