قال مراقب عام جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، د.محمد حكمت وليد، "إن الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري هو عمل منافٍ للمبادئ الإسلامية كما هو منافٍ للأعراف الديمقراطية، ونحن أدنّا الانقلاب في تركيا لكل هذه الاعتبارات".

واشار في مقابلة خاصة مع "إيلاف" تمحورت حول الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، "إلى ان &الجهات الانقلابية امتلكت قاعدة واسعة من الضباط ذوي الرتب الرفيعة وغيرها خاصة في سلاح الجو، ورحلة أردوغان الجوية من مرمريس إلى اسطنبول في جو مليء بطائرات اف16 المعادية كانت رحلة فدائية مغامرة".

وأعرب عن اعتقاده، "ان نجاح الانقلاب كان سينعكس سلبًا على الشعب السوري والثورة السورية."

المقابلة كاملة:

- أدنتم الانقلاب في تركيا، هل موقفكم هذا نابع من خلفية أردوغان الإسلامية أم من حرصكم على الديمقراطية؟ وهل توافقون على هذا المبدأ؟ (احترام الشرعية والارتكاز لقرار الشعب أم تعملون وفقًا للشريعة؟)

&كانت الانقلابات العسكرية دائمًا لعنة على الشعوب، وقد ذاقت تركيا كما ذاقت بلادنا العربية من ويلات القمع والاستبداد والتنكيل، ما جعلنا نقف بكل صلابة وعنفوان أمام الانقلابات. إن الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري منافٍ للمبادئ الإسلامية كما هو منافٍ للأعراف الديمقراطية، ونحن أدنا الانقلاب في تركيا لكل هذه الاعتبارات، و في اعتقادنا أنه لا يمكن الجمع بين الشريعة الإسلامية التي تكرم الإنسان وتحترم حقوقه وبين الديكتاتورية التي تحتقر الإنسان وتغتصب حقه بالحياة والحرية والكرامة.
&
- &هل تتهمون دولاً عربية أو غربية بالوقوف خلف هذا الانقلاب؟

&نحن لا نتهم أحدًا خاصة وأن نتائج التحقيق النهائية لم تصدر بعد لكن السلوك الإعلامي لبعض الصحف والفضائيات العربية والأجنبية كان مريبًا في الساعات الأولى من المحاولة الانقلابية، والتي كانت تروج لنجاح الانقلاب وتشيع أن الرئيس أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، بل زادت صفاقة البعض إلى القول إن هذه الدولة لم تقبل أن تستقبله كل هذا كان يجري في الوقت الذي كان أردوغان فيه داخل تركيا ويتعامل مع المحاولة الانقلابية بجرأة وشجاعة وحنكة مشهودة .
&
- ألا تعتقدون أن تضييق أردوغان على الحريات العامة واعتقال الصحافيين أسهم في الوصول إلى هذا المكان؟

أنا أعيش في تركيا منذ فترة ومن يرى مساحة الحرية التي تتمتع بها الصحافة التركية ووسائل الإعلام التركي لا يملك إلا أن يعجب من التحامل الذي تواجهه تركيا، خاصة من جهات ودول لا توفر لمواطنيها نفس المساحات من الرأي والرأي المعاكس.

- يقولون إن الانقلاب كان من إعداد وإخراج أردوغان ليملك سلطة واسعة تمكنه من القضاء على منافسيه ما تعليقكم؟

نظرية المؤامرة موجودة، ولكن تصديقها له حدود وبعض نظريات المؤامرة كبيرة لدرجة عسيرة على التصديق، فالتحقيقات الأولية أثبتت أن الجهات الانقلابية امتلكت قاعدة واسعة من الضباط ذوي الرتب الرفيعة وغيرها خاصة في سلاح الجو، ورحلة أردوغان الجوية من مرمريس إلى اسطنبول في جو مليء بطائرات اف16 المعادية كانت رحلة فدائية مغامرة، وقد تم قصف الفندق الذي كان ينزل فيه بعد فترة وجيزة من مغادرته له، ولا أعتقد أن انسانًا عاقلاً يصنع بيديه مؤامرة يكون الخطر الأول فيها على حياته.

- لو سقط أردوغان كيف سيكون وضع الشعب السوري والثورة السورية وتنظيم الإخوان المسلمين؟

تركيا هي الرئة التي تتنفس منها الثورة السورية، وهي التي تحتضن ثلاثة ملايين سوري على أراضيها وتقدم لهم مختلف الخدمات الإنسانية، وتركيا بلد ديمقراطي مفتوح يعيش على أرضه الأحرار والمطاردون في بلادهم والمظلومون من كل مكان سواء كانوا إسلاميين أو سواهم.

ومن الواضح أن منع التجول وفرض الأحكام العرفية التي أراد الإنقلابيون تطبيقها ما كانت تبشر بخير لمن يؤمنون بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وفي تقديري أن نجاح الانقلاب كان سينعكس سلبًا على الشعب السوري والثورة السورية.

- إذا كان غولن وراء تدبير الانقلاب، وهو المقيم في أميركا، هل هذا يعني أن الأميركيين موافقون على خطواته؟

الحكومة التركية تتهم غولن والتنظيم الموازي بالوقوف وراء الحركة الانقلابية وتطالب أميركا بتسليمه، بينما ينفي غولن هذا الاتهام وتطالب أميركا بالأدلة على تورطه في الانقلاب. أنا أعتقد أن تلك معركة قضائية مستقبلية حامية نرجو أن تنجلي على بيان الحقائق وأن تصب في مصلحة الشعب التركي على المدى البعيد.