إيلاف من برلين: أصبحت ألمانيا الرابعة عالمياً من الدول المتقدمة في إنتاج الطاقة البديلة، ولا ينافسها في هذا المجال غير البلدان الإسكندنافية. ووضعت الحكومة الألمانية برنامجاً طموحاً لرفع نسبة الطاقة البديلة المنتجة في البلد إلى 53% &من مجموع الطاقة المنتجة حتى العام 2020.&

إلا أن المشكلة هي أن ألمانيا تتطور باتجاه إنتاج الكهرباء بالطرق البديلة، لكن اهتمامها بمصادر إنتاج الطاقة البديلة اللازمة للتدفئة يتلكأ. وقدرت دائرة البيئة الإتحادية تقنيات إنتاج التدفئة من الطاقة البديلة 13% من مجموع تقنيات الطاقة البديلة المنتجة.

هنا تود شركة "أنظمة الطاقة" البرلينية أن تدلو بدلوها في مجال إنتاج الطاقة الحرارية البديلة اللازمة للتدفئة. ويفترض أن الطبقة الصناعية الرقيقة، والمرنة، التي أنتجتها الشركة تنتج الحرارة من طاقة كهربائية ضئيلة جداً، تحفظ الحرارة فيها مساء وتطلقها نهاراً. والأهم أنها تصلح للبيوت التي تستخدم خلايا السولار على السطح لإنتاج الكهرباء، لأن الطبقة الرقيقة "اليكترا" تحول الكهرباء مباشرة إلى طاقة حرارية.

وذكر روبرت كراسن مدير الشركة، أن الطبقة تتألف من مزيج من المواد الكربونية والمواد الصناعية والمواد الرابطة. وتضمن الطبقة إنتاج الحرارة بشكل متساوٍ منها، كما أنها لا تتأثر بالمواد التي تلصق عليها(مثل ورق الجدران) أو المواد التي توضع عليها مثل قطع الأثاث. ويمكن إنتاجها بأحجام مختلفة وقدرات حرارية مختلفة بحسب الطلب.

أقصى طاقة حرارية خلال 30-60 ثانية

تقل سماكة طبقة "اليكترا" عن مليمتر واحد، وتحتاج إلى 30-60 ثانية أكثر كي ترتفع حرارتها إلى 32 درجة، التي ثبت أنها المثالية لتدفئة الغرف بدرجة تتراوح بين 22-23 مئوية. والمهم هنا أن اليكترا لا تحتاج سوى إلى 36 فولتاً كي تنتج الحرارة بهذه الطاقة، وهذا اقتصاد كبير بالطاقة.

تحتوي الطبقة على شبكة منتظمة من الأسلاك الدقيقة التي تشبه الأوعية الدموية الشعرية في بشرة الإنسان. ويمكن للزبون شراء الطبقة جاهزة مع الأسلاك داخلها، أو أن يشتري الطبقة الرقيقة المحتوية على الإسلاك فقط كي يلصقها لاحقاً على الورق أو على الأرض. يمكن بعد ذلك ربط ورق الجدران بالتوصيلة الكهربائية، ولا وجود لخطر صعقات كهربائية لأن الأسلاك معزولة، وهي تعمل بكهربائية خفيفة جداً.

ويمكن القول إن اليكترا، من الناحية العملية، أصلح للصق على السقوف لعدم وجود قطع أثاث تعيقها أو تحجب حرارتها، أو ربما على الجدران، لكنها أفضل ما تكون تحت الأرضية، لأن الهواء الحار يصعد إلى الأعلى بحسب المعارف العلمية.

مناسبة للبيوت القديمة أيضاً

إن مشكلة أنظمة التدفئة الحديثة هي أنها تصلح في غالب الأحيان في بناء البيوت الجديدة، لأن كلفة تحويل أنظمة تدفئة البيوت القديمة مكلفة جداً. هذا في حين يمكن استخدام اليكترا في كافة البيوت، القديمة والحديثة، ويمكن استغلال ترميم المنازل العتيقة للصق اليكترا على جدرانها أو تحت أرضياتها.

والجدير بالذكر، تكلفة استخدام طبقات اليكترا الرقيقة لتدفئة البيت من خلال الجدران باهظة نسبياً، فالمتر المربع منها يكلف نحو 100 يورو، لكن الشركة تأمل بخفض هذا السعر عند دخول مرحلة الإنتاج الكبير.

وهذا يعني أن المواطن سيحتاج إلى 7000 يورو كي يغطي جدران غرف بيت مساحته 70 متراً بورق جدران اليكترا. لكنه سيسترجع هذه الكلفة، وفق تقديرات الشركة، خلال وقت قصير، لأن أنظمة التدفئة البديلة الشائعة اليوم تستهلك 2,2 يومياً لتدفئة المتر المكعب من البيت طوال شهر، في حين أن اليكترا تستهلك نصف هذا المبلغ فقط.

نال المخترعان روبرت كراس (43) وساشا بوركر (43) براءة اختراع رقائق اليكترا قبل أشهر، ولكن بشكل ورق جدران فقط، وعملا على تطوير الورق إلى طبقة ثابتة تصلح للأرضيات أيضاً. وهي لفائف لا تختلف عن ورق الجدران الإعتيادي من ناحية السمك، غير أنها قابلة للتلوين بمختلف أنواع دهان الجدران المعروفة. ووجد روبرت كراس في ورق جدران اليكترا أفضل حل لمشكلة تدفئة مخيمات اللاجئين والبيوت الموقتة التي أقيمت لهم على عجل. &ومن المعروف أن عشرات الآلاف من اللاجئين تم اسكانهم في ألمانيا، مع حلول فصل الشتاء، في مساكن موقتة لا تتوفر فيها تدفئة كافية.