أميرة حمادة من بيروت:&تتواصل التعليقات والتحليلات على تقرير رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في ظروف وملابسات التدخل البريطاني في حرب العراق عام 2003 جون شيلكوت٫ وكان آخرها ما صدر عن النائب اللبناني وليد جنبلاط الذي وصف التقرير بالخفيف والغامض في ما يتعلق "بأكاذيب" توني بلير.

ولفت جنبلاط في رسالة وجهها الى الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك أن التقرير لا يبالي تقريباً بتدمير العراق والجرائم الجماعية التي ارتكبتها&القوات البريطانية والأميركية والكتائب العسكرية الأخرى بالشعب العراقي خلال الغزو السيئ السمعة لهذا البلد.

وأضاف:” يجب الإنتباه أن لا ينتهي بنا الأمر مدافعين عن صدام حسين الذي يجب أن توضع حوله العديد من تقارير «شيلكوت»، حول جرائمه ضد الشعب العراقي ولاحقاً السنوات الثماني من حربه ضد ايران٫ وشدد على أن الحرب وفرت سوقًا هائلة&للأسلحة بما فيها الأسلحة الكيميائية من بريطانيا وكميات ضخمة من جميع أنواع المواد القاتلة وصلت مما يسمّى الدول العربية والغربية «الخيرية» ووصفها بمثيري الشغب والقراصنة. ووصف توني بلير وصدام حسين على انهما ليسا سوى وجهين لعملة وسخة واحدة.

سوريا وتشيلكوت

وبالحديث عن سوريا، قال جنبلاط:” دعني أذكّرك روبرت أنه منذ اليوم الأول للانتفاضة السلمية للشعب السوري، لم يتوقف بشار عن إطلاق النار على المتظاهرين، مشيراً إليهم في جميع خطبه بالارهابيين٫ واستمرت الانتفاضة السلمية لأكثر من ستة أشهر قبل أن تبدأ المواجهة المسلحة الحتمية”٫ وأضاف:” اليوم نحن في العام السادس٫ وحتى في تلك الفترة، جاءت وساطة الجامعة العربية والأمم المتحدة مع كوفي أنان ثم الأخضر الابراهيمي، في محاولة للتأسيس لحل سياسي، غير أن بشار تجنّب أي مقاربة سياسية مما أفشل جميع المبادرات”.

وعن مهمة دي ميستورا الفعلية، قال جنبلاط إنها مزحة ثقيلة:” إنها شبيهة بالرقص مع الذئاب، مع استمرار معزوفات "الكاتيوشا"&و"السوخوي"&فوق ركام المدن المدمّرة وأشلاء الأجساد الممزقة".

تجنيب الشعب السوري المعاناة

ويعتقد جنبلاط ان الجميع بحاجة الى تقارير شيلكوت إضافية٫ لكنه أضاف:” انها قد تكون مثل هذا التقرير مملة وغير مفيدة”.

وسأل في نهاية الرسالة:” لماذا وجدت كل تلك الجهود أو المبادرات أو الأفعال، أو مهما كانت التسميات التي تطلقها عليها، لماذا وجدت فقط لإبقاء بشار في السلطة، ولم يفعل أي شيء لتجنيب الشعب السوري هذه المعاناة الهائلة، وتجنيب سوريا هذا المصير الرهيب؟”.