كيف تنظر الولايات المتحدة الأميركية فعليًا إلى موضوع الفراغ الرئاسي في لبنان، وهل هو من أولوياتها، وما هي الأمور المهمة التي تريدها منه؟

إيلاف من بيروت: ما هي حقيقة موقف أميركا من الانتخابات الرئاسية في لبنان، ولماذا لا ترشح كفة مرشح رئاسي على آخر، وما الذي يهم أميركا فعليًا؟

تعقيبًا على الموضوع، يعتبر النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف"، أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تتحدث دائمًا عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، والأميركيون لم يصرحوا أبدًا عن تأييدهم شخصًا دون الآخر، وقد تكون لديهم خياراتهم لرئاسة الجمهورية في لبنان، وقد يفضلون خيارًا أقرب لهم، لكن عمليًا المشكلة تبقى في لبنان، في التعطيل اللبناني، وليس خارج لبنان، والجزء الذي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان يبقى مرتبطًا بإيران، وليس مرتبطًا بأميركا أو غيرها.

أما النائب السابق اسماعيل سكرية، فيؤكد لـ"إيلاف"، أن موقف أميركا يبقى غامضًا من الانتخابات الرئاسية في لبنان، وأميركا يهمها بالدرجة الأولى استقرار الوضع الأمني، أما قصة الرئاسة فإن لدى أميركا، لو أرادت، الكثير من النفوذ من أجل تحقيق هذا الملف جديًا.

وردًا على سؤال لماذا الولايات المتحدة الأميركية لا ترشح كفة مرشح على آخر، ولماذا تتبع هذه السياسة؟ يجيب علوش لو كانت لدى أميركا النية في ترشيح مرشح دون الآخر لما كانت ترددت، لأن قواعد اللعبة تغيّرت في المنطقة ككل، ويبدو أن القدرة على التعطيل أصبحت موجودة لدى آخرين، ولا شك أن إيران متمسكة بورقة رئاسة الجمهورية في لبنان كي تفاوض أميركا وغيرها، ولو استطاعت أميركا ترجيح كفة مرشح دون الآخر لما كانت قصّرت في ذلك.

ويشير سكرية إلى أن السبب يعود إلى أن أميركا ليست من أولوياتها رئاسة الجمهورية في لبنان.

اهتمام أميركا

ما الذي يهم الولايات المتحدة الأميركية من لبنان اليوم؟ يرى علوش أن لبنان ليس من الأولويات الأساسية لأميركا، وما يحدث في المنطقة جعل من لبنان تفصيلاً ثانويًا للوضع الإقليمي، وما كان عليه&لبنان في العام 1958 بالنسبة لأميركا لم يعد موجودًا حاليًا.

يلفت سكرية إلى أهمية لبنان الكبيرة بالنسبة لأميركا، فهو بالنسبة لها منصّة لتوجيه الرسائل، ومركز للنشاطات الثقافية والسياسية لرصد المنطقة وأشبه بمرصد لما يجري في المنطقة، وكذلك يهم أميركا الغاز الموجود في لبنان.

انتخابات أميركا

وردًا على سؤال بأن البعض يبني اليوم على الانتخابات الأميركية من أجل التوصل في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، يؤكد علوش أن هكذا فرضيات تبقى لبنانية محضًا، تحاول ربط الداخل بالخارج، وخيار الجمهورية يبقى لبنانيًا، وهناك "بروباغندا" تشير إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو الحل لكل الأمور لكن في الحقيقة العكس هو صحيح، فانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يأتي بعد الحل، ويبقى نتيجة وليس سببًا، والكيان اللبناني بحد ذاته يبقى مطروحًا وليس فقط انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وبظل الوضع المتفجر في المنطقة ككل، والحدود السيادية التي لم تبقَ موجودة إلا ببعض الدساتير، لسنا متأكدين من وضع لبنان الكياني بظل الأوضاع في المنطقة.

يرى سكرية أن ضعف لبنان في تقرير مصيره يجعل الخارج يتدخل بشؤونه الداخلية، لا يمكن أن ننتج رئيسًا في لبنان فننظر إلى الخارج لتحقيق ذلك، ولسنا بمستوى وطن وبلد يليق بنا.

إيران

عن اعتبار البعض أن إيران تنتظر نتائج الإنتخابات الأميركية كي تفرج عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، يرى علوش أن إيران ربما تفضل أن تتعامل مع إدارة طويلة الأمد في أميركا، لكن عمليًا الإفراج عن الملف الرئاسي في لبنان مرتبط بالمنطقة، وما قد يطرح من حلول مع إدارة أميركية جديدة أو مع القوى الإقليمية اللاعبة، والدور المباشر يبقى لدى روسيا، وإسرائيل تبقى اللاعب الأهم مع تقارب كل القوى الإقليمية منها وإصلاح أمورها معها، وإيران قد تنتظر وجود إدارة أميركية جديدة لبحث أمور أوسع، ويبقى لبنان جزءًا منها وليس نقطة مهمة، رغم القناعة بأن لبنان يشكل نقطة مهمة لإيران بخاصة بالنسبة لحزب الله.

بين لبنان وأميركا

إيهما يمكن ترجيح أن يسبق الآخر، الرئاسة في أميركا أم الرئاسة في لبنان؟ يؤكد علوش أن ترجيح الانتخابات الأميركية ستسبق اللبنانية في حال حصلت انتخابات رئاسية في لبنان من أصله.

كذلك يرى سكرية أرجحية حصول الانتخابات الرئاسية في أميركا قبل الإنتخابات الرئاسية في لبنان.
&