فيما فتحت السلطات العراقية معظم الطرق والجسور، والغت حظر تجوال العجلات في بغداد فرض قبيل بدء استعراض عسكري ضخم اليوم لمناسبة ذكرى إعلان الجمهورية واسقاط الملكية.. فقد أكد الصدر مضيه في تظاهرته المليونية غدًا موضحًا أنها ستكون سلمية لايصال الحكم لمن يستحقه.

إيلاف من لندن: قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من ساحة التحرير وسط بغداد، التي وصلها الليلة الماضية، انه ماضٍ بتنظيم تظاهرته المليونية غدًا الجمعة مؤكدًا انها ستكون سلمية للمطالبة بالاصلاح الشامل.

وأضاف الصدر في كلمة وسط حشد من المواطنين في ساحة التحرير، وتابعتها "إيلاف"، قائلاً "رسالتنا قبل الإصلاح رسالة سلام ولا أقبل بالتعدي على أي مواطن وكل من يعتدي على مواطن في بغداد أقول له أنت ملعون ولا تمثلني ولا أمثلك".&

وأشار إلى أنّ زيارته إلى بغداد تأتي لبعث رسالة اطمئنان للجيش العراقي والشرطة والقوات الأمنية.. ودعا أتباعه إلى عدم ارتداء الزي العسكري أثناء التظاهرات.&

وأكد أن بغداد يجب أن تكون آمنة ومستقرة ويجب الحفاظ على دماء اهاليها، وان لاتستسلم للارهاب، مشددًا بالقول "لن نقبل بانتشار المسلحين في بغداد ولا بالتعدي على القوات الأمنية أو المواطنين ومن يخالفني فهو ملعون".&

ومن المنتظر أن تنطلق مليونية الاصلاح في الساعة الثامنة من صباح غد الجمعة بالتوقيت المحلي بساحة التحرير بالقرب من المنطقة الخضراء مقر الرئاسات الثلاث والسفارات الاجنبية في وقت بدأت تتدفق على العاصمة حشود المشاركين في التظاهرة قادمة من مختلف محافظات البلاد.

ووصل الصدر إلى بغداد الثلاثاء الماضي وزار منطقة الكرادة وسط العاصمة، والمنكوبة بتفجير مدمر ضربها في الثالث من الشهر الحالي وراح ضحيته حوالي 500 قتيل وجريح.. ثم قضى ليلته في مدينة الصدر بضواحي العاصمة والتي تعتبر معقل انصاره في بغداد.&

وفيما يشهد الشارع العراقي احتقانًا سياسيًا بسبب الانفلات الامني والخلافات السياسية، فقد بدأ وزراء ونواب عراقيون ينزحون عن بغداد إلى اربيل وعمان وعواصم قريبة خشية تداعيات مليونية الصدر المطالبة بالإصلاح وحكومة تكنوقراط ومواجهة الفساد.&

ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تأجيل تظاهرة الغد "تجنبًا لوقوع البلاد في الفوضى والمزيد من التحديات وتشتيت الجهد الامني مشددًا على ضرورة بقاء الاولوية للمعركة ضد داعش وتحشيد وتعبئة كل الجهود لدعم الانتصارات وعدم السماح للتنظيم بتمرير أهدافه عبر الخلافات واضعاف تماسك الجبهة الداخلية"، كما قال خلال ترؤسه لاجتماع حكومته الاسبوعي.&

فيديو كلمة الصدر بساحة التحرير وسط بغداد مساء أمس:

وأشار إلى أنّ الاصلاح ومكافحة الفساد لا يتمان من خلال اشاعة الفوضى والاخلال بالامن والاعتداء على المواطنين وعلى المال العام وتعطيل الخدمات.

ودعا الصدر الثلاثاء الماضي إلى مليونية مهيبة بوسط بغداد غدًا الجمعة دعمًا للاصلاح والمطالبة بالقضاء على الفساد واقالة جميع الفاسدين والمقصرين في كل الملفات والوزارات وجميع المناصب، مؤكداً أن بقاء الفساد والمفسدين يعني بقاء تسلط الارهاب على العراقيين.

بغداد تشهد استعراضًا&عسكريًا للقوات المسلحة

وشهدت بغداد اليوم استعراضًا عسكريًا كبيرًا لمناسبة الذكرى 58 لثورة 14 يوليو عام 1958 التي اسقطت الملكية وأقامت النظام الجمهوري في البلاد، شارك فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث تم انهاء حظر السلطات الامنية لتجوال العجلات واغلاق الجسور والطرق الرئيسية في بغداد.

وأشارت السلطات الامنية إلى أنّ هذه الاجراءات الامنية المشددة فرضت بهدف اجراء الاستعراض العسكري الذي انتهى قبل قليل وسط العاصمة.&

وحضر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي استعراض "والنصر" للقوات المسلحة "بمختلف صنوفها التي دحرت الارهاب"، كما قال مكتبه الاعلامي حيث وقف بمنصة اقيمت بساحة التحرير وسط بغداد مستعرضا ومحييًا القطعات العسكرية المشاركة.&

وبهذه المناسبة، اشاد الرئيس العراقي فؤاد معصوم بمبادئ الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية وقيم التعايش والوحدة الوطنية التي دعت إلى اعلائها الثورة تلك مستذكرًا باعتزاز وتقدير دور وتضحيات قادة الثورة من الضباط الوطنيين أو الضباط الأحرار.

وأشار معصوم في كلمة إلى العراقيين إلى اهمية المبادئ التي طرحتها الثورة بإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع جميع دول العالم على أساس من المساواة والمصالح المتبادلة ورفض سياسة المحاور، الذي تجلى في التزام العراق سياسة الحياد الايجابي والانسحاب من حلف بغداد وإصدار قانون (80) الذي اعاد للعراق حقوقه النفطية واعترافها بالحقوق القومية للشعب الكردي واصدارها لقانون الاحوال المدنية وقانون الاصلاح الزراعي ومنجزات وطنية عديدة اخرى.

وهدف الاستعراض العسكري الذي شاركت فيه جميع صنوف القوات العراقية المسلحة وفصائل الحشد الشعبي إلى اظهار قوة هذه التشكيلات العسكرية وقدرتها على تحقيق النصر على تنظيم داعش، الذي مازال يحتل مدنًا عراقية في مقدمتها مدينة الموصل الشمالية التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة.. اضافة إلى رفع معنويات القوات بعد انهيارها امام التنظيم منتصف عام 2014، ما مكنه من احتلال ثلث مساحة البلاد قبل ان تتم استعادة معظمها مؤخرًا وتوجيه ضربات موجعة للتنظيم.