فيما استجوب البرلمان العراقي قادة الامن بمنطقة الكرادة وسط بغداد الثلاثاء عن الاسباب التي أدت الى تفجيرها، وقرر استجواب وزير الداخلية المستقيل الاحد، فقد بحث العبادي المباشرة بعمليات إعمارها، بينما أحال القضاء عصابة تبتز عائلات الضحايا الى المحاكمة.

أسامة مهدي:&فقد استجوبت لجنة الامن والدفاع النيابية اليوم عددًا من القيادات الامنية في عمليات بغداد، في اطار تحقيقات بتفجير منطقة الكرادة وسط بغداد في الثالث من الشهر الحالي، وراح ضحيته حوالي 500&مواطن بين قتيل وجريح، واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.

وتم استجواب قائد عمليات بغداد السابق الفريق عبد الامير الشمري، وامر فوج استخبارات الكرادة ومدير شعبة الامن الوطني لمنطقة الكرادة وضباط آخرين في قيادة العمليات قدموا شرحًا لأسباب الحادث والخرق الامني الذي حصل في المنطقة واتاح دخول المتفجرة التي احدث انفجارها دمارًا هائلاً في هذه المنطقة التجارية والسكنية المكتظة بالمواطنين.&

كما قررت اللجنة البرلمانية استجواب وزير الداخلية المستقيل محمد الغبان يوم الاحد المقبل، الرابع والعشرين من الشهر الحالي،&وكانت قيادة عمليات بغداد قد اقرت في الثامن من الشهر الحالي بتقصيرها في الخرق الأمني الذي سبب التفجير،&وقال الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحفي مع عدد من ممثلي الجهات الامنية والرسمية، "نعترف بوجود خرق أمني في تفجير منطقة الكرادة لكننا في حالة حرب وقمنا باحالة جميع المقصرين للمحاسبة".

وكشف أن السيارة المفخخة&التي نفذت تفجير الكرادة هي نوع هوندا “ستاركس” رصاصية اللون، وتم بيعها لاكثر من جهة ونلاحق صاحبها الاخير الذي اشتراها، وقد قدمت من محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد)".

ومن جانبه، كشف مدير الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان عن سبب قوة انفجار الكرادة، موضحًا أن تنظيم داعش عمد الى تفخيخ جوانب العجلة وتدريعها بالحديد في أسفلها ليتوجه الانفجار للجوانب . واشار الى أن ارتفاع الانفجار كان بحدود 7 أمتار من النوع النافوري، واستخدمت فيه مواد نترات الامونيا وسي فور.

العبادي يبحث إعادة اعمار الكرادة

ومن جهته، بحث رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال اجتماع للجنة اعادة اعمار موقع الحادث الارهابي في منطقة الكرادة، بحضور مسؤولي الجهات الحكومية ذات العلاقة، وممثلي اهل الكرادة وذوي ضحايا التفجير في المنطقة، تعويض الاهالي واعمار ما تضرر.

&وجرت خلال الاجتماع مناقشة اجراءات اعادة اعمار موقع التفجير وتعويضات الاهالي وذوي الشهداء والتنسيق مع المؤسسات الحكومية المعنية حول هذا الموضوع، اضافة الى التعاون مع المتبرعين من القطاع الخاص لتسهيل صرف التعويضات واعمار ما تضرر في الانفجار، كما قال بيان صحافي للمكتب الاعلامي للعبادي اطلعت "إيلاف" على نصه.

كما جرى التأكيد على ضرورة تطوير الجهد الاستخباري وتفعيل اللجان التطوعية من اهل المنطقة، والتي تكون تحت اشراف السلطات الامنية، اضافة الى نقاط التفتيش في المنطقة وبقية مناطق العاصمة وتشديد اجراءات الدفاع المدني في المباني. وشدد المجتمعون على ضرورة ايلاء الاهتمام البالغ للجرحى والاجراءات المتخذة للعناية بهم، وتشكيل فريق عمل في مكان واحد لتسهيل اجراءات معاملات عوائل الشهداء.

عصابة تبتز عائلات ضحايا التفجير&

صدقت محكمة التحقيق المركزية المتخصصة بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، اليوم، اعترافات عصابة أقرّ أفرادها بمحاولتهم الاحتيال على ضحايا تفجير الكرادة .

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية عبد الستار بيرقدار إن "محكمة التحقيق المركزية صدّقت أقوال عصابة أقرت بأنها حاولت الاحتيال على ذوي ضحايا تفجير الكرادة من خلال إيهامهم بأنهم موقوفون لدى جهات أمنية".

وأضاف أن "احد أفراد العصابة اتصل هاتفياً بزوجة صاحب محل قريب من مكان الحادث كان يعمل سائق أجرة لديه، ولم يتم العثور على جثته بعد التفجير".. موضحًا أن "المتهم ادّعى أنه يعمل لدى جهة أمنية والضحية موقوف لديه، وبإمكانه إطلاق سراحه لقاء مبلغ مالي قدره 60 ألف دولار تم تخفيضه بعد مفاوضات إلى 50 ألف دولار".

واشار المسؤول القضائي في تصريح صحفي وزعته السلطة القضائية، وحصلت "إيلاف" على نصه، الى أن "الزوجة أبلغت القوات الأمنية بالحالة، وقد تم نصب كمين للعصابة على شارع القناة، حيث المكان الذي جرى الاتفاق عليه لتسلم الفدية، ثم قام شقيق الضحية بوضع المبلغ في كيس اسود، ونفذ طلب العصابة برميها على قارعة الطريق .

واوضح بيرقدار أنه بمجرد وضع أفراد العصابة يدهم على المبلغ تم القبض عليهم من قبل مفرزة أمنية، وفق قرار صادر من القاضي المختص.. مشيرًا الى ان القضية معروضة حالياً أمام المحكمة وفق المادة 456 من قانون العقوبات، بوصفها حالة نصب واحتيال.&

وكانت قيادة عمليات بغداد قد اعلنت أمس عن اعتقال عصابة تقوم بابتزاز ذوي شهداء تفجير الكرادة، وتساومهم على مصير بعض المفقودين في التفجير. وقال الناطق باسم القيادة العميد سعد معن إن "مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية واستخبارات لواء الثالث شرطة اتحادية ألقت القبض على عصابة تقوم بابتزاز عوائل وذوي شهداء الكرادة وتساومهم على مصير بعض المفقودين بادعائهم أنهم موقوفون لدى الاجهزة الامنية وتطلب فدية من المال مقابل اطلاق سراحهم". وأضاف معن أنه "تم القبض عليهم بناءً على معلومات دقيقة ومراقبة ضمن منطقة الرصافة في بغداد". &

إغلاق منطقة الكرادة&

ومن جهته، اعلن مجلس محافظة بغداد عن اغلاق شارع الكرادة الرئيسي يوميًا من الساعة الخامسة عصرًا،&وتوفير سيارات خاصة لنقل المواطنين في المنطقة فقط.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد محمد الجويبراوي خلال اجتماع عقده في المجلس البلدي بمنطقة الكرادة&إن "العناصر الاستخبارية يجب ان تتطور من قبل الحكومة المركزية الى دورات وتزويدهم بالاجهزة المتطورة للسيطرة على الامن".

وأضاف الجويبراوي أن "مشروع الكاميرات لم يطور من قبل الحكومة المركزية، وهي مهمة لحماية الامن"، مشيراً إلى انه "اذا اردنا ان نبني منظومة امنية رصينة يجب الابتعاد عن الفساد".
بدوره، قال رئيس المجلس البلدي للكرادة احمد العبادي خلال الاجتماع إن "أعداد الجثث الموجودة في الطب العدلي، والتي خضعت لفحص الـ(DNA)، بلغت 209 جثث".. مستدركاً بالقول: "لكنّ هناك تفاوتاً بالأعداد بينها وبين مركز الشرطة، الذي تحدث عن 230 جثة"، كما نقلت عنه وكالة "المدى" العراقية.

وأكد العبادي أن "قطع شارع الكرادة داخل سيكون جزئيًا من الساعة الخامسة مساء على ان يكون الشارع للمشاة فقط مع السماح بمرور سيارات خاصة لاهل المنطقة تتولى عملية نقل المواطنين".. لافتًا إلى أن "نقاط التفتيش في الكرادة ستضم سيارات سونار مع مفارز (K 9)، وفي حال ايجاد هذه النقاط ستتغيّر الخطة ويتم فتح الشارع".

وشهدت منطقة الكرادة وسط بغداد في الساعة الواحدة من فجر الثالث من الشهر الحالي، تفجيراً بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، واعتبر الأعنف من نوعه منذ عام 2003، حيث راح ضحيته مئات الاشخاص بين قتيل أو جريح وخلّف أضراراً مادية كبيرة.