عاد الى بغداد من ايران عراب الحرب الطائفية في العراق، أو ما يلقب بـ"زرقاوي الشيعة"، وقد ظهر في منطقة الكرادة المنكوبة وسط بغداد خلال الساعات الاخيرة بين عدد من انصاره يلقي كلمة بين المئات من المتظاهرين الغاضبين، وهو يتوعد تنظيم داعش بالقصاص.

إيلاف من بغداد: القى ابو درع كلمة في المواطنين الغاضبين متوعدًا بالقصاص من تنظيم داعش لتفجيره المنطقة قبل ايام .. فيما كان مئات المواطنين حوله يهتفون "لبيك ياعلي". 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل صورًا وافلام فيديو اطلعت عليها "إيلاف" لـ ابو درع، وهو يشارك اهل الكراد مجالس عزائهم بضحايا التفجير الذي ضرب منطقتهم في الثالث من الشهر الحالي، وأدى الى مصرع واصابة 500 شخص من ابنائهم. 

واستغرب عراقيون كيفية ظهور ابو درع علنًا بين جموع الناس وهو مطلوب للعدالة العراقية وصدور امر رسمي بإلقاء القبض عليه ولزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي كان اصدر امرًا باحتجازه والتحقيق معه لانشقاقه عن تياره وارتكابه جرائم طائفية.

وقد اثارت عودة ابو درع الى بغداد مخاوف من تفجر قتال شيعي سني كان هو بطله بين عامي 2006 و2007، وذلك اثر التفجيرات التي نفذها تنظيم داعش خلال الايام القليلة الماضية ضد مراقد ومناطق شيعية في البلاد بهدف جرها الى حرب طائفية حذر منها القادة العراقيون ودعوا المواطنين الى الوحدة لافشال اهداف التنظيم.

زرقاوي الشيعة

وعادة ما يطلق على "ابو درع" وهو اسماعيل اللامي لقب "زرقاوي الشيعة" في اشارة الى ابو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الاميركية شمال بغداد في يونيو عام 2006. وكان "أبو درع" واحداً من اهم الشخصيات البارزة في جيش المهدي وسبق له أن تدرب في إيران تحت ستار زيارة العتبات المقدسة هناك وبعد عودته للعراق قاد فرقًا للموت.
وتشير معلومات "إيلاف" الى ان "ابو درع" ينتمي الى عشيرة بني لام العربية ويقطن اغلب افراد هذه العشيرة في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد)، وكان يعمل مساعد ضابط في الجيش العراقي في سلاح الدروع، ومن هنا كانت تسميته بابو درع وكان معروفًا في منطقته في مدينة الصدر في بغداد معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وليس له من التدين شيء ومسجلة له عدة دعاوى مشاجرات في مخافر الشرط. وقد هرب في عام 2000 من الجيش وتحول بعدها الى التدين وخصوصًا بعد مقتل رجل الدين محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى) وعند سقوط بغداد شارك ابو درع في عمليات النهب للادارات الحكومية والاسواق العامة.
وعند تشكيل جيش المهدي بعد سقوط النظام السابق عام 2003، عين ابو درع امرًا لاحدى سراياه في مدينة الصدر، وبعد انتهاء الاشتباكات التي جرت عام 2004 بين جيش المهدي والقوات الاميركية عين ابو درع في هيئة استخبارات خاصة بجيش المهدي وهذه الهيئة قامت بعمليات قتل منظمة ضد البعثيين وضباط الجيش والمخابرات السابقين، ثم تم ارساله الى إيران لغرض التدريب وبعد عودته الى العراق اصبح يقود عمليات قتل طائفي.

أبو درع خلال ظهوره في منطقة الكرادة اثر التفجير الدامي الذي ضربها

 

هرب الى ايران

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد كشف في عام 2011 عن ايواء إيران لأحد اخطر المسلحين المنشقين عن جيش المهدي التابع له، وأخطر مسلحي العنف الطائفي الذي ساد البلاد عام 2006 ويتهمه العراقيون بتنفيذ عمليات القتل الطائفي في العاصمة بغداد بين عامي 2006 و2007 .
وأكد الصدر وجود المطلوب "ابو درع" في إيران هرباً من مطالبته والسلطات العراقية له لمحاكمته عن الكثير من الجرائم، التي ارتكبها مسلحون "شيعة" ضد السكان السنة في احياء العاصمة العراقية بغداد بعد اندلاع العنف الطائفي الذي ساد البلاد اثر تفجير مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة مرقد الامامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء (120 كم شمال بغداد)، وادى الى سقوط آلاف الضحايا من العراقيين شيعة وسنة.
ويعتبر أبو درع (44 عامًا) من أبرز قيادات جيش المهدي سابقًا، وكان مسجونًا لدى القوات العراقية بتهم مشاركته في أعمال عنف إلا انه أفرج عنه في ظروف غامضة في ابريل عام 2010 .
وطالب الصدر إيران بإرجاع ابو درع الى العراق، لكنها لم تستجب لطلبه كما قال، داعيًا اتباعه الى اعلان رفضهم لمن اسماهم المنشقين والمفسدين في التيار.