لندن:&توصل تحقيق أجراه تلفزيون بي بي سي إلى أنّ لوحة قيمتها لا تقل عن 300 الف جنيه استرليني هي من الأعمال الأولى للفنان لوسيان فرويد رغم نفيه ان يكون هو مَنْ رسم اللوحة.&
&
وكان خبراء في دار كريستي للمزاد اعلنوا في عام 1985 ان اللوحة عمل من أعمال رغم ان الفنان نفسه دأب على نفي ذلك. ولكن ملاحظات وجدها صحافيو "بي بي سي" في ملفات محامي فرويد السابق وتحليلات لاحقة أثبتت ان فرويد الذي توفي عام 2011 هو الذي رسم اللوحة.&

ويُقال ان سبب اصرار الفنان على عدم الاعتراف باللوحة يعود إلى حقيقة انها كانت في الأصل ملك الفنان دنيس ويرث ميلر، الذي اشتبك فرويد معه في نزاع مديد. وكان نفي فرويد انه رسام اللوحة يعني تعذر بيعها تحت اسمه.

وتمكنت الصحافية التلفزيونية فيونا بروس والمؤرخ المختص بالفن فيليب مولد من تحقيق الاختراق واثبات ان فرويد هو رسام اللوحة حين قابلا محامية فرويد التي عثرت على ملاحظة في ملفاتها عن محادثة هاتفية اجرتها مع الفنان في عام 2006.&

وقال فرويد لمحاميته انه بدأ رسم اللوحة المذكورة، لكنّ احدًا آخر أكملها في الحقيقة، ولهذا السبب رفض ان يعترف بها عملاً من أعماله.&

وبعد تحليل الطرق والمواد المستخدمة في اللوحة، قال ثلاثة خبراء مختصين بأعمال فرويد انها من اعماله ويُرجح انها أُنجزت في عام 1939.&

وقال المصمم جون ترنر، مالك اللوحة التي تصور رجلاً يرتدي ربطة عنق سوداء، انه امضى سنوات يحاول ان يعرف رسام البورتريه، ولكنه اشار إلى أنّ فرويد استمر في منع تحرياته.&

وقال مؤرخ الفن فيليب مولد، الذي قدر قيمة اللوحة بنحو 300 الف جنيه استرليني أو اكثر، إن مهمة دحض ما نُقل عن فرويد من تصريحات ينفي فيها انه رسام اللوحة كانت مهمة فريدة من نوعها، بل "مهمة عملاقة تختلف عن كل ما قمنا به حتى الآن".&

واضاف مولد أن شعوره بأن فرويد رسام اللوحة كان يتزايد كلما زاد اشتغاله عليها، فيما كانت الصحافية فيونا بروس تضيف الخلفية المطلوبة بتحقيقاتها.&

وقالت بروس "اننا مع تقدم تحرياتنا تعين علينا أن نشمل بتحقيقنا فرويد الانسان بقدر اهتمامنا باللوحة. فهو كان شخصية استثنائية ومثيرة للجدل".&

ولد لوسيان فرويد حفيد رائد التحليل النفسي سيغموند فرويد، وابن مهندس معماري، في برلين عام 1922، وهرب من المانيا النازية إلى بريطانيا مع عائلته في عام 1993 حين كان في العاشرة.

بعد ان درس فرويد الفن في سن المراهقة نال اعترافًا بموهبته الفنية اللامعة. وقال إن عمله هو بمثابة سيرة ذاتية، وانه يرسم الأشخاص الذين يهمونه ويفكر فيهم في الغرف التي يعيش فيها، ويعرفهم.&

كشف تلفزيون بي بي سي في عام 2014 ان لوحة كان يُعتقد انها للفنان المولود في روسيا مارك شاغال بيعت بسعر 100 الف جنيه استرليني هي في الحقيقة لوحة مزيفة وتعيّن اتلافها.&

أعدت "إيلاف" التقرير عن بي بي سي على الرابط أدناه

http://www.bbc.co.uk/news/entertainment-arts-36822128 &