عبد الإله مجيد

توصلت دراسة جديدة الى ان تيتان، أكبر اقمار الكوكب زحل، يحوي جميع العناصر الكيمياوية التي من الممكن ان تتحد لبناء حياة شبيهة بالحياة التي نعرفها على كوكب الأرض٫ وتصف وكالة الفضاء الاميركية القمر تيتان بأنه من أقرب العوالم التي تم اكتشافها الى حد الأن الى الكرة الأرضية.

وقال مارتن رام رئيس فريق الباحثين الذين اجروا الدراسة في جامعة كورنويل الاميركية "نحن معتادون على ظروفنا هنا في الأرض وخبرتنا العلمية هي بدرجة حرارة الغرفة وظروف بيئتنا ولكن تيتان جرم مختلف تماماً وبالتالي إذا فكرنا بمفردات بيولوجية لن نتوصل الى نتيجة".

البديل عن الماء

ومن اسباب عدم اهتمام العلماء بالقمر تيتان كثرة احتوائه على سيانيد الهيدروجين السام الذي يتكون حين تضرب اشعة الشمس الغلاف الجوي الضبابي٫ ولكن العلماء في جامعة كورنيل اظهروا ان سيانيد الهيدروجين يمكن ان يتفاعل مع بعض الجزيئات الموجودة في تيتان لانتاج سلاسل جزيئة أو بوليمترات ومن ضمنها مادة البوليمين التي من الممكن ان تقوم بدور البديل عن الماء الذي يسرّع التفاعلات الكيميائية بين الجزيئات البسيطة لأنها تمتص الطاقة الضوئية والحرارية اللازمة لإحداث هذه التفاعلات. 

وقد تصبح مادة البوليمين اساس الحياة في تيتان بدلا من الماء لقدرتها على بناء سلاسل لا تنتهي من الجزيئات٫ وقال رام ان هذه الدراسة تشير الى ان الشروط اللازمة لحدوث عمليات تؤدي الى شكل من أشكال الحياة موجودة في تيتان ولكن هذه هي الخطوة الأولى٫ وعلى هذا الأساس يرى رام واعضاء فريقه انهم تمكنوا من إيجاد مفتاح نشوء الحياة في تيتان٫ ولا يعني هذا بالطبع ان هناك حياة في بحيرات تيتان الناشئة ولكن هذا الاكتشاف يدفعهم الى مواصلة البحث. 

الدقة خشية التلويث

وكان المسباران كاسيني وهيغينز اتاحا للعلماء القاء نظرة مثيرة على تيتان وجمع كنز من المعلومات عن غلافه الضبابي الكثيف ولكن ارسال مسبار الى سطحه يمكن ان يكشف للعلماء بدقة ما يجري من عمليات قد تؤدي الى نشوء حياة قريبة بتلك الموجودة على كوكب الأرض٫ ويحذر العلماء قائلين ان العملية يجب ان تكون بمنتهى الدقة خشية تلويث أي حياة ميكروبية قد تكون موجودة بانزال مثل هذه المسبار على سطح تيتان٫ وخلاصة القول بعد الاكتشاف الجديد ان البحث عن حياة في قمر آخر على الأقل سيبدأ قريبا. 

اعداد ايلاف المادة عن صحيفة واشنطن بوست

المادة الأصل هنا