إيلاف&من القاهرة:&مع حلول الذكرى الثالثة لعزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، طرحت "إيلاف" على قرّائها السؤال التالي: "بعد مرور ثلاث سنوات على عزل مرسي، هل انتهت جماعة الإخوان؟"، وخيّرتهم بين "نعم" و"لا".

وشارك في الاستفتاء 1594 قارئاً، وانحازت الأغلبية إلى القول بأن جماعة الإخوان لم تنتهِ، بعدد 1013 قارئاً، بنسبة 64% من المشاركين، بينما رأت الأقلية وتقدر بـ581 قارئاً، بنسبة 36% أن الجماعة قضي عليها تماماً.

لكن هل انتهت جماعة الإخوان المسلمين&تماماً؟ هل قضي عليها للأبد؟ ويرد الخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية بالقول إن الجماعة لم تنتهِ مطلقاً. وقال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بالجماعة، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان حالياً، إن جماعة الإخوان انتهت رسمياً من مصر، لاسيما أنها صارت جماعة إرهابية ومحظور أنشطتها.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الجماعة مازالت قائمة على المستوى الشعبي، ولديها أعضاء وأنصار في الشارع المصري، مشيراً إلى أن الجماعة تعاني الآن من الانقسام والصراع بين قياداتها، على المناصب والأموال،&وأوضح أن الجماعة تمر بأضعف وأصعب حالاتها منذ انشائها، مضيفاً أن التنظيم الدولي للجماعة مازال قائماً، ويمارس مهام عمله.

الاخوان باقية ولن تنتهي

ولفت إلى أن "الإخوان" تحتاج إلى عشرات السنين من أجل العودة مرة أخرى إلى الحياة، منوهاً بأن الجماعة لن تستعيد عافيتها، إلا في حالة مراجعة أفكارها مراجعة حقيقية وجادة، ونبذ العنف واحتواء الشباب والعودة إلى العمل الدعوي، والابتعاد عن العمل السياسي.

ووفقاً للدكتور محمد حبيب، النائب الأول السابق لمرشد الجماعة، فإن الإخوان باقية ولن تنتهي، مشيراً إلى أن الجماعة "فكرة" والفكرة لا تموت،&وأضاف لـ"إيلاف" أن الجماعة لديها أعضاء ينتمون إليها تنظيمياً يقدر عددهم بنحو 200 ألف شخص على الأقل، لافتاً إلى أن نظام أو لائحة الجماعة تتيح لها العمل في أصعب الظروف.

وأوضح أن الجماعة تتكون من عدة خلايا أو وحدات أصغرها وحدة "الأسرة"، التي تتكون عادة من خمسة أشخاص، وهؤلاء يجتمعون في أي وقت، بالإضافة إلى "الشُعبة"، وهذه المراتب من الوحدات تضمن بقاء الجماعة، فضلاً عن أنها جماعة ظلت تعمل تحت الأرض لعشرات السنين، وبالتالي فالقيادات والأعضاء مدربون على العمل تحت الضغوط الأمنية والسياسية.

تخسر ثقة المصري

وحسب وجهة نظر القيادي في حزب التجمع، نبيل زكي، فإن جماعة الإخوان انتهت تماماً، ولن تستطيع العودة للحياة مرة أخرى. وأضاف لـ"إيلاف" أنها تلقت أقوى الضربات في تاريخها، مشيراً إلى أن الجماعة تحولت إلى جماعة إرهابية وحظرت مصر والعديد من الدول العربية نشاطها، وتدرس دول غربية أخرى اتخاذ إجراءات مماثلة.

ولفت إلى أن الجماعة خسرت أهم دعم لها، وهو الظهير الشعبي، ولم يعد الشعب المصري يثق فيها، لاسيما بعدما ثبت للمصريين أنها كانت تستغل الدين من أجل الوصول إلى السلطة.

وأضاف أن الجماعة تورطت في أعمال عنف واسعة النطاق ضد المصريين، ومازالت تمارس الإرهاب من أجل العودة إلى سدة الحكم مرة أخرى، لكنها لن تعود لأنها انتهت إلى غير رجعة. على حد قوله،&وسقط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب مظاهرات شارك فيها ملايين المصريين، احتجاجاً على تردي الأوضاع الإقتصادية، والاستبداد الذي كانت تمارسه الجماعة سياسياً عبر الرئيس المنتمي إليها محمد مرسي. واندلعت المظاهرات في 30 يونيو 2013، وتدخل الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي، في 3 يوليو أي بعد ثلاثة أيام، وعزل مرسي، وتولى رئيس المحكمة الدستورية السابق عدلي منصور منصب الرئيس الموقت.

فض الاعتصام بالقوة

واعتصم أعضاء الجماعة وأنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وتعرض الإعتصام للفض بالقوة، في 14 أغسطس 2013، ونتج عن ذلك مقتل نحو 800 شخص، حسب تقديرات منظمات حقوق الإنسان الدولية، بينما تقدر الجماعة عدد قتلاها بأكثر من ثلاثة آلاف شخص في هذا اليوم فقط، وترفع العدد إلى خمسة آلاف بسبب الأحداث التالية، التي شهدت مواجهات بين قوات الأمن وعناصرها.

وفي 26 ديسمبر 2013، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، في أعقاب سلسلة من التفجيرات طالت مؤسسات أمنية، وآخرها تفجير مديرية أمن الدقهلية في اليوم نفسه،&وشكلت الحكومة لجنة لمصادرة وإدارة أموال جماعة الإخوان وقياداتها، وحظرت أنشطتها، واعتقلت قياداتها، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي، والمرشد العام محمد بديع، ونوابه، والآلاف من أعضائها، بينما هرب العشرات من القيادات إلى خارج البلاد.

وصدرت أحكام بالإعدام والسجن المؤبد بحق قياداتها، وكان من نصيب مرسي حكم بالإعدام و85 سنة سجناً.

&