إيلاف من بيروت: إنّ علاقة الحقد المرير التي دامت 25 سنة بين مارغريت تاتشر وادوارد هيث المعروف بـ "عبوسه العجيب" تشكّل مادة دسمة لأسطورة سياسية.

ولكن، تمّ إعلام الـ "بي بي سي" أنّ البارونة تاتشر اعتبرت في نهاية المطاف سلفها في رئاسة حزب المحافظين "أحد أعظم رؤساء الوزراء في بريطانيا". وقد أعلن عن هذا الخبر المفاجئ في برنامج :Archive Hour في حلقة عن لغز هيث Heath Enigma على راديو بي بي سي 4 بمناسبة الذكرى 100 لولادة هيث. 

تاريخ علاقة هيث وتاتشر

تولت مارغريت تاتشر منصب وزيرة الدولة للتعليم والعلوم في حكومة هيث بين العامين 1970 و1974. وعلى الرغم من تباعدهما المستمر، كانا يتشاركان التزاماً بسياسات السوق الحرّة. 

وابتداء من العام 1972، بدأت الحكومة تغيّر مسارها. فنظّم عمّال المناجم إضراباً هدّد إمدادات الفحم لمحطات الطاقة، ثم أدّت الحرب في الشرق الأوسط إلى ارتفاع شديد في أسعار النفط، ما غذّى التضخّم المالي. لكنّ هيث الذي لم يكن قد نسي ذكريات الحرب بعد، رفض أي مواجهة مع العمال، كما أنّه لم يرد رؤية البطالة ترتفع لكبح جماح التضخم لا سيما أنّه عاش في فترة الكساد الكبير في الـعام 1930. عوضاً عن ذلك، أعاد إحياء دور الدولة في مراقبة الأسعار والمدفوعات.

وبعد أن فقد المحافظون السلطة في فبراير 1974، كانت السيدة تاتشر من بين كبار الحزب الذين اعتبروا أنّ هيث ارتكب غلطة في التنازلات التي قدّمها، وفي السنة التالية نافسته على منصب رئاسة الحزب وربحت.

شجاعة كبيرة وصفات قيادية بارزة

وفي خطاب ألقته تاتشر في العام 2000 في خلال حفل عشاء خاص لقدامى حكومة هيث، تم نشره للمرة الأولى اليوم، قالت البارونة إنّ هيث "أظهر شجاعة كبيرة وصفات قيادية بارزة في ظروف شديدة الصعوبة". ومرّت مرور الكرام على سنوات العداء بينهما حول سياسات مكافحة التضخم ومواجهة عمّال المناجم والمواقف تجاه أوروبا قائلة: "لم نكن نتّفق على كل النقاط السياسية لكنّني كنت وما زلت فخورة بعضويّتي في حكومته...".

ترجمت "إيلاف" هذه المادة عن بي بي سي.

 الرابط الأصل من هنا