إيلاف من لندن:&تؤكد مصادر سورية معارضة لـ"ايلاف" أن هناك" أزمة ثقة روسية أميركية، وأن هذا مايقف حائلا حتى الآن أمام تعاون عسكري حقيقي شامل في سوريا".

ويوضح معارضون&طلبوا حجب اسمائهم، أن" اتفاقية روسية اميركية مازالت ضمن مرحلة جس النبض رغم الاتصالات المتعاقبة بين جون كيري وزير الخارجية الأميركي وسيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي والتي كان آخرها أمس السبت".

وتشير ذات المصادر الى عمل الطرفين على نحو متناقض في سوريا كما" ان روسيا تعتبر ان واشنطن مسؤولة عن كل مايحدث في البلاد عبر سياساتها الخاطئة سواء كان ذلك عن عمد أو عن غير عمد".

وتقول "يوجد عدم ثقة واضحة بين الطرفين، و لكن من الواضح ايضا أن الطرفان يسعيان لتوسيع مروحة المواضيع التي يتفاهمان عليها على حساب تلك التي يختلفان عليها ، وروسيا غالبا تعتبر ان كل ما يجري في سوريا هو بأصابع و خيوط أمريكية".

وتلفت المصادر الى " أن هناك بصيص نور امام الاتفاق وان الطرفين يحاولان تضييق هوة الخلافات بما يعتقد انه يمكن ان ينعكس ايجابا على الهدنة التي اعلن المركز الروسي في حميم انها كانت متماسكة رغم بعض الخروقات خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية “، ويشير معارض الى أن الرفض الروسي تدخل الناتو في سوريا سيقوده الى تنسيق أكبر مع الجانب الاميركي، واعتبر المعارض أنه كان لافتا ان تعلن عنه الخارجية الروسية عن اتصال امس بين كيري ولافروف وان تقول ما معناه ان الاتصال كان مبادرة من الجانب الأميركي، وأكد أن" اي معركة كسر عظم بين الدول الكبرى لم يدفع ثمنها الا المدنيين والفقراء السوريين الذي بقوا في البلاد عرضة للقصف والقتل والتدمير وتجريب كل صنوف الاسلحة ضدهم “، وعارضت موسكو انخراط حلف الناتو في سوريا ، مشيرة الى انها البلد الوحيد الذي يعمل في سوريا كقوة عسكرية&بناء على موافقة "الحكومة السورية".

الخضوع لقواعد القانون الدولي

ونقلت وكالة الانباء (نوفوستي) عن السفير الروسي لدى الناتو الكسندر غروشكو قوله" ان روسيا تعتبر بلدا وحيدا يعمل في سوريا &بما يتفق مع قواعد القانون الدولي”، واشار السفير الروسي الى ان "الدوريات التي تقوم بها طائرات الناتو على طول الحدود التركية مع سوريا يجب أن تتماشى تماما مع ما اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة لتفادي وقوع حوادث بين البلدين”، فيما أجرى وزير الخارجية الروسي يوم السبت مباحثات هاتفية حول امكانية &التعاون الروسي الأمريكي في محاربة الإرهاب بسوريا, وذلك بعد اقتراح ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما على روسيا شراكة عسكرية جديدة في سوريا، وذكرت وزارة الخارجية الروسية ان الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، الذي بادر إليه الجانب الأمريكي، تناول& "سبل حل الأزمة في سوريا، وتعاون بلديهما على مكافحة الارهاب فيها".

إضعاف جبهة النصرة

هذا وأشارت مصادر دبلوماسية أوروبية إلى إمكانية هذا الاتفاق بين الروس والأمريكيين على تعاون عسكري محصور بإضعاف "جبهة النصرة" في سوريا بمراقبة أمريكية دقيقة، هدفه تفتيت هذه الجبهة ودفع المنتمين إليها من السوريين إلى مغادرتها والانضمام لفصائل عسكرية تعتبرها الولايات المتحدة موثوقة على أن تقوده واشنطن.

وقالت مصادر وكالة (آكي) الإيطالية&" إن التعاون العسكري المرتقب بين الدولتين "لن يهدف لتدمير الجبهة لصعوبة ذلك، وللخسائر الكبيرة التي ستلحق بالسوريين المشاركين بهذه الجبهة رغماً عنهم، وعليه سيسعى التعاون لإضعاف وتفتيت هذه الجبهة وإقناع المنتمين إليها لمغادرتها، مقابل تشجيعها للانضمام لكتائب مسلّحة معتدلة تثق بها الولايات المتحدة".

وأضافت المصادر "يُقدّر الأمريكيون والروس أن نحو 70% من منتسبي (جبهة النصرة) يمكن أن ينفكوا عنها بحال اقتنعوا أنها ستكون هدفاً مباشراً لسلاح طيران البلدين، وحين وجود بديل عن الجبهة يقدّم لهم السلاح والذخيرة والمشروع الثوري العسكري ـ السياسي المناسب"، وفق توضيحها.

وتابعت المصادر "لكن الولايات المتحدة مترددة في هذا التعاون فهي تريد أن تكون غرفة القيادة والتوجيه تحت إشرافها لضمان عدم استهداف الروس لفصائل المعارضة الأخرى بحجة محاربة جبهة النصرة، كما تريد أن تراقب عن قرب وبدقة كل التحركات العسكرية المرافقة لهذه الحملة العسكرية لنفس السبب، ولا تريد لروسيا أن تستغل التعاون الجزئي هذا لتحقيق أي خطوات داعمة للنظام السوري".

شراكة عسكرية في روسيا

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترحت على روسيا "شراكة عسكرية جديدة في سوريا" مضيفة أن الحديث يدور عن تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في مكافحة المتطرفين مقابل عدم استهداف الجيش السوري للمجموعات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة.

فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف يوم الخميس الماضي، إن موسكو مستعدة لدراسة مقترح من الولايات المتحدة حول إبرام اتفاقية للتعاون العسكري في سوريا ولكنها لم تتبلغ رسميا ذلك.

الا أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر شكك في إمكانية نجاح اتفاق تعاون عسكري مرتقب مع روسيا بشأن سوريا معربا عن استعداد واشنطن للتعاون مع موسكو في هذا الخصوص بشرط "التزام الأخيرة بالتوجه الصحيح" دون أن يوضح طبيعة هذا التوجه .

وكانت موسكو وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاق "وقف إطلاق النار" في سوريا والذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي ، واستثني كل من تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" من اتفاق وقف "الأعمال القتالية" في سوريا.