فيما قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استقالة وزير الداخلية فقد اتهم الصدر الوزير بالعمل لأجندات سياسية خارجية.. بينما دعت منظمات وقوى اوروبية ومحلية الحكومة العراقية الى عدم السماح لعملاء المخابرات الإيرانية بتنفيذ المزيد من الهجمات ومهمات الاستطلاع والمراقبة في مخيم ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في بغداد.&

إيلاف من بغداد: هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزير الداخلية محمد سالم الغبان بالارتباط بسياسات خارجية اجنبية . واكد الصدر في بيان مقتضب ان الوزير يمثل اجندة سياسية خارجية ولا يعلم بمتطلبات الشعب ولا يحس بمعاناتهم". واضاف "لنا وقفة سياسية معه ولذا على مسؤوليه كبح جماحه".

والغبان قيادي في منظمة بدر الشيعية التي يتزعمها هادي العامري نائب القائد العام للحشد الشعبي .. وبدر احد فصائل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي العدو اللدود للصدر. لكن الصدر لم يوضح الجهة الاجنبية التي يرتبط بها وزير الداخلية.

ومن جهته قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم استقالة الغبان من منصبه على خلفية تفجير الكرادة وسط بغداد والذي ذهب ضحيته مئات العراقيين بين قتيل وجريح.&

وكان الوزير اعلن امس استقالته من منصبه موجها انتقادات حادة لاداء الاجهزة الامنية التي قال ان الدولة قد فشلت في تنظيمها منوها بأن التصدي للارهاب يتم بخطط بالية. &قال خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارته في بغداد "قدمت استقالتي من منصبي الى رئيس الوزراء حيدر العبادي" مبديا استعداده للمثول أمام القضاء في حال ثبت تقصيره بعمله. &

واشار الى وجود تداخل في الصلاحيات وتقاطعات بين الاجهزة الامنية منتقدا التصدي للإرهاب بخطط وصفها بالبالية على الرغم من إنفاق اموال طائلة على الملف الامني .مؤكدا فشل الدولة تنظيم عمل الاجهزة الامنية. وحذر أن معاناة الشعب العراقي ستستمر اذا بقي هذا التقاطع بين الاجهزة الامنية.

وكان العبادي قد اصدر الاحد الماضي اوامر بتعزيز وإعادة النظر بخطط حماية العاصمة باستخدام طائرات الاستطلاع واجهزة كشف المتفجرات والاستعانة بقوات ردع مسنودة بجهد استخباري. وأمر&باستكمال وانجاز حزام بغداد الامني وتكثيف الاستطلاع الجوي والجهد الاستخباري فوق العاصمة والمناطق المحيطة لكشف حواضن الارهاب .. اضافة الى منع استخدام جهاز الهاتف النقال من قبل الاجهزة الامنية عند الحواجز واعادة تنظيم السيطرات والحواجز الامنية بما يخفف على المواطنين والاستعانة بقوات ردع مسنودة بجهد استخباري .

وقد قتل واصيب 348 عراقيا مدنيا جراء تفجير شاحنة يقودها انتحاري في منطقة الكرادة وسط بغداد فجر الاحد الماضي حيث تبنى تنظيم داعش للانفجار قائلا إن أحد مقاتليه نفذ الهجوم مستهدفا تجمعا للشيعة بحسب ما نقل موقع "سايت" الأميركي المتخصص بمواقع الجماعات الاسلامية المسلحة المتطرفة.

وعادة ما تتعرض منطقة الكرادة التجارية وسط بغداد وتقطنها غالبية شيعية لتفجيرات بين الحين والاخر تؤدي الى مصرع العشرات من المواطنين الذين تكتظ بهم مراكزها التجارية عادة حيث يبدو ان تنظيم داعش قد اختار ارتكاب جريمته لدى قيام حشود من الناس بالتبضع مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.

مهاجمة ليبرتي

دعت منظمات وقوى اوروبية ومحلية الحكومة العراقية الى عدم السماح لعملاء المخابرات الإيرانية بتنفيذ المزيد من الهجمات ومهمات الاستطلاع والمراقبة في مخيم ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في بغداد.

واشارت المنظمة الاوروبية لحرية العراق في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" اليوم الاربعاء الى انه في هجوم غاشم وغير مبرر على اللاجئين الإيرانيين العزل في مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد أطلقت أكثر من 50 صاروخا مساء الاثنين الماضي في مجمع داخل المنطقة الأمنية في محيط المخيم والتي تسيطر عليها الحكومة. أكثر من 40 ساكنا بينهم 14 امرأة، اصيبوا بجروح خطيرة ودمرت أجزاء كبيرة من المخيم.

وطالب إسترون إستيفنسون رئيس المنظمة باتخاذ إجراءات فورية من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة لحماية السكان وتسريع إعادة توطينهم في البلدان الأوروبية. &وقال "انه كان هجوما رهيبا وجبانا. ولكني مضطر أن أسأل، فعلا ماذا تفعل الأمم المتحدة والولايات المتحدة على أرض الواقع ؟ في حين أنهم أعطوا مرارا ضمانات خطية بشأن سلامة وأمن السكان ، انهم التزموا الصمت، ولم يفعلوا شيئا في حين عملاء النظام الإيراني، بتواطؤ كامل من الحكومة العراقية، قاموا بعمليات رصد ومراقبة متكررة للمخيم، بحجة كونها أفراد عوائل اللاجئين، في حين أنهم في الحقيقة أطلقوا السب على السكان والتقطوا صورا تفصيلية للتخطيط ضد المخيم.

واوضح قائلا "حذرنا مرارا وتكرارا أن هذا كان تمهيدا واضحا لهجوم صاروخي آخر كما شهدنا هذا قد حدث مرارا وتكرارا في الماضي عندما قتل العشرات من سكان مخيم أشرف وثم مخيم ليبرتي بوحشية &وعلى الرغم من ذلك لم تفعل الأمم المتحدة والولايات المتحدة شيئا."

واضافت المنظمة انه "في الأيام الـ 8 الماضية فرضت الحكومة العراقية الحصار على الغذاء والوقود والأدوية مرة أخرى على سكان المخيم الذي يأوي حوالى الفين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة بناء على أوامر من داعميها الايرانيين. &واضافت ان هذا الحصار تسبب بمعاناة لا توصف للسكان خلال رمضان في حين درجات الحرارة قد ارتفعت إلى أكثر من 50 درجة مئوية وليس لديهم مواد غذائية طازجة ولا سبيل لهم لتجهيزهم بالوقود للمولدات لتوفير التبريد والتهوية وتأمين الأدوية الحيوية للمرضى.

وطالبت المنظمة الأمم المتحدة والسفارة الاميركية في بغداد بالتدخل الفوري لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة وضمان سلامة وأمن المخيم حتى نقل آخر شخص جوا بأمان.. مشددة على انه يجب على الامم المتحدة والولايات المتحدة أن تطالبا على الفور الحكومة العراقية بوقف أي تدابير قمعية أخرى ضد سكان المخيم ولاسيما منع دخول شاحنات الوقود والغذاء والدواء والخدمات إلى المخيم &.. كما انه يتطلب من الحكومة العراقية ألا تسمح لعملاء المخابرات الإيرانية (وزارة المخابرات) تحت أي ذريعة كانت بتنفيذ المزيد من مهمات الاستطلاع والمراقبة في مخيم ليبرتي.

تحالف القوى

ومن جهته اعتبر تحالف القوى العراقية قصف مخيم ليبرتي إساءة لهيبة الدولة وطالب الحكومة بفتح تحقيق "جدي في الموضوع.

وقال التحالف في بيان اليوم، إن "الإرهاب ليس له وجهان بل وجه واحد يتمثل باستخدام السلاح خارج سيطرة الدولة التي لها وحدها حق احتكاره، ومن هنا ندين الهجوم الصاروخي الواسع الذي استهدف معسكر ليبرتي ومحيط مطار بغداد حيث سقط جراءه عدد من الجرحى من منتسبي الشرطة ومن اللاجئين السياسيين من منظمة مجاهدي خلق والموجودين في المعسكر بموجب اتفاقية رسمية بين الحكومة العراقية والامم المتحدة".

وأضاف التحالف أن "هذا العدوان ليس الأول الذي يتعرض له المعسكر وبنفس الوسيلة ومن ذات المكان، ومع ذلك لم تقم الجهة الامنية بتحديد من يقف خلفه مما يثير اكثر من علامة استفهام".. مشيرا الى أن "أعمالا مثل هذه انما تسيء لهيبة الدولة وتؤثر سلبا في سمعة العراق في المجتمع الدولي ويؤشر عدم الالتزام بالتعهدات الدولية ما يدفعنا لمطالبة الحكومة بفتح تحقيق جدي بالموضوع وتقديم الجناة للعدالة".

وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت الاثنين الماضي عن سقوط صواريخ على معسكر ليبرتي غربي العاصمة بغداد في واحد من هجومات صاروخية مماثلة تعرض لها المخيم على مدى السنوات الثلاث الماضية واعلنت ميليشيات مسلحة عراقية موالية لايران مسؤوليتها عنها.