في تصعيد جديد ضد مصر، مما يزيد من التوتر معها، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ" الانقلابي، الذي قتل آلاف المصريين"،&وردت وزارة الخارجية، متهمة أردوغان، بـ"خلط الأوراق، وفقدان التقدير السليم".

إيلاف من القاهرة:&بعد نجاته من الإنقلاب العسكري، استمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصعيد التوتر مع مصر، ووصف الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"الإنقلابي الذي قتل الآلاف من الناس"،&وقال أردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة إن "السيسي رجل انقلابي قام بالانقلاب بقوة السلاح على الرئيس المنتخب مرسي". وتابع: "كان وزيراً للدفاع وانقلب على مرسي"،&وأضاف في أول مقابلة له مع قناة عربية:" السيسي ليست له أية علاقة بالديمقراطية من قريب أو بعيد، فقد كان وزير الدفاع في عهد مرسي، وقام بقتل آلاف الناس".

وردت وزارة الخارجية المصرية على أردوغان متهمة إياه بـ"خلط الأوراق"، وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان له، إن أردوغان "يستمر في خلط الأوراق وفقدان بوصلة التقدير السليم، الأمر الذي يعكس الظروف الصعبة التي يمر بها".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أنه "من ضمن أكثر الأمور التي تختلط على الرئيس التركي، القدرة على التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري مطالبين بدعم القوات المسلحة له، وبين انقلابات عسكرية بالمفاهيم المتعارف عليها".

انقسامات حادة&

وحسب تصريحات السفير، محمد يوسف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن الرئيس التركي يعاني من أزمات كثيرة داخلياً وخارجياً، ولم يخرج منتصراً بشكل كامل من الانقلاب. وأضاف لـ"إيلاف" أن تركيا الآن تعاني من انقسامات حادة في المؤسسات والمجتمع، مشيراً إلى أنه من الأولى بأردوغان أن يتفرغ لحل أزمات ومشاكل ما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وألا يتدخل في شؤون الدول الأخرى.

ولفت إلى أن أردوغان لديه ضبابية في الرؤية ويصرّ السير في طريق الغي في ما يخص الشأن المصري، منوهاً بأنه يقيس الأمور في مصر بما يحصل في تركيا، وينسى أن ما حصل في مصر ليس إنقلاباً عسكرياً، مثل المحاولة التي تعرض لها.

وأوضح أن ما حدث في مصر ثورة شارك فيها ملايين المصريين، خرجوا للشوارع والميادين مطالبين الجيش، بضرورة التدخل لحقن الدماء ومنع وقوع حروب أهلية بين فئات المجتمع،&يلعب الصراع الشخصي دوراً في مهاجمة أردوغان للسيسي، وتشير دراسة صادرة عن معهد واشنطن، إلى أن الصراع على الزعامة في المنطقة يقف وراء حالة العداء بين الرئيسين، وجاء فيها: "تلعب القضايا الشخصية دوراً أيضاً خارج الإطار الجيوسياسي".

وأوضحت الدراسة: "ينظر السيسي إلى إردوغان كمنافس له في شؤون المشرق العربي، والأهم من ذلك، في السياسة. فقد فاز الزعيم التركي المتحالف مع محمد مرسي بأربعة انتخابات متتالية، ثلاثة منها برلمانية وواحدة رئاسية، وأظهر نفسه بصورة النموذج اللامع للسياسة الإسلامية في الشرق الأوسط. أما في نجاح إردوغان، فيرى السيسي تجسيداً لخصومه السياسيين".

لا تعافي للعلاقات

وعلى الجانب الآخر ـ حسب الدراسة ـ فإن أردوغان يرى السيسي تجسيداً في خصومه السياسيين، ولطالما كان يتوقع حدوث إنقلاب عسكري ضده.

وتشير الدراسة إلى أنه "من غير المرجح أن تتعافى العلاقات التركية المصرية في المستقبل القريب، طالما أن إردوغان والسيسي في السلطة. وفي الواقع، من المحتمل أن تزيد المنافسة الإقليمية بين السلطتين من تغذية النزاعات القائمة بدءًا من غزة مروراً بقبرص ووصولاً إلى العراق".

ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها أردوغان نظيره المصري، بل سبق أن وصفه بـ"الطاغية"، وقال في تصريحات صحافية بتاريخ 18 يوليو 2014، بمناسبة الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، إن السيسي "لا يختلف عن الآخرين، إنه هو نفسه طاغية"، متهماً النظام الحاكم في مصر بالتعاون مع إسرائيل ضد حركة حماس.

وأضاف أردوغان أن "الإدارة في مصر ليست شرعية"، متهماً السلطات المصرية بأنها تريد استبعاد حماس من أي اتفاق سلام في غزة.

وهاجم أردوغان السيسي وجهاً لوجه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2014، ووصفه بقائد الإنقلاب، وانتقد استضافته في مقر الأمم المتحدة، وقال: "من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت، ولم تكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء، والانقلاب بالسلاح، والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية".

&ووصف ما فعله السيسي من عزل للرئيس السابق محمد مرسي، بـ"الانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب"، وتابع: "إن بلدًا يدّعي الديمقراطية قُتل فيه الآلاف من رافضي الانقلاب، ويحاول أن يعطي الشرعية لمن قام به"، متسائلًا: "لماذا إذن الأمم المتحدة موجودة؟".

ثغرات&

وفي المقابلة نفسها من قناة الجزيرة القطرية، كشف أردوغان عن معلومات جديدة بشأن محاولة الانقلاب، قائلاً:" تلقيت الخبر الأول عن محاولة الانقلاب من صهري وفي تلك الليلة كان لدي إصرار على طمأنة الشعب التركي، ثم تحدثت مع مستشار المخابرات الوطنية لبحث سبل مواجهة الانقلاب".

ولم يستبعد أردوغان وجود ثغرات في جهاز المخابرات قائلاً: "لا يمكن معرفة عدد المتورطين في محاولة الانقلاب، وربما هناك ثغرة في جهاز المخابرات"، مستدركاً: "أفضل المخابرات في العالم نجد بها ضعفًا وهذا نراه في أميركا وبلجيكا وألمانيا وغيرها".

وأشار إلى أنه "تم توقيف 9 آلاف وأربعة أشخاص على خلفية المحاولة الانقلابية"، وقال: "من المحتمل أن تكون هناك مخططات أخرى لحركة غولن المتهمة بتدبير محاولة الانقلاب"،&ووصف أردوغان محاولة الانقلاب بـ "الجريمة" التي يقع على الدولة عاتق القبض على منفذيها.

واستطرد: "نقدم كافة الأدلة إلى الولايات المتحدة بشأن تورط فتح الله غولن لتسليمه إلينا، وتركيا والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان"،&ولم يستبعد تطبيق الإعدام على الإنقلابيين، وقال: "قرار إعادة عقوبة الإعدام ليس بيدي ولكن بيد الشعب وسيكون في البرلمان، وإذا وافق البرلمان على إعادة عقوبة الإعدام فسوف أوافق عليها"، واستطرد قائلاً:" هناك الكثير من البلدان في العالم تطبق عقوبة الإعدام".

حديث الرئيس التركي&لشبكة الجزيرة الإعلامية بعد المحاولة&الإنقلابية