إيلاف من الرباط:&اعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن "الوقت قد حان لكي يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرة الاتحاد الأفريقي".

وقال الملك محمد السادس في رسالة وجهها الى القمة الـ 27 للاتحاد الافريقي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، "إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك".

وأضاف ملك المغرب أنه "من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الأفريقي، على تجاوز كل الانقسامات".

ومضى الملك محمد السادس قائلا إن "قرار العودة، الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة"، مضيفًا أن زمن الأيديولوجيات قد ولّى، "وصارت شعوبنا في حاجة للعمل الملموس".

وأبرز العاهل المغربي أن "الجغرافيا لا يمكن تغييرها، كما لا يمكن التنصل من ثقل التاريخ"، مضيفًا أنه من هذا المنطلق، "لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الأفريقي".

وأشار العاهل المغربي إلى أنه "بفضل تحركه من الداخل، يمكن للمغرب أن يساهم في جعل منظمة الاتحاد الأفريقي أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد"، مسجلا أن "الرهان الذي يتعين على قارتنا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الأفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك بين أفراد عائلتنا الكبرى".

وأوضح الملك محمد السادس أن المغرب، رغم انسحابه من منظمة الوحدة الأفريقية، فإنه لم يغادر أبدًا أفريقيا؛ وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري، مشيرًا إلى أن العلاقة الوشيجة التي تربط المغرب بأفريقيا "تفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية".

وأكد&الملك المغربي أن الوقت قد حان "للابتعاد عن التلاعب وتمويل النزعات الانفصالية، والتوقف عن دعم خلافات عفى عليها الزمن، وذلك بالتوجه لتدعيم خيار واحد، هو خيار التنمية البشرية والمستدامة، ومحاربة الفقر وسوء التغذية، والنهوض بصحة شعوبنا، وبتعليم أطفالنا، والرفع من مستوى عيش الجميع".

في هذا السياق أيضًا أبرز العاهل المغربي أنه "رغم كل هذه الحقائق، لا&تزال بعض الدول تدعي بأن المغرب لا يمكن أن يمثل أفريقيا، لأن معظم سكانه ليسوا سودًا. فأفريقيا لا يمكن اختزالها في اللون فقط. والتمادي في هذا الطرح ينم عن جهل بالواقع".

واعتبر ملك المغرب أن "الذين يحاولون تشويه سمعة المغرب، إنما يسيؤون في الحقيقة، للأفارقة أنفسهم. فمكانة المغرب في أفريقيا، والشعبية التي يحظى بها، لم تعد في حاجة إلى دليل أو برهان".

وأشار الملك محمد السادس إلى أن أفريقيا التي طالما تم إهمالها، أصبحت اليوم فاعلاً لا يمكن تجاهله، وصارت قارة تؤكد وجودها، وتتقدم وتتحمل مسؤولياتها على الساحة الدولية، كطرف فاعل وجدير بالاحترام في النقاش الدائر حول الحكامة العالمية.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، أبرز العاهل المغربي &أن أفريقيا المؤسساتية "لا يمكنها بعد الآن، أن تتحمل أوزار خطأ تاريخي، وإرث ثقيل"، في اشارة الى قبول عضوية "الجمهورية الصحراوية"،التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر .&

ومضى ملك المغرب قائلاً في هذا السياق "أليس الاتحاد الأفريقي في وضعية تعارض واضح مع الشرعية الدولية؟ فهذا الكيان المزعوم ليس عضوًا لا في منظمة الأمم المتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي، ولا في جامعة الدول العربية، ولا في أي هيئة&أخرى، سواء كانت شبه إقليمية أو إقليمية أو دولية".

وأضاف &"هل سيظل الاتحاد الأفريقي مصرًّا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان ؟".

وسجل العاهل المغربي أنه "حتى ضمن 26 بلدًا الذين انحازوا لجانب الانفصال سنة 1984، لم يعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول".

وأشار إلى أن هذا التطور الإيجابي يواكب تمامًا التوجه المسجل على المستوى العالمي، فمنذ سنة 2000، قامت 36 دولة بسحب اعترافها بالكيان الوهمي.

وعلاوة على ذلك، أبرز العاهل المغربي أن موقف الاتحاد الأفريقي يتعارض كليًا أيضًا مع تطور قضية الصحراء على مستوى الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للاتحاد الأفريقي أن يحكم بمفرده على نتيجة هذا المسار، بينما يمكنه، من خلال استعادة حياده، أن يساهم بشكل بناء&في التوصل إلى الحل المنشود.