فيما يقضي الرئيس العراقي فؤاد معصوم وعدد من مستشاريه إجازاتهم في لندن حاليا، دون ان يقطعوها ويعودوا الى بلدهم إثر التفجيرات الاخيرة في بغداد والخسائر الفادحة في الأرواح التي سببتها، اعتذر اليوم عن الاحتفاء بالعيد في العراق .. بينما اعلن جهاز المخابرات عن إحباط مخطط لداعش يستهدف تفجير الاماكن العامة في وقت تم اليوم تنفيذ حكم الاعدام بخمسة مدانين بالإرهاب.

إيلاف من بغداد: فيما يعيش العراق حالة الحداد التام لمدة ثلاثة ايام حزنا على حوالى 350 قتيلا وجريحا أصيبوا بانفجار شاحنة تنظيم داعش الملغمة في منطقة الكرادة في وسط العاصمة فإن الرئيس العراقي آثر عدم قطع اجازته والعودة الى العراق ليكون بين ابناء شعبه ليواسيهم بهذه الفاجعة ويبحث مع كبار المسؤولين وخاصة القادة الامنيين منهم سبل معالجة وسد الثغرات امام الخروقات الامنية التي تسبب حصد ارواح العراقيين.

وعبر عراقيون اتصلت بهم "إيلاف" عن خيبة أملهم من عدم قطع الرئيس العراقي ومستشاريه لإجازاتهم التي يقضونها في لندن خلال شهر رمضان بعيدا عن قيظ العراق الذي تخطت فيه درجات الحرارة 51 مئوية مع فقدان الطاقة الكهربائية فيما هم يتمتعون باجواء الانكليز الباردة. واشاروا الى انه كان على الرئيس احترام مشاعر العراقيين وخاصة ذوي ضحايا الارهاب وهم بالمئات ليكون بينهم وليشعروا ان من يتولون مسؤولياتهم حريصون على امنهم وحياتهم.

واكتفى معصوم بتوجيه كلمة الى شعبه يعلن فيها اعتذاره عن الاحتفاء بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وذلك "اكراما لشهداء وجرحى التفجيرات الارهابية الاجرامية التي طالت مواطنين عزّلا وآخرها جريمة التفجيرات في منطقتي الكرادة والشعب في بغداد". لكنه شدد على ضرورة اتخاذ اجراءات استثنائية لملاحقة ذئاب الارهاب التائهة وخلاياه النائمة في كل مكان داعيا السلطة التشريعية الى استئناف اجتماعاتها المعتادة بعد عطلة العيد مباشرة ودون أدنى تأجيل. &

وقال معصوم في كلمته التي اطلعت "إيلاف" على نصها "كنا ننتظر ان يحل عيد الفطر المبارك وشعبنا العراقي الكريم ينعم بالخير واليمن والبركة هذا العام… لكن العصابات الارهابية أبت الا ان تعلن من جديد عن بشاعة حقدها على شعبنا عبر تنفيذ عدة تفجيرات ارهابية آثمة طالت ابناءنا المواطنين العزل &كان آخرها التفجيرات في منطقتي الكرادة والشعب في بغداد والتي ذهبت ضحيتها كوكبة غالية من الشهداء واخرى من الجرحى الابرياء الذين خرجوا للتبضع استعدادا للعيد فضلا عن تدمير المساجد والاسواق والممتلكات".&

وقال: "لذا نعلن اعتذارنا عن الاحتفاء بعيد الفطر المبارك لهذا العام حدادا على الشهداء وإكراما للجرحى الذين سقطوا نتيجة التفجيرات الارهابية الاجرامية تلك".. مطالبا السلطات الامنية باتخاذ اقصى درجات اليقظة واتخاذ اجراءات استثنائية لملاحقة ذئاب الارهاب التائهة وخلاياه النائمة في كل مكان .. داعيا السلطة التشريعية (البرلمان) الى استئناف اجتماعاتها المعتادة بعد عطلة العيد مباشرة لممارسة واجباتها الرقابية والتشريعية ودون ادنى تأجيل.

وشهدت منطقة الكرادة وسط بغداد امس تفجيرا هو الاعنف هذا العام اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه وراح ضحيته 213 قتيلا واصابة 220 آخرين فضلا عن احتراق عدد من المحال التجارية والسيارات القريبة من موقع الحادث الامر الذي دفع الحكومة لإعلان الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام.

عمليات اعدام&

أعلنت وزارة العدل العراقية اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق خمسة مدانين وأشارت الى وجود نحو ثلاثة آلاف محكوم بالإعدام في سجونها لم تصدر بحقهم مراسيم جمهورية.&

وفي وقت سابق اليوم اعلن في بغداد اليوم ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد امر وزارة العدل بتنفيذ احكام الاعدام بمجموعة من المدانين بالإرهاب.

وقال مصدر في مكتب العبادي قوله ان رئيس الوزراء أمر وزارة العدل بتنفيذ احكام الاعدام بمجموعة من الارهابيين المحكومين بهذه الاحكام من الارهابيين فورا &.

ومن جهتها أعلنت وزارة العدل اليوم عزمها تنفيذ احكام الاعدام "بحق مجموعة من المجرمين ضمن قانون مكافحة الارهاب في القريب العاجل" كما قالت في بيان اطلعت عليه "إيلاف" اليوم. &

وكانت السلطات العراقية قد اعلنت في 20 من الشهر الماضي عن تنفيذ حكم الاعدام باثني عشر مدانا بالارهاب كاشفة عن وجود 9 الاف معتقل بتهم ارهابية في سجونها بينهم 200 يحملون جنسيات عربية وأجنبية. واكد وزير العدل العراقي حيدر الزاملي خلال مؤتمر صحافي مضيّ وزارته بتنفيذ القصاص العادل بحق الارهابيين كاشفا عن تنفيذ حكم الاعدام بحق 12 مدناً بجرائم ارهابية .

وفي العاشر من مايو الماضي أعلن في بغداد عن مصادقة الرئيس العراقي فؤاد معصوم على مجموعة رابعة من أحكام الإعدام بجرائم إرهابية وجنائية تمهيدًا لقيام وزارة العدل بتنفيذها. وقال خالد شواني الناطق باسم رئاسة الجمهورية العراقية ان مصادقة الرئيس معصوم على مجموعة جديدة من أحكام الإعدام قد جاءت بعد دراسة ملفات المدانين من اللجنة القانونية الخاصة.. موضحًا أنّ المشمولين بالمصادقة على أحكامهم مدانون بارتكاب جرائم إرهابية وجنائية خطيرة استهدفت حياة مواطنين أبرياء من دون ذكر عدد المشمولين بالمصادقة التي كانت معلومات أشارت سابقًا إلى وجود 500 حكم بالإعدام لم يتم المصادقة عليها بعد.

احباط مخطط لداعش&

اعلن في بغداد اليوم عن احباط مخطط لتنظيم داعش اطلق عليه "غزوة رمضان" كان يستهدف تفجير المساجد والكنائس والاسواق ومختلف الاماكن العامة في بغداد وعدد من المحافظات الاخرى.

وأكد جهاز المخابرات الوطني اعتقال 40 عنصراً من مختلف قيادات تنظيم داعش في مناطق متفرقة من بغداد ومحافظتي ديالى وبابل كانوا يخططون لتنفيذ هجمات "غزوة رمضان" لاستهداف الاماكن العامة بالتفجيرات.

وقال الجهاز في بيان اليوم انه نفذ عملية استخبارية متقدمة اطلق عليها "الصقر الخاطف" وذلك بالتنسيق مع محكمة التحقيق المركزية وقيادات عمليات بغداد وديالى وبابل حيث تم تفكيك الخلايا الارهابية التي تخطط لعمليات ارهابية واعتقال 40 ارهابيا من مختلف المستويات القيادية .&

وأضاف ان خلايا داعش "حاولت استغلال بعض الثغرات الامنية والقيام بعمليات إرهابية الا ان يقظة ضباط جهاز المخابرات الوطني ومنتسبيه وبالتعاون مع المواطنين احبطت تلك العمليات الجبانة وحفظت ارواح العراقيين وممتلكاتهم ومنها استهداف التجمعات المدنية كالاسواق والجوامع والحسينيات والكنائس في محافظتي بغداد وديالى".

ودعا جهاز المخابرات المواطنين إلى التعاون مع الاجهزة المختصة بالابلاغ عن هذه العناصر "الشاذة" التي تستهدف المواطنين .

وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق قالت الجمعة الماضي ان رمضان العراق هذا العام تحول الى استهداف من قبل الارهابيين الذين نفذوا عمليات قتل شهدتها الأسواق والمساجد وأماكن تجمع المواطنين بهدف إيقاع أكثر ما يمكنهم من الخسائر في صفوفهم المدنيين اضافة الى نزوح عشرات الاف العراقيين الذين اضطروا للهرب من ديارهم نتيجة القتال حيث قتل واصيب 2119 عراقيا خلال شهر يونيو الماضي وحده.
&
&