يشكّل استقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لرئيس الحكومة اللبناني تمام سلام جرعة دعم جديدة للبنان، ويكتسب هذا اللقاء أهميّة خاصة في تعزيز العلاقات بين لبنان والسعودية.

إيلاف من بيروت: يكتسب إستقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لرئيس الحكومة اللبناني تمام سلام أهميّة خاصة، لأنه أوّل لقاء لهما منذ انفجار الأزمة بين الرياض وبيروت قبل نحو 5 أشهر، على خلفية موقف وزارة الخارجية اللبنانية من الهجوم على سفارة المملكة في ايران، وهو ما ردّت عليه السعودية معتبرةً أن "حزب الله" يصادر إرادة الدولة اللبنانية، ومعلنةً مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان كان أول الغيث فيها تعليق هبة الأربعة مليارات دولار لتسليح الجيش من فرنسا وتجهيز القوى الأمنيّة.

دعم السعودية

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب أمين وهبي في حديثه لـ"إيلاف" أن المملكة العربية السعودية كانت دائمًا في موقع دعم المؤسسات اللبنانية والدستورية ودعم الدولة اللبنانية ككل، التي تمثل كل اللبنانيين، واستقبال خادم الحرمين الشريفين لرئيس الحكومة اللبناني يبقى تأكيدًا جديدًا على أن المملكة العربية السعودية على مسافة واحدة من كل اللبنانيين، وهي مع خيار الدولة اللبنانية ودعم المؤسسات، والأمر ليس بجديد من المملكة العربية السعودية، ويبقى الإستقبال جرعة دعم جديدة للبنان، من قبل المملكة العربية السعودية التي لم تتخلَّ عن دورها العربي في دعم كل الدول العربية وبالأخص لبنان.

الهبة للجيش

هل يُترجم هذا اللقاء بعودة الهبة السعودية إلى الجيش اللبناني؟ يجيب وهبي أن الأمل يبقى في أن تعود الهبة المالية إلى الجيش اللبناني، والمملكة العربية السعودية لم تكن أبدًا بعيدة عن دعم المؤسسات اللبنانية، السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين خيارها دائمًا دعم اللبنانيين، والدولة اللبنانية والمؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني، ويتمنى وهبي على بقية اللبنانيين بمن استسهلوا أن يتناولوا أو أن يتطاولوا على السعودية أن يعودوا إلى رشدهم ويقدموا المصالح الوطنية على ما سواها من ارتباطاتهم الخارجية، أما في ما يخص الهبة للجيش اللبناني، فهذه قضية نتمنى ان تبقى للمعالجة، ويعتقد وهبي أنه عندما ترى السعودية أن بعض الناس عادوا إلى رشدهم وتوازنهم في لبنان، لن تكون بعيدة عن دعم الجيش اللبناني.

تحذير الرعايا

هل تعود دول الخليج عن تحذير رعاياها بالمجيء إلى لبنان؟ يؤكد وهبي أن الأمر متوقف على اللبنانيين وكم يستطيعون أن يقدموا لبنان كدولة صديقة لكل الدول العربية، ولبنان له في قلوب كل العرب مكانة خاصة، والمطلوب منا كلبنانيين أن نعطي الصورة الجميلة عن وطننا، والصورة المطمئنة عنه، ساعتئذ، سنجد كل الأخوة العرب في ربوع لبنان.

العاملون في الخليج

هل يساهم هذا اللقاء بدعم اللبنانيين العاملين في الخليج؟ يرى وهبي أن لا خطر يهدد بقاء هؤلاء في الخليج، كان هناك خطر في بعض المرات على أي مواطن لبناني ربما يسمح لنفسه ألا يحترم أمن الخليج ويتطاول على القوانين هناك، وكل الدول العربية أكدت أن ليس هناك استهداف للبنانيين في الخليج، ولكن هناك سياسة حفظ للقوانين الداخلية، وحتمًا هذه الزيارة واستقبال خادم الحرمين الشريفين لرئيس الحكومة تبقى مطمئنة للبنانيين بأن الأمور عادت إلى سابق عهدها، والأمور تسير باتجاه التحسن، وهذا ينعكس إيجابيًا على الحالة النفسية للمغتربين اللبنانيين وعلى العلاقة مع المجتمعات التي تستضيفهم، ولكن كل مرة كانت دول الخليج تؤكد أنها لا تستهدف اللبناني كلبناني بل ترحّب به، انما تهدف إلى حفظ أمنها الداخلي.

وردًا على سؤال بعد استقبال الملك السعودي لرئيس الحكومة اللبناني، هل نشهد تحسنًا بالعلاقات اللبنانية الخليجية ككل؟ يؤكد وهبي أن هذا الاستقبال يساهم في ذلك، وأي تحسن لعلاقة لبنان بأي دولة خليجية ينعكس على تحسن العلاقة مع كل دول الخليج.

أما كيف يساهم تحسن العلاقات اللبنانية الخليجية بانعاش الاقتصاد اللبناني، يرى وهبي أن ذلك نلمسه في عودة المستثمرين والسياح والثقة بلبنان، ما يساهم في زيادة نسبة النمو وفرص العمل وزيادة نسبة الاستثمار في لبنان.