يطرح البعض السؤال عن إمكانية انطلاق المواجهات مجددًا من المخيمات الفلسطينية في لبنان وتحديدًا مخيم عين الحلوة، وإمكانية تحوله كمخيم نهر البارد، بعد التطوّرات الأمنية الأخيرة التي شهدتها المخيمات الفلسطينية.

إيلاف من بيروت: شهدت المخيمات الفلسطينية تطورات أمنية خطيرة خلال الساعات الماضية، مع تعرّض القيادي في حركة فتح عبد سلطان فجر أمس لمحاولة اغتيال بعد إطلاق الرصاص على سيارته خلال قيامه بزيارة أحد أقاربه في مخيم المية ومية، وهي المحاولة التي أدّت إلى إصابة شقيق زوجته طارق مسرة في يده وفخذه، فيما نجا سلطان.
هذا الأمر استدعى تحركًا سياسيًا سريعًا لاحتواء تداعيات الإشكالات المتنقلة من صيدا القديمة إلى عين الحلوة ثم إلى المية ومية.

والسؤال الذي يطرح هل تنطلق شرارة المواجهات مجددًا بدءًا من المخيمات الفلسطينية في لبنان وتحديدًا مخيم عين الحلوة؟

أوضاع دقيقة وحساسة

النائب والوزير السابق بشارة مرهج يعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن مخيم عين الحلوة من زمن بعيد يعيش أوضاعًا دقيقة وحساسة، وتنذر بخطورة على الوضع في الجنوب وفي لبنان ككل، ولكن من المتوقّع أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية ومختلف الفصائل الموجودة في لبنان وفي عين الحلوة بتخفيف الاحتقان وبوضع حدود للمشاكل الموجودة والتي لا يمكن حصرها وحلها بشكل جيد لأن هذا المخيم المكتظ أصلاً، قد استوعب العديد من الفلسطينيين الموجودين في سوريا، وربما ازدادت العناصر المتطرفة فيه التي تتوجه بتعليمات خارجية وتتخطى الإطار الفلسطيني واللبناني، وهذه العناصر يعرفها الجيش وتعرفها الفصائل الفلسطينية، وقد يُضبط الوضع ويكون ذلك ممكنًا بالتفاهم بين الجيش اللبناني والأطراف الفلسطينية مجتمعة، وهؤلاء الذين يريدون الفتنة سيجدون أنفسهم محاصرين ومن دون أي تأييد شعبي ومن دون أي خطوط إمداد، خصوصًا أن البيئة الصيداوية والجنوبية ترفض رفضًا مطلقًا الإخلال بالأمن سواء في عين الحلوة أو في مناطق محيطة.

والمطلوب حاليًا بحسب مرهج المزيد من العمل لإستيعاب الوضع وليس انتظار الانفجار. 

ضبط المخيمات

كيف يمكن ضبط المخيمات في لبنان وعدم السماح بنشوء الفتنة من خلالها؟ 

يلفت مرهج إلى ضرورة الإهتمام بالمخيمات والنازحين ومنحهم حقوقهم، والتواصل معهم بشكل دائم، والفصائل الفلسطينية كلها مجمعة مع منظمة التحرير على عدم التدخل في الشؤون اللبنانيّة، والكل يدرك أن الاهتمام ليس لفظيًا بل بشكل جدي، ونشهد تحركات المسؤولين الفلسطينيين سواء منظمة التحرير أو المنظمات الأخرى، لأن الجميع يدرك أن أي انفجار في عين الحلوة سيسيء للجميع وسيضر بهم، لذلك لا أحد يشعر أن لديه مصلحة من هذا الانفجار.

تمدّد الإرهاب

كيف يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن تمّدد الإرهاب والتطرّف في عين الحلوة؟

يشير مرهج إلى ضرورة أن تقوم منظمة التحرير بحل الإشكالات البيتيّة وضرورة أن يكون هناك تنسيقًا مع سائر المنظمات، وتناسي كل الخلافات السياسية في ما بينها لأن الوضع يتطلّب توحيد الجهود لدرء الخطر عن المخيم وعن المنطقة.

آثار على لبنان

في حال انفجر الوضع في مخيم عين الحلوة آي آثار ستلحق بلبنان؟ 

يؤكد مرهج أن الآثار لن تكون كبيرة في حال تم استيعاب الأمر شعبيًا وفلسطينيًا ولبنانيًا وعسكريًا وأمنيًا.