لندن: تصاعدت حدة المنافسة بين الخصمين اللدودين في قطاع الطيران ايرباص الأوروبية وبوينغ الأميركية، بعد تدفق الطلبات عليهما يوم الثلاثاء من ألمانيا والصين والهند في معرض فارنبره.

ففي أضخم صفقة يتم ابرامها في المعرض حتى الآن، اعلنت شركة" غو اير" الهندية للرحلات المنخفضة التكلفة، نيتها شراء 72 من طائرات ايرباص "ايه 320 نيو" بقيمة 7.7 مليارات دولار بسعر الكتالوغ. وبهذا يرتفع اجمالي طلب الشركة من هذه الطائرات الموفرة للوقود ذات الممر الواحد الى 144 طائرة، بحسب ما اعلنت ايرباص في بيان.

وتقدمت شركة جيرمانيا الالمانية بطلب 25 من طائرات ايرباص "ايه 320 نيو" ذات الممر الواحد والموفرة للوقود بقيمة 2.6 مليار دولار (2.4 مليار يورو) بسعر الكتالوغ، بعد يوم ن اعلانها عن ابرام صفقة هائلة بقيمة 4.4 مليارات دولار لبيع 12 طائرة من طراز "ايه 350-100" العريضة البدن لشركة فيرجن اتلانتك. 

وبعد تأكيدها الثلاثاء، طلب شراء الطائرات التي ستتسلمها ابتداء من 2020، فإن مجموعة جيرمانيا ستضاعف عدد طائرات اسطولها. وفي وقت لاحق وافقت شركة "واو" الايسلندية الاقتصادية على شراء اربع طائرات من طراز "ايه 321" بقيمة 460 مليون دولار. 

تدفق الطلبات

وعادة ما تتفاوض شركات الطيران مع الشركات المصنعة للحصول على خصم على اسعار الكتالوغ، ولذلك فمن المرجح أن يكون ثمن الطائرات اقل. وصرح فابريس بريجييه الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص "نحن مسرورون لتجديد مجموعة جيرمانيا ثقتها في ايرباص لتوسيع اسطولها من طائراتنا". 

واضاف انه "بتشغيلها طائرات ايه 320 نيو، فإن شركة الطيران ستستفيد من الفعالية الاضافية لاستهلاك الوقود والابتكارات الحديثة في قمرة الركاب التي توفر راحة لا مثيل لها للركاب". وتسير مجموعة جيرمانيا رحلاتها الى وجهات في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الاوسط من ألمانيا وسويسرا ومطارات في بريطانيا بشكل خاص.

اما بوينغ فقد ابرمت مجموعة من الصفقات لبيع طائراتها التجارية، ولقيت اهتمامًا خاصًا من الصين. 

وتلقت بوينغ التي تحتفل بمرور مئة عام على تأسيسها هذا العام، طلبًا من مجموعة "تي يو اي" الالمانية العملاقة للسفر لشراء عشر طائرات "737 ماكس 8" ذات الممر الواحد، مع خيار شراء طائرة "دريملاينر 787-9" للمسافات الطويلة. ويبلغ اجمالي قيمة الصفقة 1.4 مليار دولار. 

وضاعفت شركة "اير ليس كوربوريشن" (ايه ال سي) طلبها الى ست طائرات "737 ماكس 8" بقيمة اجمالية من 660 مليون دولار. ويبلغ اجمالي الطائرات التي طلبتها "ايه ال سي" من بوينغ حاليًا 180 طائرة، وهو اكبر عدد من الطائرات المطلوبة من اية شركة تأجير طائرات. 

اما بالنسبة للاسواق الناشئة، فقد تدفقت الطلبات على بوينغ من الصين. وابدت شركة "كومينغ ايرلاينز" الصينية اهتمامًا بشراء عشر طائرات من طراز "737 ماكس 7" بقيمة 902 مليون دولار. 

وبهذه الصفقة ستكون شركة "كومينغ ايرلاينز"اول عميل في الصين لطائرات "737 ماكس 7" المحسنة، مع العلم ان جميع طائراتها هي من شركة بوينغ. 

ومقر شركة "كومينغ ايرلاينز" في مطار شانغشوي الدولي في مقاطعة يونان، وتملك شركة "شينجين ايرلاينز" الحصة الاكبر في الشركة. 

وشهدت "كومينغ ايرلاينز" نموًا سريعًا منذ اطلاقها في 2009 وتسير رحلاتها حاليًا الى اكثر من 40 مدينة في انحاء الصين ويضم اسطولها ثماني طائرات "737-700" و 11 طائرة "737-800". 

واضافت بوينغ الثلاثاء أن شركة طيران صينية لم تكشف عن اسمها وقعت التزامًا بشراء 30 طائرة من طراز 737 بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار. والطائرات هي مزيج من طائرات "737 ماكس" و "737 الجيل التالي"، بينما اضافت بوينغ انها ستعمل بشكل وثيق مع الشركة لاستكمال الاتفاق. 

خروج بريطانيا سيضر بالطلب على الطائرات

وأعرب بيتر موريس كبير الاقتصاديين في حديث سابق لفلايت غلوبال أن هناك تأثيرات متوقعة على قطاع الطيران والسياحة جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولعل المستهلك سيكون في صميم هذه التأثيرات.

ويشير موريس الى أن تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة تصل إلى 25 % قد تنعكس على أعداد السياح البريطانيين الى الخارج، حيث يتوقع تراجع أعدادهم بنسبة تصل الى 10 %. كما أن بطء الاقتصاد البريطاني المتوقع في عام 2017 سيعمل على تخفيض الإنفاق على أعمال السياحة والسفر.

وقال إن شركات الطيران ستعمل على إعادة توازن شبكاتها الأوروبية تباعًا، وهو أمر سينعكس مباشرة على المستهلك، أي أن الأسعار سترتفع مع تراجع مستوى الخدمات.

وكانت بريطانيا خلال العقود الماضية أبرز المستفيدين من وجود السماء الأوروبية الموحدة وصدرت تصريحات من مسؤولي الطيران فيها تسعى الى بقاء بريطانيا ضمن هذا السوق رغم الخروج من أوروبا.
ويوضح أنه من السابق لأوانه معرفة التأثيرات الفعلية على قطاع الطيران، لكن الأمر المؤكد ان هناك الكثير من التغييرات التي يتوجب البدء بها، والتي ستشكل تحديات فعلية لقطاع الطيران والسياحة داخل المملكة المتحدة.

وتوقع التقرير أن تظهر نماذج جديدة للأعمال في مجال الطيران مدفوعة بالتغييرات المتوقعة جراء تغيير الاتفاقيات بين بريطانيا ودول الاتحاد. وكان من نتائج دخول بريطانيا في أوروبا ان تراجعت تكلفة النفقات وتراجع أسعار التذاكر، وهي أمور يتوقع ان تتغيّر خلال السنوات المقبلة.

وأشار الى أن النقل الجوي وخلال العقدين الماضيين كان من أبرز محركات الاقتصاد في أوروبا، وخاصة في ما يتعلق بخلق الوظائف وتعزيز السياحة وخاصة العائلية منها. وعلى سبيل المثال، فإن شركات التوريد مثلاً التي كانت تعمل في سوق يصل أعداد سكانه الى 440 مليونًا مع أوروبا فإنها الآن ستتعامل مع سوق حجمه 60 مليوناً فقط.

وعند الحديث عن شركات الطيران البريطانية، فإن شركة مثل آي ايه جي التي تمتلك اليوم الخطوط البريطانية وحصة في ايرلنغوس الايرلندية وتمتلك أيضاً الخطوط الايبيرية، إضافة الى حصة في فيولنج للطيران الاقتصادي، فإنها مجبرة اليوم على إعادة النظر في شبكة وجهاتها والتركيز اكثر على مقرات هذه الشركات في دبلن ومدريد وتعمل أيضا على تطوير اير لنغوس أكثر.