إيلاف من لندن: تحدث العلماء الألمان من معهد هيلمهولتز الألماني لأبحاث العقارات عن عقار جديد يعتبر سلاحاً ذا حدين في مقارعة البكتيريا الشديدة المقاومة للمضادات الحيوية، وفي قتل العديد من أنواع الفيروسات من ضمنها فيروسات مرض الأيدز.&

وكتب البروفيسور رولف هارتمان، من معهد هيلمهولتز، &في "جورنال أوف ميديكال كيميستري"، أن الاكتشاف يفتح آفاقاً واسعة في مقارعة مرض الأيدز الذي يصيب 32 مليون إنسان على المستوى العالمي.

والأمل الجديد عبارة عن عقار مركب اثبت فاعلية في معالجة الالتهابات بالبكتيريا الشديدة المقاومة، أو العصية على &المضادات الحيوية، وخصوصاً البكتيريا المعوية الخطيرة من نوع ستافيلوكوكوس اوريوس MRSA التي تسبب تلوث الجروح في المستشفيات، والبكتيريا من نوع ESBL (Extended-Spectrum-Betalaktamasen.

ويمكن أن يكون العقار الجديد بديلاً لعقار "كوليستين" الذي يحتفظ به الأطباء بمثابة آخر خيار ممكن ضد بعض أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية السائدة. وسبق لـ" المركز الألماني لأبحاث الأمراض المعدية" أن نجح في عزل نوع جديد من البكتيريا لا يقتلها حتى الـ"كوليستين". فهي بكتيريا قاتلة، بحسب وصف العلماء، ومن الممكن أن تطور عدوانيتها أكثر من خلال تنقلها بين البشر والحيوانات.

ثنائية قاتلة

توصل هارتمان وزميله وليد القهار إلى أن بعض مركبات عقار يوريدوثيوبين الكاربونية &قادرة على وقف نمو وتكاثر البكتيريا والفيروسات. وقال القهار إن العقار أثبت في المختبر ثنائيته القاتلة ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وللفيروسات، بضمنها فيروسات الايدز.

وهناك اختلاف كبير بين تركيبة البكتيريا والفيروسات الحيوية، إلا أن الإثنين متشابهان من ناحية استخدام انزيم معين خاص بالنمو والتكاثر لنقل المعطيات الوراثية من بكتيريا وفيروس بكتيريا وفيروس آخر.&

وهذا الانزيم، وهو عبارة عن جزيئة بروتين، متشابه من ناحية العمل&والوظيفة في البكتيريا والفيروسات، لكن جزيئة معينة في أحد مركبات يوريدوثيوبين الكاربونية&أثبتت فعالية في قتل مقاومة الإثنين عن طريق وقف هذا النقل الوراثي. وتستخدم فيروسات الأيدز نفس الانزيم لإدامة دورة حياتها في جسم الإنسان.

وذكر يورغ هوبنتال، المتخصص في أبحاث الأيدز في المعهد المذكور، انهم طوروا أكثر من عقار مضاد للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قادر على وقف عمل انزيم "بوليميريز الحمض النووي" في ستافيلوكوكوس اوريوس MRSA . ثم أنهم عدلوا هذه العقاقير بما يؤهلها لاختراق غلاف فيروس الأيدز ووقف عمل الانزيم المماثل فيها.

ويرى البروفيسور رولف هارتمان آفاقاً كبيرة لاستخدام العقار سريرياً في المستقبل، لكنه يعتقد في البداية بضرورة التأكد من مفعوله على البشر، وضمان انه لا يسبب بأية مضاعفات خطيرة.

وذكر البروفسور هارالد لابيشنسكي، من شركة باير الالمانية للأدوية، تعليقاً على الخبر، أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هي من أخطر المشاكل التي تواجه الطب في صراعه ضد الجراثيم. ويمكن لهذه المقاومة حسب رأي البروفسور المختص بالميكروبيولوجيا، ان تضر بالعلاج، وان تسبب بموت الآلاف في العالم الثالث.

وأشار لابيشنسكي الى أن الأبحاث العلمية المنشورة تثبت أن 80 من أنواع البكتيريا العنقودية في اليابان قد تطورت الى بكتيريا تتمتع بمقاومة متعددة للمضادات الحيوية. وترتفع هذه النسبة بين الستافيلو كوكوس في المانيا الى 15% والى 50% في الولايات المتحدة. هذا مع ملاحظة أن هذه النسبة ترتفع باطراد بين مختلف أنواع البكتيريا في معظم بلدان العالم الصناعية.
&