ايلاف - متابعة: بعد الصعوبات التي واجهتها في اليومين الماضيين، استؤنفت مشاورات السلام اليمنية-اليمنية في دولة الكويت، وفقًا لشروط وتعهدات جديدة قدمها المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الى وفد الحكومة اليمنية بالالتزام بالمرجعيات وبإلغاء مشروع خريطة الطريق، التي كان ينوي التقدم بها، كمشروع للحل السياسي في اليمن، وذلك بعد أن تعارضت مع القرارات الأممية وفي مقدمتها القرار 2216.

وقال ولد الشيخ في كلمة له إن هذه الجولة الثانية من المشاورات ستدوم أسبوعين، و«قد تكون الفرصة الأخيرة لتكسبوا فيها ثقة اليمنيين»، مضيفًا «ما أصعب فعل السلام وما أسهل اختلاق الفتن».

وحدد ولد الشيخ ثلاثة محاور لهذه الجولة من المشاورات هي «تثبيت وقف الأعمال القتالية» و«تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية»، و«تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية».

بذل الجهود لضمان الأمن

وأشار إلى أن لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين «سوف تواصل عملها»، ونقل إلى الحضور «تشديد المجتمع الدولي على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في أسرع وقت ممكن»، وخاطب ولد الشيخ الوفدين بالقول: «المرحلة إذن دقيقة وحاسمة وتضعكم جميعًا تحت مجهر الرأي العام اليمني والدولي. إن الأمم المتحدة وضعت تحت تصرفكم كل خبراتها السياسية والإدارية، ودولة الكويت جندت مشكورة فريقًا كاملاً للدعم اللوجستي والأمني والسياسي. ولكن ذلك كله لا يكفي إن لم تبذلوا كل الجهود الضرورية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن»، وأضاف ولد الشيخ: «الناس لا تطلب منكم خطابًا سياسيًا عن تنازلاتكم ولا شعارات وطنية عن حرصكم عليهم. إن اليمنيين واليمنيات يفهمون حرصكم عندما تحرصون على أمنهم ويقدرون أعمالكم مع تحسن وضعهم الأمني والإنساني والاقتصادي. فالشعارات والتصاريح تفقد مصداقيتها مع كل خرق أمني ومع كل مدني يخسر حياته».

تجاهل اللجنة السياسية

وبحسب مصادر في المشاورات، فإن الاجتماعات سوف تعود إلى وضعها السابق، أي أن المبعوث الأممي سيلتقي بالوفدين بشكل منفرد وفي اجتماعات أخرى بعدد من الأشخاص من كل وفد. وقد عقد ولد الشيخ، أمس، اجتماعين منفردين مع الوفدين، لبحث القضايا وترتيبها، في وقت توقعت مصادر المشاورات أن تعاود اللجان التي شكلت في جولة المشاورات السابقة، للعمل اعتبارًا من اليوم (الاثنين). 

وأشارت المصادر إلى أن عمل اللجنة السياسية لن يستأنف، حيث سيتم التركيز على عمل اللجان الأمنية والعسكرية ولجنة الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرًا. ورغم حالة التفاؤل التي سادت لدى بعض الأوساط مع استئناف مشاورات السلام في الكويت، فإن مصادر في المشاورات أكدت أن وفد الانقلابيين يواصل بنفس وتيرته السابقة، مع الإشارة إلى أن تعهدات المبعوث الأممي الخطية لوفد الحكومة اليمنية جاءت بالالتزام بالمرجعيات وإلغاء الخريطة المقترحة، وخاصة ما يتعلق منها بتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة ائتلافية.

الانسحاب وتسليم السلاح

من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية اليمني، رئيس وفد الحكومة، عبد الملك المخلافي، أنه و«على مدى يومين من المشاورات مع المبعوث الأممي لليمن، حصلت الحكومة الشرعية على رد مكتوب على مطالبها، كانت كافية لأن تتخذ القيادة السياسية والأحزاب قرار العودة لمشاورات الكويت»، مشيرًا إلى أنه «تم الاتفاق على جدول الأعمال بشكل محدد يقتصر على الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن»، مؤكدًا أن «الاتفاق يشمل ألا تزيد مشاورات الكويت عن أسبوعين فقط، يتم خلالها الالتزام الصارم بالمرجعيات».

كما أكد المخلافي أن «المشاورات تهدف الى تنفيذ بيان الالتزامات الموقع مع جماعة الحوثيين وصالح، ولن يسمح بإضاعة الوقت أو الخروج عن جدول الأعمال أو تمديد مدة المشاورات وسيتم بعدها تحديد المعرقل وتحميله المسؤولية».

لا التزامات جديدة للإنقلابيين

وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، تم نشره اليوم، قال محمد عبد السلام رئيس الوفد الانقلابي إنهم لم يقدموا أي التزامات جديدة لاستئناف المفاوضات، وأضاف «أن المبعوث الأممي يعبر عن نفسه في أي تصريحات يقولها». وجزم عبد السلام بعدم تقديم أي التزامات جديدة لاستئناف المفاوضات، وقال: «لم نقدم أي التزام خطي مطلقًا، عودتنا على أساس استئناف المفاوضات من حيث توقفت قبل الإجازة»، 

 من جهته، قال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني، عضو وفد الحكومة، إن «خطابنا ينشد تحقيق السلام لليمنيين وخطابهم يؤكد الاستمرار للحرب وقتل الناس وتدمير البلاد»، مؤكدًا أن كلمة المبعوث الأممي، في جلسة استئناف المشاورات، أكدت على «تمسك الأمم المتحدة للمرجعيات والقرار الأممي 2216 ،والقرارات ذات الصلة وخطوات تسليم السلاح والانسحابات واستعادة مؤسسات الدولة وتشكيل اللجنة العسكرية والإفراج عن السجناء والأسرى جميعًا»، وأضاف مكاوي: «هناك إيجابية من جانبنا وجانب المبعوث، أما الطرف الانقلابي، كما تركناه، ما زال مستمرًا في تنفيذ طريقة إيران في التفاوض واستمرار العبث ولم يأتوا لتحقيق سلام».